مجزره سناح.. كيف كانت الدماء التي سالت على تراب الضالع شاهدة على وحشية الاحتلال؟
#مجزره_سناح_للاحتلال_اليمني.. في صباح يوم مأساوي 27 ديسمبر 2013م، ارتكبت قوات الاحتلال اليمني المتمركزة في معسكرات قريبة من الضالع جريمة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في منطقة سناح بمحافظة الضالع.
حيث استهدفت مخيم عزاء كان يجتمع فيه عدد من المواطنين لتقديم واجب العزاء. القصف المدفعي كان بشكل عشوائي وهمجي واستخدمت فيه الأسلحة الثقيلة خلف القصف عشرين شهيدًا وعشرات الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، أصيبوا بإصابات خطيرة، بينهم من فقد أطرافه. وتسببت القذائف في تدمير المنازل المحيطة وإلحاق أضرار بالبنية التحتية. وتحولت المنازل إلى أنقاض، وانتشرت مشاهد الدمار والجثث في كل مكان.
وفي الذكرى الحادية عشرة لهذه الجريمة، لا تزال الدماء التي سالت على تراب الضالع شاهدة على وحشية الاحتلال ودافعًا لشعب الجنوب للمضي قُدمًا نحو تحقيق تطلعاته في استعادة دولته. مثلت هذه الجريمة واحدة من أفظع صور الانتهاكات التي تعرض لها شعب الجنوب على يد قوات الاحتلال اليمني، ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا وردود فعل إقليمية ودولية.
لم تكن مجزرة سناح حدثًا عابرًا، بل امتدادًا لسلسلة الجرائم الممنهجة التي انتهجتها قوات الاحتلال اليمني منذ اجتياح الجنوب في صيف 1994. استهدفت هذه الجرائم قمع إرادة شعب الجنوب من خلال القتل، والاعتقال، والاخفاء القسري، والتدمير الممنهج، وطمس الهوية الوطنية الجنوبية، وتصفية القيادات والكفاءات الجنوبية.
قرار تنفيذ مجزرة سناح، الذي اتخذه عبد الله ضبعان ومن خلفه نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لم يكن عشوائيًا، بل كان محاولة لترهيب الجنوبيين وإخماد أصواتهم المطالبة بالحرية والكرامة.
يرى محللون أن الهدف من هذه المجزرة كان محاولة يائسة من قوات الاحتلال اليمني لإخماد صوت الثورة الجنوبية المطالب بالحرية والاستقلال. كما هدفت إلى بث الرعب وإضعاف الإرادة الجنوبية، ومحاولة تقويض إرادة شعب الجنوب وكسر مقاومته وإسكات صوت المقاومة الجنوبية من خلال استهداف النشطاء والمدنيين لإرهاب شعب الجنوب. واضعاف وطمس الهوية الوطنية الجنوبية عبر القمع العنيف. كذلك نهب الموارد والسيطرة على ثروات الجنوب واستغلالها لتعزيز الهيمنة العسكرية والسياسية. إلا أن النتائج جاءت عكسية، حيث زادت هذه الجريمة وغيرها من جرائم الإبادة الجماعية من التفاف الجنوبيين حول قضيتهم.
وفقًا لشهود عيان، استهدف القصف المدفعي تجمعًا للعزاء، حيث لم يكن هناك أي وجود لمظاهر مسلحة أو تهديدات عسكرية. كانت الضحايا من المدنيين العُزل، بينهم أطفال ونساء، ما يعكس الحقد الدفين لقوات الاحتلال اليمني تجاه شعب الجنوب. وأكدوا شهود العيان أن القصف كان متعمدًا ولم يكن نتيجة خطأ عسكري، ما يكشف عن نوايا الاحتلال لاستهداف المدنيين الأبرياء كجزء من سياسة الترهيب الجماعي.
وثقت منظمات حقوقية ومنظمات المجتمع المدني هذه المجزرة كواحدة من الجرائم البشعة التي تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. ومع ذلك، لم تتم محاسبة مرتكبيها حتى اليوم، ما يُبرز الحاجة الماسة للعدالة والمساءلة.
مجزرة سناح لم تكن مجرد حدث مؤلم، بل كانت نقطة تحول في مسار النضال الجنوبي. وتعزيز اللحمة الجنوبية حيث أثارت الجريمة غضبًا واسعًا في أوساط الجنوبيين، ما دفعهم إلى تعزيز وحدتهم وتصعيد مطالبهم بالاستقلال والتحرر من الاحتلال اليمني. كذلك تزايد الزخم الشعبي فأصبحت المجزرة رمزًا للمعاناة الجنوبية، وأسهمت في استنهاض الروح الثورية لدى شباب الجنوب الذين رأوا فيها دافعًا للمضي قدمًا في نضالهم. وأيضًا تدويل قضية شعب الجنوبية حيث أسهمت التغطية الإعلامية للمجزرة في نقل معاناة الجنوب إلى المجتمع الدولي، ما عزز من دعوات تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
كانت مجزرة سناح نقطة تحول في مسار الحراك الجنوبي، حيث وحدت صفوف الجنوبيين وزادتهم إصرارًا على المضي قدمًا في مواجهة الاحتلال. أصبحت ذكرى المجزرة رمزًا للتضحية والصمود، وأُقيمت فعاليات سنوية لتخليد ذكرى الشهداء وتعزيز الوعي بقضية الجنوب.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1