تهديد نووي روسي جديد: بوتين يستخدم صاروخ "أوريشنيك" لإضعاف الناتو وفرض سيطرة موسكو على الأمن الأوروبي
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير نشرته يوم السبت 1 ديسمبر 2024، أن روسيا أرسلت رسالة قوية باستخدامها صاروخ "أوريشنيك" القادر على حمل رؤوس نووية في هجماتها على أوكرانيا.
والصاروخ، الذي يعد من الأسلحة المتقدمة، يهدف إلى إرسال إشارة واضحة حول نية موسكو في إضعاف حلف الناتو وفرض إرادتها على هيكل الأمن الأوروبي.
وأوضحت الصحيفة أن إطلاق روسيا لصاروخ "أوريشنيك" المتوسط المدى الأسبوع الماضي كان مصحوبًا بعرض رسمي من قبل قناة روسية توضح أوقات تحليق الصاروخ إلى العواصم الأوروبية الكبرى، الصاروخ يحتاج فقط إلى 20 دقيقة للوصول إلى لندن وباريس، و15 دقيقة إلى برلين، و12 دقيقة إلى وارسو.
في أقوى إشاراته النووية منذ بداية حرب أوكرانيا، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالصاروخ في تصريحات علنية، مؤكدًا أن الناتو لا يمتلك القدرة على اعتراضه.
كما أشار إلى إمكانية استخدام موسكو لهذا الصاروخ ضد "مراكز اتخاذ القرار" في كييف، وفي الوقت الحالي، قال بوتين إن الصاروخ سيحمل رؤوسًا حربية تقليدية متعددة، ولكن القدرة على حمل رؤوس نووية تظل قائمة.
في خطاب له بتاريخ 21 نوفمبر، صرح بوتين قائلًا: "نعتقد أن لدينا الحق في استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا"، وهو ما جاء بعد الإعلان عن تنفيذ ضربة صاروخية على مصنع للطيران في مدينة دنيبرو الأوكرانية باستخدام صاروخ "أوريشنيك".
ويأتي تهديد بوتين في وقت حساس، حيث تتواصل التحولات السياسية في الولايات المتحدة وسط قلق أوروبي من مواقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب المؤيدة لروسيا، ما قد يهدد الالتزام الأمريكي تجاه الناتو.
وفي ذات الوقت، تحرز القوات الروسية تقدمًا ثابتًا في شرق أوكرانيا، مما يزيد من الضغط على القوات الأوكرانية في مواجهة رفض بوتين أي تسوية لإنهاء الحرب.
وأكدت الصحيفة أن استخدام موسكو لصاروخ "أوريشنيك" الباليستي المتوسط المدى يعتبر بمثابة رسالة حازمة من بوتين حول تصميمه على الانتصار في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه يسعى لتقويض قوة الناتو وتفتيت أوروبا عن الولايات المتحدة، هذه الخطوة تأتي في إطار سعي روسيا لفرض إرادتها على أمن القارة الأوروبية.
ويشكل صاروخ "أوريشنيك" تهديدًا مباشرًا للمصالح الأوروبية حتى وإن كان مزودًا برؤوس حربية تقليدية، وفي هذا السياق، حذر خبراء عسكريون من أن هذا الصاروخ قد يمثل بداية لسباق تسلح جديد في أوروبا قد يمتد لعقود، مما يستدعي إنفاق مليارات الدولارات من قبل دول الناتو وروسيا على تعزيز قدراتها العسكرية والأمنية، حيث تخصص موسكو حاليًا حوالي 40% من ميزانيتها للقوات المسلحة.