ما وراء وما تأثير تجدد الحرب في سوريا
تطور خطير حدث في سورية خلال اليومين الماضيين: الفصائل المسلحة وعلى رأسها جبهة تحرير الشام "النصرة سابقا" سيطرت على 65 بلدة وقرية ومدينة أهمها سراقب.
ذلك التقدم يضعنا أمام احتمالين أو اكثر، فإما أن يكون الجيش السوري هشا وبقدرات قتالية ضعيفة، أو أن هذه الفصائل المسلحة قد تدربت بشكل جيد، واستطاعت أن تحقق مفاجأة استراتيجية.
وهناك احتمال ثالث ربما هو الأرجح أن يكون ما حدث ضمن اتفاق دولي يهدف إلى إخراج إيران من سوريا.
إذا ما استمرت هذه الفصائل بالتقدم دون مقاومة من قوات الجيش فسوف تسيطر على مناطق كانت تسيطر عليها في عام 2019 في حلب وإدلب وحماة.
ما جرى من انهيار لقوات الجيش السوري يدل على أن حزب الله كان الفاعل الأساسي في هذه الجبهة.
حكومة دمشق أرسلت تعزيزات بعد أن سقطت أجزاء من حلب وبعد أن خسرت طريق حلب دمشق الدولي الذي كان يعول عليه أردوغان ليكون طريق تجارة ما بين تركيا ودول عربية.
في أواخر عام 2016 استعادت قوات الجيش السوري بدعم من روسيا وإيران وفصائل موالية مسلحة في المنطقة، مدينة حلب بأكملها، ووافق مقاتلو المعارضة على الانسحاب بعد أشهر من القصف والحصار في معركة قلبت دفة الأمور ضد الفصائل المدعومة من تركيا وقطر والولايات المتحدة لصالح النظام وروسيا.
يبدو أن يد تركيا هي التي تقف وراء الهجوم الاخير المباغت والكاسح على حلب.هو أكبر هجوم منذ مارس 2020 عندما أبرمت روسيا وتركيا اتفاقا لخفض التصعيد في المنطقة.
روسيا تعتبر الهجوم "انتهاكا لسيادة سوريا" وطلبت من السلطات التحرك سريعا لاستعادة سيطرة النظام على تلك المناطق.
بالمجمل من المرجح أن ما جرى كان ضمن اتفاق دولي ضمنيا لإخراج إيران من سوريا بعد الضربات التي تلقتها واذرعها في المنطقة خلال الاشهر الماضية.
سوريا مقسمة تحت سيطرة 4 حكومات وولاءات خارجية: في دمشق وفي إدلب وفي شمال وشرق سوريا وفي إعزاز.
لكن الخريطة العسكرية في سوريا تتغير وقد تشهد تغييرا كبيرا خلال الأيام القادمة.