يوم الشهيد الجنوبي.. كيف يعد مناسبة ومحطة تاريخية يُكرِّم ويبجِّل فيها الشعب تضحيات أبنائه؟
![تعبيرية](images/no.jpg)
يوم الشهيد الجنوبي.. في 11 من فبراير من كل عام يحيي جنوب وشعب الجنوبي باليمن ذكرى يوم الشهيد، الذي دخل التاريخ كرمز ومناسبة ومحطة تاريخية يُكرِّم ويبجِّل فيها الشعب تضحيات أبنائه عبر منعطفات التاريخ التحررية المختلفة، وترى أرواحهم تطل مجددًا على واقع حياتهم وحاضرهم كإنجازات شامخة وانتصارات خالدة وحقائق كانت بالنسبة لشهداء الأمس مجرد أحلام كبيرة قاتلوا من أجل تحقيقها، وتحولت في أجيال الحاضر والمستقبل إلى حقائق معاشة.
ونحن إذ نتذكر اليوم شهداءنا ونحتفي بهذه المناسبة بعزٍّ وشموخٍ وكبرياء تطال بسموها وشموخها وارتفاعها بطولات وتضحيات هؤلاء الشهداء، لا ننسى أيضًا أولئك الأبطال في الأمن والقوات المسلحة الجنوبية المرابطين في الثغور وفي خطوط المواجهة وفي مواقع الشرف والواجب المهني في امتداد جغرافية وطننا الجنوبي، حاملين أرواحهم على أكفهم وعلى أتم الجاهزية والاستعداد والقناعة والوعي الوطني، لتقديمها فداء لوطنهم وشعبهم في أي لحظة يحتم عليهم واجبهم المقدس تقديمها، إن كل بطل من هؤلاء الأبطال الميامين يحمل في داخله مشروع شهيد وطني جديد جديد، وهذه القناعة والوفاء الوطني والاستعداد الدائم للتضحية من أجل الوطن الجنوب جعل منهم مصدر قوة وصلابة وطننا وشعبنا، ودرعه في وجه المؤامرات والدسائس والغزوات وكل محاولات إعادة احتلال أو استعباد أو إذلال وطننا وشعبنا،إنهم أيضًا ذراع الوطن الجنوب الطولى وسيفه البتار لكل من يحاول المساس بسيادته وحرية شعبنا أو كسر إرادته وحرف مسار نضاله عن الأهداف التي خطها لنفسه.
تمجيدنا وتخليدنا لشهداء الأمس والاحتفاء بإنجازاتهم وانتصاراتهم هو أيضًا تكريم للأبطال في قواتنا المسلحة الجنوبية، الذين يذودون عن حياض الوطن في مختلف جبهات القتال، ويحمون أمننا واستقرارنا داخل الحواضر والمدن وريف وجبهات بلادنا وأجوائه ومياهه الإقليمية، ويقدمون خيرة أبناءهم بشكل يومي ليلتحقوا بقافلة الشهداء، إن هؤلاء الأبطال الميامين، باختلاف مواقع تواجدهم وطبيعة مهامهم، يواجهون المخاطر بإقدام وشجاعة، وسيظلون موضع رهان شعبنا ووطننا، وصمام أمان حاضره ومستقبله، وجسر العبور الذي به ومن خلاله يمر الوطن نحو المستقبل المنشود، شجاعتهم وسخاؤهم في التضحية دون مِنّة تلهمنا على المزيد من الثبات والصمود أمام كل الحروب التي يتعرض لها جنوبنا، ومحاولاتها اليائسة المتكررة في تركيع الشعب وإخضاعه وكسر إرادته، إن ثبات أبطال قواتنا المسلحة والتزامهم ومرابطتهم الدائمة في جبهات القتال اليوم، في ظل أقسى الظروف الطبيعية والمعيشية والخدمية وأشدها خطرًا، يذكرنا بمدى صلابتهم وأصالة معدنهم الوطني ووفائهم وإخلاصهم لشعبهم وواجبهم المهني،إن هذه الأدوار الجليلة والمآثر اليومية تعزز ثقة وطننا وشعبنا بهم، وتلهمنا على التوحد في خندق الدفاع عن وطننا وتوحيد جهودنا ومواقفنا الوطنية لاستكمال إنجاز المهام والأهداف التي شرع في بنائها شهداؤنا، تضحياتكم ودماؤكم الزكية وأرواحكم الطاهرة تحمينا جميعًا، وتلهمنا وتعزز ثقتنا بالمزيد من النجاحات والانتصارات على مختلف جبهات النضال بالداخل والخارج.
إن احتفاءنا بيوم الشهيد الجنوبي هذا العام يتزامن مع وضع كارثي وأزمات مركبة يعيشها شعبنا، متزامنة ومتخادمة ومتكاملة مع تصاعد الأعمال العسكرية في خطوط التماس وجرائم إرهابية وسياسية واقتصادية، مما يكشف عن حجم المخاطر والتهديدات والمؤامرات الكبيرة التي يتعرض لها شعبنا ومشروعه الوطني الجنوبي.
إن تاريخنا الوطني وما قدمه شعبنا الجنوبي من تضحيات عبر مسيرته النضالية، وما صنعه من انتصارات وإنجازات في الماضي في الثورة التحررية الأولى، رغم ما تعرض له من مخاطر وتحديات وتهديدات خرج منها منتصرًا، هذه التجربة مثلت على الدوام مصدر إلهام لثورتنا المعاصرة، بشقيها الحراك السلمي الجنوبي والكفاح التحرري الثوري العسكري، وتحتم علينا في الوقت ذاته استلهام دروسها في استكمال مهمة البناء العسكري المعاصر، والعمل الدؤوب على تطوير وتعزيز الاقتدار الدفاعي الشامل لقواتنا المسلحة الجنوبية، التي استطاع شعبنا بناؤها وإعادة بنائها من الصفر خلال سنوات الحرب المنصرمة.
إن حرية الأوطان وإعادة بنائها ونهضتها لا تتحقق بالأمنيات ولا تُهدى من أحد، بل تصنعها الشعوب بقدرتها واستعدادها على التضحية، وهذه الصفة تفرد بها شعبنا الجنوبي أكثر من غيره في الماضي والحاضر وفي المستقبل أيضًا.. الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار، النصر لشعبنا، والخلود لوطننا الجنوبي..
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1