الاحتلال يجبر أكثر من 40 ألف فلسطينى فى الضفة على النزوح

قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، إن حملة القمع العنيفة التى تجريها إسرائيل حاليا فى الضفة المحتلة منذ أسابيع، تسببت فى موجة نزوح غير مسبوقة للفلسطينيين منذ عقود حيث أجبرت العمليات العسكرية اكثر من 40 الف فلسطينى على ترك منازلهم.
أشارت الوكالة، إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين فروا فى الأسابيع الأخيرة من العمليات العسكرية الإسرائيلية فى شمال الضفة الغربية، وهى أكبر عملية نزوح فى الأراضى المحتلة منذ حرب 1967، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية بعد يومين فقط من اتفاق وقف اطلاق النار مع حماس، مدينة جنين بعد الإعلان عن حملة واسعة النطاق ضد من زعمت انهم مسلحين.
على عكس العمليات السابقة، توغلت القوات الإسرائيلية بعد ذلك بشكل أعمق وبقوة أكبر فى العديد من البلدات القريبة الأخرى، بما فى ذلك طولكرم والفارعة ونور شمس، مما أدى إلى تشتيت العائلات وإثارة ذكريات مريرة عن نكبة 1948، ففى خلال تلك الحرب، فر 700 ألف فلسطينى أو أُجبروا على ترك منازلهم فيما يُعرف الآن بإسرائيل. وأدت النكبة، إلى ظهور مدن الضفة الغربية المزدحمة التى تتعرض الآن للهجوم والمعروفة باسم مخيمات اللاجئين.
قال عابد الصباغ، 53 عامًا، وهو مواطن اضطر إلى وضع أطفاله السبعة فى السيارة فى 9 فبراير الجارى بينما كان صوت القنابل يدوى فى مخيم نور شمس، حيث وُلد لوالدين فروا من حرب 1948، لأسوشيتد برس:" هذه نكبتنا الجديدة".
وقال مسئولون فى مجال حقوق الإنسان، إنهم لم يروا مثل هذا النزوح فى الضفة الغربية منذ حرب عام 1967، عندما استولت إسرائيل على الأراضى الواقعة غرب نهر الأردن، إلى جانب القدس الشرقية وقطاع غزة، مما أدى إلى نزوح 300 ألف فلسطينى آخرين.
وقال رولاند فريدريش، مدير شئون الضفة الغربية فى وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين: "هذا أمر غير مسبوق. عندما نُضيف إلى هذا تدمير البنية التحتية، فإننا نصل إلى نقطة تصبح فيها المخيمات غير صالحة للسكن"، مشيرًا إلى فرار أكثر من 40 ألف و100 فلسطينى من منازلهم فى العملية العسكرية الجارية.
وأكد خبراء أن تكتيكات إسرائيل فى الضفة الغربية أصبحت لا يمكن تمييزها تقريبًا عن تلك المنتشرة فى غزة، وبالفعل، شجعت خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين خارج غزة اليمين المتطرف فى إسرائيل على تجديد الدعوات لضم الضفة الغربية.