تقارير: ترامب مستعد للاعتراف بأرض الصومال

متن نيوز

أشارت التقارير الأخيرة إلى أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب على استعداد للاعتراف بأرض الصومال. إن مثل هذا الاعتراف سيكون مفيدًا لعدة أسباب ــ فهو يعكس الواقع على الأرض، ويعترف بأرض الصومال ويكافئها على بناء ديمقراطية ناجحة، وقد يساعد في تعميق التجارة الإقليمية مع شركاء رئيسيين للولايات المتحدة مثل إثيوبيا. 

 

قد يشجع أيضًا مجموعة من الدول المؤيدة لأرض الصومال على اتباع نفس النهج، ويسمح للولايات المتحدة بتطوير شريك أمني مفيد في منطقة مليئة بالتحديات من العالم.

 

ومع ذلك، ينبغي للولايات المتحدة أيضًا أن تتحرك بحذر. فالتحرك بسرعة كبيرة قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المجال الأمني ​​في الصومال، وتمكين حركة الشباب وإثارة غضب شركاء آخرين للولايات المتحدة، مثل تركيا ومصر والاتحاد الأفريقي. والمضي قدمًا دون دعم من الحزبين قد يعطي الانطباع أيضًا بأن مسألة الاعتراف بأرض الصومال مدعومة حصريًا من قِبَل الحزب الجمهوري، الأمر الذي يعرض الجهود للخطر.

 

بدلًا من الاعتراف، ينبغي للولايات المتحدة أن تفكر في تعميق الشراكة بين الولايات المتحدة وأرض الصومال عبر قطاعات أخرى: على سبيل المثال، الأمن والدبلوماسية والأعمال والتجارة. وسوف تكون هذه خطوة أولى جيدة، وسوف تظل مثل هذه الشراكة (حتى من دون الاعتراف الكامل) إيجابية بالنسبة لأرض الصومال.

 

على مدى السنوات الثماني الماضية، دفع الموقع الاستراتيجي لأرض الصومال على طول خليج عدن المسؤولين الأميركيين من إدارة ترامب وبايدن إلى النظر عن كثب في العلاقة بين الولايات المتحدة وأرض الصومال.

 

تقع أرض الصومال عند تقاطع العديد من المصالح الأميركية المتقاربة، حيث تستضيف مئات الأميال من الساحل الهادئ على طول أحد أكثر طرق التجارة ازدحامًا في العالم. كما أنها تقع في موقع استراتيجي بالقرب من اليمن، حيث أصبح الحوثيون أكثر جرأة ضد حلفاء الولايات المتحدة ومزعجين للتجارة البحرية في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس. 

 

كما أن الشراكة الأعمق مع أرض الصومال من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بمراقبة الصراعات في السودان وإثيوبيا، فضلًا عن القتال ضد حركة الشباب في الصومال. كما يمكن أن تساعد في تخفيف الازدحام العسكري في جيبوتي، مما يحرر الولايات المتحدة للعمل بشكل أكثر مرونة ضد التهديدات الأمنية الوطنية في الساحة الأمنية الأوسع في البحر الأحمر.

 

ومع ذلك، هناك العديد من العوامل التي قد تعيق آفاق الشراكة الموسعة بين الولايات المتحدة وأرض الصومال. إن تركيز الولايات المتحدة على مناطق أخرى، والعلاقات الأمريكية مع القيادة المصرية المناهضة لأرض الصومال، وإمكانية تحول أرض الصومال إلى قضية سياسية أمريكية حزبية، كل هذا يهدد بعرقلة الفوائد المحتملة للتعاون الأعمق بين واشنطن وهرجيسا.