مسئولون أمميون: الذكرى الثالثة للحرب في أوكرانيا معلم قاتم وتذكير صارخ بمعاناة المدنيين

وصف مسئولون أمميون الذكرى السنوية الثالثة للحرب الروسية واسعة النطاق على أوكرانيا بأنها "معلم قاتم وتذكير صارخ" بالمعاناة التي ظل المدنيون في أوكرانيا يتحملونها منذ ثلاث سنوات، بالإضافة إلى التحديات التي واجهوها منذ بدء الأعمال العدائية في عام 2014.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في أوكرانيا "ماتياس شمالي" إن العام الماضي شهد زيادة بنسبة 30 بالمائة في عدد الضحايا المدنيين مقارنة بعام 2023، وإن الوضع الإنساني يتدهور، وخاصة في مناطق الخطوط الأمامية.
وأوضح أن 36 في المائة من سكان أوكرانيا - أي 12.7 مليون شخص - بحاجة إلى مساعدات إنسانية في عام 2025.
وحذر المسئول الأممي من أن الشتاء يفاقم الوضع، مشيرا إلى أن الهجمات على البنية التحتية للطاقة تُخاطر بترك المستشفيات والمنازل دون كهرباء وتدفئة خلال الأشهر الأشد برودة في السنة، ومع دخول الحرب عامها الرابع، ذكر المنسق الأممي إن الاحتياجات الإنسانية لا تزال حادة،"كل يوم، يُقتل ويُصاب المدنيون، وتُدمَّر المنازل والمدارس، وتتحطم سُبل العيش".
وحدد المنسق الأممي أربع أولويات لعام 2025، أولها دعم المدنيين المقيمين في الخطوط الأمامية وتقديم المساعدة حيثما تشتد الحاجة إليها
، الأولوية الثانية هي إدارة عمليات الإجلاء من مناطق الخطوط الأمامية، فعندما تتعرض مجتمعات الخطوط الأمامية للهجوم، يفر المدنيون دون سابق إنذار، وغالبا ما يتركون كل شيء خلفهم.
أما الأولوية الثالثة فهي العمل مع المنظمات المحلية للاستجابة لحالات الطوارئ للضربات، في حين الأولوية تتمثل الرابعة للمنسق الأممي في ضمان حلول أكثر استدامة للأشخاص النازحين داخليا.. وقال في هذا السياق: "هذه هي أكبر أزمة نزوح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لا يزال أكثر من 10 ملايين شخص مُشردين من ديارهم، حيث نزح حوالي 7ر3 مليون شخص داخل أوكرانيا، يعيش الكثيرون في ملاجئ غير مُناسبة أو مجتمعات مضيفة مكتظة، ويواجهون مُستقبلًا يتسم بعدم اليقين".
على صعيد ذي صلة، قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "دانييل بيل" إن النزاع واسع النطاق في أوكرانيا تسبب في انتهاكات مستمرة ومتصاعدة لحقوق الإنسان وخروقات للقانون الإنساني الدولي، مؤكدة على ضرورة أن تظل حقوق الإنسان لجميع المتضررين من الحرب في صميم أي مفاوضات من أجل التوصل إلى سلام مستدام.
وذكرت المسئولة الأممية أن البعثة الأممية تحققت من مقتل أكثر من 12 ألفا و654 مدنيا، من رجال ونساء وفتيات وفتيان، وجرح أكثر من 29 ألفا و392 مدنيا منذ 24 فبراير 2022، حيث وقعت 84 بالمائة من الإصابات في الأراضي التي تسيطر عليها حكومة أوكرانيا، و16 بالمائة في الأراضي التي تحتلها روسيا.
وقالت "بيل": "يواجه المدنيون أضرارا مستمرة ومتفاقمة مع استمرار النزاع والاستخدام واسع النطاق للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان لم يقتل ويُصب المدنيين في جميع أنحاء أوكرانيا فحسب، بل أدى أيضًا إلى نزوح الملايين الذين فروا من العنف وتعطيل الخدمات الأساسية الضرورية لحياة ورفاه المدنيين".
من ناحية أخرى، نبّه صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى أن الحرب خلّفت لدى الأطفال والمراهقين خسارة وحرمانًا عميقين، مما يؤثر على نموهم ورفاههم في مراحل حاسمة من حياتهم.
وأفاد مسح نشرته (اليونيسف) أول أمس /الجمعة/ بأن طفلًا واحدًا من بين كل خمسة أطفال في أوكرانيا أبلغ عن فقدان قريب أو صديق مقرب منذ تصاعد الحرب قبل ثلاث سنوات.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، "كاثرين راسل": "لفترة طويلة للغاية، ظل الموت والدمار حاضرين باستمرار في حياة الأطفال في أوكرانيا، حيث يتسبب هذا المستوى من العنف في خوف ومعاناة لا حدود لهما ويعطّل كل جانب من جوانب حياة الطفل.
ووفقا لمنظمة اليونيسف، كان العام الثالث من الحرب واسعة النطاق في أوكرانيا أكثر دموية بالنسبة للأطفال من العام السابق، فقد ارتفع عدد الضحايا من الأطفال في عام 2024 بأكثر من 50 بالمائة مقارنة بعام 2023، قُتل أو جُرح أكثر من 2520 طفلًا منذ فبراير 2022، ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، لأن هذه الأرقام، حسب اليونيسف، لا تشمل سوى الضحايا الأطفال الذين تم التحقق منهم من قبل الأمم المتحدة، وتم التحقق من تضرر أو تدمير أكثر من 1600 منشأة تعليمية وما يقرب من 790 منشأة صحية على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأوضحت اليونيسف أنها تعمل مع شركاء في جميع أنحاء أوكرانيا لتقديم دعم حيوي منقذ للحياة، بما في ذلك الوصول إلى الرعاية الصحية والمياه الآمنة والمساعدة النقدية والتعليم وخدمات حماية الطفل للأطفال في جميع المناطق الأمامية، كما تعمل اليونيسف على إصلاح وإعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي وضمان حصول العائلات التي لديها أطفال على الوقود والملابس لإبقائهم دافئين خلال فصول الشتاء القاسية.
وفي الوقت نفسه، تعمل اليونيسف مع الحكومة والشركاء لدعم التعافي والتنمية طويلة الأجل، وتعزيز التماسك الاجتماعي، من خلال تقوية الأنظمة التي تخدم الأطفال وأسرهم. ويشمل ذلك ضمان قدرة أنظمة حماية الطفل والاجتماعية والصحة والتعليم على توفير الدعم والرعاية والفرص الأساسية في الوقت المناسب والجيد للأطفال.