الثلاثاء 07 يناير 2025
booked.net

على المستوى السياسي والعسكري.. كيف أبدى المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن التزامًا كاملًا بتنفيذ جميع بنود اتفاق الرياض؟

المجلس الانتقالي
المجلس الانتقالي الجنوبي

#المشهد_الجنوبي.. تشكل الشراكة بين المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن والأطراف اليمنية المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي والتي تأسست بموجب اتفاق الرياض الذي تحقق في نوفمبر 2019 م برعاية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إحدى ركائز تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في الجنوب خصوصًا والمناطق المحررة على وجه العموم.


ومع ذلك، فإن استمرار العراقيل والتباينات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والأطراف اليمنية التي تلكأت في تنفيذ بنود هذا الاتفاق أدى لفشل هذه الشراكة وتأثير هذا الفشل على الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي للجنوب الذي يعاني شعبه من تدهور الأوضاع المعيشية بصورة تجعل من تصحيح هذه الشراكة خطوة حتمية لا يمكن تجاوزها قبل نقاش أي تعديل حكومي وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة.

 

جاءت الشراكة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية نتيجة لاتفاق الرياض، الذي رعته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عام 2019، بهدف توحيد الجهود لمواجهة ميليشيا الحوثي وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة.


رغم الجهود الكبيرة التي بذلها المجلس الانتقالي الجنوبي لإنجاح هذه الشراكة، إلا أن الأطراف اليمنية الأخرى عمدت إلى عرقلة تنفيذ بنود الاتفاق، مما أدى إلى تعثر تحقيق أهدافه وتفاقم معاناة الجنوبيين في مخطط أرادت الأطراف اليمنية تحقيقه لعرقلة خطوات الجنوب نحو الاستقلال عبر إغراقه بالفوضى والأزمات.

 

أبدى المجلس الانتقالي الجنوبي التزامًا كاملًا بتنفيذ جميع بنود اتفاق الرياض، سواء على المستوى السياسي أو العسكري.


وقدم تنازلات كبيرة لضمان نجاح الشراكة كما انخرط المجلس في تشكيل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب، وساهم في تقديم مرشحين أكفاء لشغل المناصب، في إطار السعي لتحقيق التوازن والاستقرار.


تعامل المجلس الانتقالي الجنوبي مع اتفاق الرياض بجدية كاملة وحرص على التعاون مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبر التحالف شريكًا أساسيًا في مواجهة التهديدات الأمنية والسياسية لكن التزام المجلس وحرصه على تنفيذ الاتفاق والتعاون مع التحالف العربي قوبل بتلكؤ الأطراف اليمنية عن تنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاق وإبقاء أغلب بنوده حبرًا على ورق.

 

امتنعت الأطراف اليمنية عن تنفيذ البنود الرئيسية لاتفاق الرياض، خاصة تلك المتعلقة بإعادة تموضع القوات العسكرية، وتسليم الأمن لقوات محلية واستمرت القوات التابعة للإحتلال في السيطرة على وادي حضرموت متجاهلة المطالب الشعبية الجنوبية.

 

في الوقت نفسه عمد الشركاء اليمنيون إلى تهميش دور المجلس الانتقالي في كثير من المؤسسات والهيئات الحكومية وتأخر تشكيل اللجان المشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاق، مما عطل تحقيقه كما استخدمت الأطراف اليمنية الشراكة كغطاء لتعزيز نفوذها في المناطق الجنوبية، من خلال تعيين شخصيات تابعة لها في مناصب حساسة مستغلة الشراكة لإبقاء الجنوب في حالة عدم استقرار وترهل سياسي ساهم في تفاقم المعاناة الإنسانية للمواطنين وعرقل جهود المجلس في تطبيع الأوضاع في الجنوب وتفعيل مؤسسات الدولة.

 

فيما يتعلق بتوجيه الجهود لمواجهة الحوثيين تجاهلت الأطراف اليمنية الالتزام بمواجهة ميليشيا الحوثي، مما أدى إلى إضعاف الجبهة المشتركة ضد هذه الجماعة الانقلابية.


وبدلًا عن التركيز على المعركة الحقيقية مع الحوثيين ركزت الأطراف اليمنية جهودها في الحرب على الجنوب وتعطيل الشراكة مع المجلس الانتقالي


وتخلت عن واجبها الأساسي في تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين مسخرة جهودها وإمكانياتها في سبيل زعزعة أمن واستقرار الجنوب ومفاقمة الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للمواطنين.

 

أمام العراقيل التي وضعتها الأطراف اليمنية في وجهه وتعمدها التهرب من تنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاق دعا المجلس الانتقالي الجنوبي مرارًا إلى مراجعة الشراكة وتصحيح مسارها، لضمان تحقيق الأهداف المشتركة وتجنب الانهيار الكامل للاتفاق وشدد المجلس على أن تصحيح الشراكة يتطلب تنفيذ اتفاق الرياض بشكل كامل، وخاصة في الشق العسكري والأمني والجانب الاقتصادي الذي يمس حياة المواطنين.

 

قابلت الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي دعوات المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن بتجاهل تام الأمر الذي دفع الرئيس عيدروس الزُبيدي للإنسحاب من بعض اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي، احتجاجًا على عدم التزام الشركاء بتنفيذ بنود الاتفاق، وغياب الجدية في مواجهة التحديات الحوثيين وتحسين الظروف المعيشية للشعب.

 

نتيجة لتعثر تنفيذ اتفاق الرياض تعطلت الجهود الرامية لتأمين المناطق الجنوبية نتيجة لعدم تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض وفشلت الحكومة في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين الجنوبيين نتيجة للفساد الإداري والمالي الذي تسببت به بعض الأطراف اليمنية الشريكة في الحكومة كما تسبب ضعف التنسيق العسكري المشترك بين الأطراف، في إفساح المجال لميليشيا الحوثي لتعزيز وجودها وتهديد الجنوب والمناطق المحررة.

 

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1