تعديلات أوكرانيا تثير استياء واشنطن وتؤجل لقاء زيلينسكي مع نائب الرئيس الأمريكي

كشفت وسائل إعلام أوكرانية، الجمعة، عن حالة من التوتر بين كييف وواشنطن على خلفية التعديلات التي أجرتها الحكومة الأوكرانية على اتفاقية المعادن الأرضية النادرة، والتي لم تلقَ ترحيبًا أمريكيًا.
وأشارت التقارير إلى أن هذا التطور أدى إلى تأجيل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ونائب الرئيس الأمريكي، جاي دي فانس، دون تأكيد رسمي لهذه المعلومات من الطرفين.
وفقًا لصحيفة "NV" الأوكرانية، قامت كييف مؤخرًا بمراجعة بنود الاتفاقية المتعلقة بتوريد المعادن الأرضية النادرة، وسلمتها إلى الممثلين الأمريكيين، الذين طلبوا مزيدًا من الوقت لدراستها حتى الساعة السادسة مساءً بتوقيت موسكو.
وأُرجِع تأجيل اللقاء بين زيلينسكي وفانس إلى هذا الطلب، في ظل اهتمام أمريكي متزايد بتأمين مصادر موثوقة لهذه المعادن الحيوية.
وفي الساعة 19:37 بتوقيت موسكو، نقلت وكالة "أوبشِستفينويه" الأوكرانية عن المتحدث باسم زيلينسكي، سيرغي نيكيفوروف، أن الاجتماع انطلق بالفعل بعد فترة التأجيل، مما يؤكد استمرار الحوار رغم الخلافات الظاهرة.
التوتر الحالي يأتي بعد إعلان زيلينسكي عن تلقي كييف مشروع اتفاقية من الولايات المتحدة بشأن استغلال المعادن الأرضية النادرة الأوكرانية، وذلك خلال لقائه بوزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسينت.
كما بحث الرئيس الأوكراني الملف ذاته في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، وسط توقعات بتثبيت نتائج المفاوضات خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، المنعقد بين 14 و16 فبراير الجاري.
المعادن الأرضية النادرة، التي تشمل عناصر أساسية في صناعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة، باتت محورًا للتنافس الدولي، خاصة بين الولايات المتحدة والصين.
وفي هذا السياق، أكّد ترامب مطلع فبراير الجاري اهتمام بلاده بالحصول على هذه الموارد من أوكرانيا، التي تُعدّ من الدول الغنية بهذه المعادن.
وكشف زيلينسكي لاحقًا أن الكميات المعروضة على الجانب الأمريكي تتواجد في مناطق ما زالت خارجة عن سيطرة الحكومة الأوكرانية، ما يضيف تعقيدات جديدة على هذا الملف.
يرى مراقبون أن التوتر الناجم عن التعديلات الأوكرانية قد يلقي بظلاله على العلاقات الثنائية بين البلدين، في وقت تسعى فيه واشنطن لضمان إمدادات مستقرة من المعادن الأرضية النادرة بعيدًا عن الهيمنة الصينية.
ومن المتوقع أن تكون نتائج هذه المفاوضات محور نقاشات مهمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، وسط ترقب دولي لمدى قدرة كييف وواشنطن على تجاوز الخلافات الحالية.