اجتياح الجراد الصحراوي يهدد الأمن الغذائي في جنوب ليبيا وسط غياب الإمكانيات

تشهد المناطق الجنوبية في ليبيا كارثة بيئية متفاقمة مع اجتياح واسع لأسراب الجراد الصحراوي، مما أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية وتضرر الغطاء النباتي بشكل خطير.
ويزداد القلق من التداعيات المحتملة لهذه الأزمة، لا سيما في ظل ضعف الإمكانيات المتاحة لمكافحة هذه الآفة التي تهدد الأمن الغذائي في البلاد.
وكشف المركز الليبي لأبحاث الصحراء وتنمية المجتمعات الصحراوية، عقب زيارة ميدانية لتقييم حجم الأضرار، أن المزارعين في الجنوب يواجهون تحديات هائلة جراء الانتشار الكثيف للجراد.
وأوضح أن الأدوات المتوفرة حاليًا، مثل سيارات الرش الصغيرة، غير كافية للتصدي لهذا الخطر المتزايد.
من جانبه، حذر الناطق باسم اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد، حسين البريكي، من أن الجراد دخل مرحلة التزاوج ووضع البيوض، وهو ما ينذر بمضاعفة الأعداد وانتشارها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمة.
وفي إطار الجهود المبذولة لمواجهة الكارثة، ترأس رئيس لجنة إعادة تنظيم الجنوب، اللواء جمال العمامي، اجتماعًا موسعًا في مدينة تراغن، أُعلن خلاله عن تشكيل غرفة طوارئ خاصة بمكافحة الجراد، بهدف تنسيق العمليات بين الجهات المختصة ووضع خطة مرحلية لاستهداف بؤر التكاثر الجديدة.
وتحذر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن الجراد الصحراوي يُعدّ أحد أخطر الآفات الزراعية في العالم، مشيرة إلى أن سربًا واحدًا، بمساحة كيلومتر مربع، يمكن أن يضم نحو 80 مليون جرادة، قادرة على استهلاك ما يعادل غذاء 35 ألف شخص في يوم واحد.
ويترقب الليبيون تحركات حكومية أكثر فاعلية لمواجهة هذا الخطر المحدق، وسط مطالبات بتوفير معدات رش حديثة ودعم دولي عاجل لمنع تحول الأزمة إلى كارثة غذائية واسعة النطاق.