كيف تحمل ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي أهمية استثنائية في مسيرة شعب جنوب اليمن؟

شعب جنوب اليمن
شعب جنوب اليمن

#الجنوب_يجمعنا_والتسامح_نهجنا.. في الثالث عشر من يناير عام 2006، اجتمع الجنوب في جمعية أبناء ردفان بالعاصمة عدن في لقاء تاريخي أسس لمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي.

 

هذا الحدث شكل علامة فارقة في مسيرة نضال شعب الجنوب، حيث تمكن الجنوبيون من تجاوز آلام الماضي والسمو على الجراح،  ووضع أساس التلاحم الوطني الذي يمثل حجر الزاوية لتحقيق تطلعاتهم الوطنية واستعادة  الدولة.

شهدت الذكرى الـ19 لهذا الحدث العظيم تعزيزًا لهذا المبدأ الذي وحّد صفوف الجنوبيين. وأصبح التصالح والتسامح إطارًا جامعًا يساهم في تقوية النسيج الاجتماعي والسياسي، تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي عزز المسار التحرري  بركائز الدولة سياسيا وتنظيميا وعسكريا ودبلوماسيا، تلك الدولة ذات الشكل الفدرالي والتي لن تكون إلا جنوب  " لكل وبكل أبنائه".

في مثل هذا اليوم من عام 2006، قامت جمعية أبناء ردفان بوضع الأسس الأولى للتصالح والتسامح الجنوبي، في حدث تاريخي بارز يعكس القيم النبيلة للتآخي والتضامن بين شعب الجنوب، وقد مثلت هذه الخطوة حجر الأساس لترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية، متجاوزة جراح الماضي والانقسامات التي عانت منها المنطقة، وبعد عامين من هذا الحدث، في 13 يناير 2008، شهدت ساحة الهاشمي بمدينة عدن أول مليونية جنوبية، تعبيرًا عن التأييد الشعبي الكبير لهذه القيم السامية، ما أظهر مدى الوعي الشعبي بأهمية التصالح والتسامح كركيزة لبناء مستقبل مشرق للجنوب.

وفي هذا السياق، وصف الدكتور ناصر الخُبجي، رئيس الهيئة السياسية المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، هذا اليوم بأنه محطة فارقة في تاريخ الجنوب، حيث أعادت هذه المبادرة وحدة الصف في  الجنوب وأطلقت شرارة الحراك السلمي، الذي أصبح رمزًا للمقاومة الجنوبية في مواجهة التحديات المختلفة، بما في ذلك التصدي لمليشيات الحوثي عام 2015، وأكد أن هذا اليوم يحمل دلالات عميقة على الإرادة الشعبية للتغلب على التحديات وبناء مستقبل أكثر استقرارًا.



من جهته، أشار الدكتور صدام عبدالله، رئيس قطاع الصحافة والإعلام في الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، إلى أن قيم التسامح والتصالح هي قيم إنسانية سامية دعت إليها جميع الأديان السماوية، وشدد على أهمية الدور الذي لعبته جمعية أبناء ردفان في عام 2006 من خلال إطلاق هذه المبادرة التاريخية، وأضاف أن جعل يوم 13 يناير يومًا للتسامح والتصالح الجنوبي يمثل خطوة محورية في مسيرة أبناء الجنوب نحو تحقيق الوحدة الوطنية وتوحيد الصف الجنوبي، مؤكدًا أن هذه المبادرة كانت ولا تزال تجسيدًا حقيقيًا للوعي الجمعي بأهمية التضامن والتكاتف لبناء مجتمع قوي ومتماسك.

تحمل ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي أهمية استثنائية في مسيرة  شعب الجنوب نحو تحقيق تطلعاتهم الوطنية واستعادة دولتهم المستقلة وبناء مستقبل يسوده الاستقرار والتنمية، هذه الذكرى لا تعبر فقط عن قيمة التكاتف بين أبناء الجنوب، بل تجسد أيضًا الإرادة الجماعية لتجاوز كافة التحديات التي خلفها الماضي.

إن هذا اليوم التاريخي يمثل محطة فارقة في تعزيز روح التضامن بين الجنوبيين، وترسيخ القيم السامية للتآخي والتسامح كركيزة أساسية لمواجهة مختلف التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن خلال التمسك بهذه المبادئ، يثبت شعب الجنوب أنهم قادرون على بناء مستقبل مشرق يتسم بالقوة، مما يعزز من قدرتهم على مواجهة كافة التحديات وتحقيق أهدافهم الوطنية.

‏واشار الدكتور باسم منصور الحوشبي رئيس دائرة الإعلام والثقافة في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن شعب الجنوب ينتصر بالاستناد لهذه القيمة الأخلاقية النبيلة التي تتجدد كل يوم، منوهًا بأن جنوب اليوم محصنٌ بشعب وقضية، وقيادة، ودماء ولن يكون إلا "بكل ولكل أبنائه...." في ظلال دولة فدرالية مستقلة.

في ذات السياق، دعا الدكتور ناصر الخبجي إلى تعزيز نهج التصالح والتسامح كثقافة وطنية مستدامة، مشددًا على أهمية دعم الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية لتحقيق الهدف المنشود في بناء دولة جنوبية فدرالية مستقلة.

مع حلول هذا الذكرى التاسعة عشرة لهذا الحدث العظيم، يُجدد الجنوبيون تأكيدهم على أهمية التصالح والتسامح كركيزة أساسية لتوحيد صفوفهم وتحقيق تطلعاتهم، وقد أثبت هذا عند خروجهم اليوم الثلاثاء 14 يناير ليقفون صفا واحدا في المطالبة بحقوقهم المشروعة والوقوف صفا واحدا ضد الظلم والحرب والمعاناة التي يتعرض لها شعب الجنوب.
 

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1