مباراة "عالية الخطورة".. استعدادات مكثفة لتأمين ديربي ريال مدريد وأتلتيكو بدوري الأبطال

اكتملت الاستعدادات الأمنية لمواجهة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، حيث سيتم تشديد الإجراءات داخل وحول ملعب سانتياجو برنابيو؛ لتفادي أي أحداث شغب.
ويستعد ريال مدريد لاستضافة جاره أتلتيكو مدريد، غدًا الثلاثاء، ضمن منافسات ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا.
المواجهة بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد هذه المرة ليست مجرد ديربي عادي، بل تحمل طابعًا خاصًّا من الناحية الأمنية؛ نظرًا لكونها ضمن دوري أبطال أوروبا.
ورغم أن الفريقين من المدينة نفسها، فإن طبيعة المسابقة تفرض ترتيبات أمنية أكثر تعقيدًا؛ ما دفع السلطات لاتخاذ تدابير إضافية.
إجراءات أمنية مشددة قبل الديربي
وفقًا لبيان صادر عن الحكومة الإسبانية، فإن 1.912 عنصر أمني سيشاركون في تأمين المباراة، بينهم 374 من الشرطة الوطنية، و88 من الشرطة البلدية، إلى جانب 1.261 فرد من الأمن الخاص التابع للناديين.
كما تم تخصيص وحدة من شرطة الخيالة تضم 32 عنصرًا، بالإضافة إلى دعم من شرطة المترو وخدمات النظافة والبلدية؛ لضمان سير الأمور بسلاسة.
الجهة الرئيسة المسؤولة عن الأمن ستكون "وحدات التدخل الشرطي" (المعروفة بقوات مكافحة الشغب)، وهي فرق مكونة من 50 فردًا لكل وحدة.
كما سيتم دعمهم بوحدات استخباراتية، وخبراء تفكيك المتفجرات، وأجهزة مكافحة الطائرات المسيّرة، إلى جانب دعم جوي.
لماذا يختلف تأمين ديربي دوري الأبطال عن الدوري؟
قالت شبكة "ريليفو" الإسبانية، إن أحد الفروق الرئيسة بين ديربي دوري الأبطال وديربي الليجا هو مسألة تذاكر المشجعين والتنقلات الجماهيرية. ففي مباريات الدوري الإسباني، لا يتجاوز عدد الجماهير الزائرة عادة 300 إلى 500 شخص، ويتم التعرف عليهم بسهولة، بينما تفرض لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) تخصيص ما لا يقل عن 5% من سعة الملعب لجماهير الفريق الضيف.
في حالة برنابيو، يعني ذلك وجود حوالي 4.000 مشجع لأتلتيكو في المدرجات، وهو عدد يتطلب مراقبة دقيقة، خاصة بعد الأحداث التي وقعت في ديربيات سابقة.
لهذا السبب؛ صنفت اللجنة الوطنية لمكافحة العنف هذه المباراة على أنها "عالية الخطورة"، رغم أن ديربيَي الليجا لم يُصنفا كذلك خلال موسم 2023-2024.
الديربي في مدريد أفضل من غيره أمنيًّا
رغم المخاوف الأولية التي أثيرت بمجرد وقوع هذا الديربي في قرعة دوري الأبطال، اعتبرته الأجهزة الأمنية خبرًا إيجابيًّا، مقارنة بإمكانية مواجهة أندية من مدن أصغر حيث قد تكون السيطرة الأمنية أكثر صعوبة.
أحد المصادر الأمنية قال: "عادةً ما نواجه مشاكل أكبر في المدن الصغيرة أو في المباريات التي تشهد مفاجآت غير متوقعة. لكن في ديربي كهذا، داخل مدريد، يكون كل شيء تحت السيطرة".
التحدي الأكبر: الأحداث خارج الملعب
الجزء الأكبر من العمل الأمني يتركز خارج الاستاد، قبل وبعد المباراة، حيث عادة ما تحدث المشاكل الأكبر.
لكن رغم كل هذه الإجراءات، لا يوجد ضمان كامل بأن الأجواء داخل الملعب ستظل هادئة، فقد سبق أن شهد ملعب ميتروبوليتانو حوادث أدت إلى إيقاف مباراة بين الفريقين.
ومع ذلك، فإن أي أحداث داخل الملعب يتم توثيقها بسهولة عبر كاميرات المراقبة، ما يسمح للأندية باتخاذ إجراءات حاسمة ضد المخالفين، كما فعل أتلتيكو مدريد مؤخرًا بطرد المشجعين الذين تسببوا في توقف الديربي السابق.