وزراء الخارجية العرب يتعهدون بدعم سوريا في مرحلة ما بعد الأسد
قال وزراء الخارجية العرب يوم السبت إن بلدانهم ستعمل مع الأمم المتحدة على تهيئة الظروف لعودة آمنة للاجئين السوريين وتقديم الدعم الإنساني لهم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد هذا الشهر بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما.
وطالبوا أيضا بتشكيل هيئة حكم انتقالية شاملة بتوافق سوري للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد عبر انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة، على أساس دستور جديد يوافق عليه السوريون.
وقد تم تحديد موقفهم في بيان صدر بعد اجتماع عقد يوم السبت في مدينة العقبة الأردنية على البحر الأحمر لمناقشة مستقبل سوريا. وقد جمع الاجتماع ممثلين عن مجموعة الاتصال الوزارية التابعة للجامعة العربية بشأن سوريا، والتي تضم الأردن والمملكة العربية السعودية والعراق ولبنان ومصر، بالإضافة إلى وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حاضرا أيضا. ولم يحضر الاجتماع أي ممثلين سوريين. كما لم يحضر مسؤولون من إيران وروسيا، الداعمان القديمان للأسد.
وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يحضران اجتماع مجموعة الاتصال العربية بشأن سوريا. أ.ب.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال اللقاء التزام دولة الإمارات بأمن سوريا واستقرارها ووحدتها وسيادتها، وأهمية اللقاء في تعزيز نهج جماعي عربي وإقليمي ودولي لتحقيق تسوية سياسية في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 وبما يلبي تطلعات الشعب السوري في التنمية والحياة الكريمة، حسب وكالة أنباء الإمارات.
كما أدان الوزراء العرب توغل إسرائيل في المنطقة العازلة بين مرتفعات الجولان المحتلة وسوريا وريف دمشق بعد فرار الأسد وعائلته إلى روسيا قبل دخول الجماعات المتمردة إلى العاصمة في 8 ديسمبر.
والتقى الوزيران لاحقا مع نظرائهما من تركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن.
وطالب وزيرا خارجية مصر والأردن، في مؤتمر صحفي، إسرائيل بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح على طول الحدود مع سوريا.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الموجود أيضًا في العقبة، إن الولايات المتحدة أجرت "اتصالات مباشرة" مع المتمردين المنتصرين.
وقال بلينكن "إن اتفاق اليوم يرسل رسالة موحدة إلى السلطة المؤقتة الجديدة والأطراف في سوريا بشأن المبادئ الحاسمة لضمان الدعم والاعتراف المطلوبين بشدة".
وقال للصحفيين يوم السبت في العقبة بالأردن "نحن نعلم أن ما يحدث داخل سوريا يمكن أن يكون له عواقب وخيمة تتجاوز حدودها، من النزوح الجماعي إلى الإرهاب"، وأضاف "ونعلم أننا لا نستطيع الاستهانة بتحديات هذه اللحظة".
ويعكس الاجتماع في العقبة، وهو الأول من نوعه منذ انهيار نظام الأسد، مستوى القلق من أن قوات المعارضة التي أطاحت بالنظام يقودها جماعة مسلحة كانت حتى سنوات قليلة مضت مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وهناك أيضا مخاوف واسعة النطاق في العالم العربي وخارجه من أن سقوط النظام في دمشق قد يؤدي إلى تفكك سوريا على أسس عرقية ودينية.