مايك بومبيو: يجب الاعتراف بـ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل شرعي للنظام الإيراني

متن نيوز

في التاسع من يناير 2025، عُقد مؤتمر مهم في مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، ركّز على الحلول الممكنة لإسقاط النظام القمعي للملالي. وقد شهد هذا الحدث البارز مشاركة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل NCRI، ووزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى ومناصرين لحرية إيران.
وشكّل المؤتمر منصة لتسليط الضوء على نقاط ضعف النظام الإيراني المتزايدة ودور المقاومة المنظمة في تشكيل مستقبل ديمقراطي لإيران.
كلمة بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق
استهل مايك بومبيو كلمته بالإشادة بالتزام أعضاء المقاومة الإيرانية وداعميها. وقال: “إنكم ملتزمون جميعًا برؤية إيران حرة.” وأكد على التفاؤل الذي تشاركه مريم رجوي، معتبرًا أن اللحظة الحالية تمثل أملًا للشعب الإيراني، حيث يقف النظام في أضعف حالاته.
وأضاف بومبيو أن هشاشة النظام باتت جلية: “ليس لدى الولي الفقیة دعاء أو أمل أو حتى حلم في تحقيق الرخاء للشعب الإيراني. لم يعد قادرًا حتى على الدفاع عن أولئك المستعدين للمخاطرة بحياتهم من أجله ومن أجل نظامه الاستبدادي.” وأوضح أن المقاومة الداخلية والضغوط الخارجية معًا أوجدت وضعًا خطيرًا للنظام، يشير إلى بداية نهايته.
أزمة اقتصادية وسياسية
تناول بومبيو الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بإيران، مبرزًا عجز النظام عن تلبية الاحتياجات الأساسية لشعبه. ففي شتاء 2024، شهدت إيران شبه انهيار اقتصادي، مما أدى إلى أزمات غير مسبوقة في الوقود والتدفئة والسلع الأساسية. وقال بومبيو: “كان على النظام الإيراني اتخاذ خيارات صعبة بين تدفئة منازل المواطنين أو الحفاظ على استمرار الأعمال الصغيرة.” وأشار إلى أن هذه الاختلالات تكشف عن أولويات النظام الحقيقية: “الأمر لا يتعلق بما هو تحت الأرض، بل بما هو فوقها.”
كما أشار إلى الانهيار السريع لقيمة الريال الإيراني، الذي فقد 30% من قيمته في غضون ثلاثة أشهر فقط. وعلى الصعيد السياسي، فقد النظام شرعيته بشكل كبير بعد وفاة إبراهيم رئيسي، الذي أتى إلى السلطة عبر انتخابات صورية قاطعها الشعب الإيراني بشكل واسع. الانتخابات التالية شهدت انخفاضًا أكبر في نسبة المشاركة، ما يعكس رفض الشعب لسلطة النظام.
ضعف القوى الوكيلة
أوضح بومبيو تراجع نفوذ القوى الوكيلة للنظام الإيراني، التي كانت أدواته في بسط الهيمنة الإقليمية. حزب الله في لبنان، الذي كان قوة مهيبة في السابق، أصبح شبه عاجز. وفي سوريا، تراجعت تأثيرات النظام، فيما يعيش نظام بشار الأسد حالة من الفوضى. وقال: “نفد النظام من القوة والكرامة.” هذه التطورات أظهرت أن نظام الولي الفقیة”نمر من ورق” غير قادر على مواصلة أجندته القمعية والتوسعية.
دور مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية
ركّز بومبيو على الدور المحوري لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ووحدات الانتفاضة الأخرى. وأشاد بنضالهم المستمر ضد النظام على مدار عقود، رغم التضحيات الهائلة. وقال: “واجهت مجاهدي خلق النظام لعدة عقود”، مشيرًا إلى دورهم المركزي في مجزرة عام 1988 التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي، وإلى جهودهم المتواصلة داخل إيران وخارجها.
كما أثنى على خطة النقاط العشر التي قدمتها مريم رجوي، والتي تمثل خارطة طريق لإيران ديمقراطية وعلمانية. وتشمل هذه الخطة انتخابات حرة خلال ستة أشهر من تغيير النظام، والمساواة بين الجنسين، والفصل بين الدين والدولة، وإيران خالية من الأسلحة النووية. وشدد بومبيو على ضرورة الاعتراف الدولي بالمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي شرعي.
ودعا بومبيو إلى تجديد حملة الضغط القصوى على النظام الإيراني. وأكد أن هذه الاستراتيجية يجب أن تقترن بالاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة، والاعتراف بـ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل شرعي للنظام الحاكم. وقال: “السياسة الأمريكية الجديدة يجب أن تفسح المجال أكثر للمقاومة الإيرانية.” وأوضح أن هذا الاعتراف سيساعد وحدات الانتفاضة داخل إيران ويعزز الدعم الدولي للقضية.
ووجه بومبيو رسالة تضامن إلى المقاتلين من أجل الحرية والشعب الإيراني: “استمروا في النضال. ركزوا جهودكم على حرس النظام الإيراني. ستعود الولايات المتحدة وسيعود الضغط، مما يجعل النظام أكثر ضعفًا.” وحثّ المجتمع الدولي على الاعتراف بتضحيات وصمود من يناضلون من أجل إيران حرة، مشددًا على أن طريق التحرير يعتمد على استمرار هذه الجهود.
وأكد المؤتمر على تزايد القناعة بأن أيام النظام الإيراني باتت معدودة. ومع الانهيار الاقتصادي وفقدان الشرعية السياسية وتراجع النفوذ الإقليمي، يواجه النظام ضغوطًا متصاعدة من الداخل والخارج. يقدم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي بديلًا ديمقراطيًا وقابلًا للتطبيق، مدعومًا بشبكة مقاومة قوية ومناصرين دوليين مثل مايك بومبيو.
وختم بومبيو بقوله: “يجب أن يُحكم الشعب الإيراني من قبل من يسعون إلى إقامة جمهورية ديمقراطية حرة، بدلًا من هذا النظام القمعي. وأنا واثق من أننا سنصل إلى ذلك.”