تساؤلات عن سر القبول بصيغة صفقة التهدئة في قطاع غزة
مرد هذا التساؤل إلى إعلان قطر موافقة كل من اسرائيل وحماس على إنهاء الحرب وتبادل الاسرى (الرهائن) بنفس شروط الصفقة القديمة.
بالنسبة لإسرائيل واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو النصف الأول من العام 2024 في القتال مع المنافسين السياسيين في الداخل وحرب استنزاف مع حركة حماس وفي الوقت نفسه تهديدات من إيران وحلفائها.
تغير الموقف الإسرائيلي
لكن الأمور تغيرت من الجانب الإسرائيلي لأسباب أهمها اغتيال زعيمي حركة حماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وتوجيه ضربات لحزب الله دفعت الحزب للموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان، ثم توجيه ضربات لإيران أدت لتدمير دفاعاتها الجوية، وبعدها انهيار نظام الأسد في سوريا ما قوض حلفاء إيران فضلا عن دعوات من فلسطينيين لحكومة بديلة لقطاع غزة.
يضاف إلى ذلك عودة الرئيس دونالد ترامب لسدة الحكم بالولايات المتحدة والذي هدد باندلاع جحيم في الشرق الأوسط إذا لم يطلق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
موقف حماس
بالنسبة لحماس، جاءت نقطة التحول نحو وقف إطلاق النار في أكتوبر عندما قتلت إسرائيل السنوار، زعيم حماس.
حتى وقت قريب، كانت حماس تحت قيادة شقيق السنوار الأصغر، محمد السنوار، تتخذ موقفا صارما بشأن المحادثات وتجنيد أعضاء جدد لمواصلة القتال.
حماس خسرت حوالي 17 الف من مقاتيلها من أصل 30 الف تقريبا، كما واجهت حماس ضغوطا داخلية متزايدة لإنهاء الحرب من سكان غزة الذين عانوا من الدمار الواسع النطاق والموت والتشريد وانهيار القانون والنظام.
كانت رهانات حماس خلال الحرب في غير محلها، يبدو أنها لم تتوقع رد الفعل الإسرائيلي الشديد أو أن الرهائن لن يكونوا ورقة مساومة قوية لأن إسرائيل نظرت لما حدث باعتباره "حربا وجودية".
تقضي المرحلة الأولى من الصفقة بوقف القتال في غزة والسماح بالإفراج عن سجناء فلسطينيين محتجزين في إسرائيل، في مقابل إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في غزة.
سيأتي الاختبار بعد الأيام الستة عشر الأولى، عندما يبدأ الطرفان في مناقشة ما إذا كان سيتم تمديد الهدنة إلى وقف دائم للقتال خلال المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة.
وتشمل هذه المراحل أيضا إطلاق سراح جميع الرهائن ووضع خطة لإعادة بناء غزة في نهاية المطاف.
خاتمة
وببدو إن حماس قبلت في الاتفاق الحالي ضمانات شفهية من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا بأن إسرائيل ستواصل المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار الدائم بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما صرح نتنياهو اليوم أنه على حصل على ضمانات بمواصلة الحرب في غزة إن لم تتحقق المطالب الأمنية لإسرائيل في غزة.