تكدس أهالي غزة في شارع الرشيد في انتظار أمر التحرك إلى الشمال
يشهد شارعا الرشيد وصلاح الدين في وسط قطاع غزة تكدسًا كبيرًا للآلاف من النازحين الذين ينتظرون السماح لهم بالعودة إلى مدينة غزة والشمال، بعد أن أمضوا ليلة أمس في الشارعين بانتظار عودتهم إلى ديارهم، وذلك حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي منعهم مخالفا ما أعلن عنه في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، ويشترط الإفراج عن المحتجزة "أربيل يهودا" للسماح للنازحين بالعودة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينة (وفا) في تقرير لها، اليوم الأحد، أن عشرات الآلاف من النازحين ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى مدينة غزة والشمال، غالبيتهم سيقطع مسافة سبع كيلومترات على الأقل سيرا على الأقدام، موضحة أنهم أمضوا ليلة أمس في البرد القارس بجانب شاطئ البحر بشارع الرشيد، وهم مصرّون على العودة رغم علمهم المسبق بأن الاحتلال دمر منزلهم، وبالتالي بعضهم يحمل معه خيمته التي سوف ينصبنها فوق ركام منزله.
ونقلت (وفا) عن إحدى النازحات قولها إنها وأفراد عائلتها أشعلوا النيران في الأخشاب التي استخدموها لبناء خيمهم طوال فترة النزوح، وذلك لتتمكن من الحصول على بعض التدفئة في البرد القارس.. وقال النازح محمد الكحلوت (46 عاما) إنهم ينتظرون العودة إلى شمال القطاع رغم تخوفهم من إقدام الاحتلال على استهدافهم، حيث لا توجد أي ضمانات على سلامتهم في رحلة العودة.
وبدوره، قال النازح إسماعيل الشنباري من بلدة بيت حانون شمال القطاع إنه سيعود إلى بلدته مهما كان الثمن، وأنه سيعيد نصب الخيمة على أنقاض بيته.. وقال النازح عوني شلح من حي الشجاعية شرق مدينة غزة إنه فقد ستة أفراد من عائلته، ونزح في أول الحرب بعد أن دمر الاحتلال منزله، مؤكدا أنه رغم تدمير الاحتلال لبيته إلا أنه خيمة فوق ركام بيته أفضل.
ومن جهتها، أكدت النازحة سارة بكر أنها ستعود حتى لو سيرا على الأقدام، رغم أنها حامل في الشهر السابع، ورغم أنها لم تعرف أي معلومات عن بيتها وما حل به.
وبين السابع من أكتوبر 2023 والـ19 من يناير 2025، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وخلفت ما يزيد على 14 ألف مفقود.. وتسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي في تهجير أكثر من 85% من مواطني قطاع غزة أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان.
ويعيش نحو 1.6 مليون من المواطنين القطاع حاليا في مراكز إيواء وخيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، وسط دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية وممتلكات المواطنين، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 80% من قطاع غزة مدمر.