كيف تعتبر جولات الزبيدي الداخلية إلى محافظات الجنوب خريطة طريق لـ "جنوب جديد" يعيد بناء مؤسساته؟

#المشهد_الجنوبي.. ينفذ اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن، سلسلة جولات مكثفة في محافظات الجنوب (عدن، أبين، لحج، الضالع)، لتفقد الأوضاع الميدانية، وتلمس احتياجات المواطنين.
وعقد لقاءات مع القيادات المحلية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية وجاءت هذه الزيارات لتعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الشرعية السياسية الجنوبية، وتحسين الأداء الإداري، وخلق حلول اقتصادية مستدامة، وتمكين الكوادر الجنوبية والمرأة في المناصب القيادية، تمهيدًا لاستعادة الدولة الجنوبية بحدودها السيادية قبل عام 1990.
في لقاء العاصمة عدن وجه الزبيدي عدد من الرسائل الهامة للجهات المختصة من سلطة محلية وقادة عسكريين وأكاديميون، بقوله في خطابه ان لقاء عدن يرمز لذكرى تاريخية في 27 رمضان 2015 عندما حقق الأبطال نصرًا تاريخيًا ضد مليشيا الحوثي
أشار إلى ان عدن مدينة عالمية لها خصوصيتها ومكانتها التاريخية والسياسية والاجتماعية وتنوعها الحضاري، موكد أن النهوض بعدن واجب وطني يتطلب تعزيز العمل المؤسسي ومكافحة الفساد بروح الفريق الواحد،
لفت الزبيدي في خطابه إلى إنه بإرادة أبناء عدن ودعم الشرفاء نؤمن بقدرتنا على تجاوز التحديات وإعادة بناء هذه المدينة وتهيئتها كعاصمة تحتضن المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية، مدركًا لحجم معاناة أهالي عدن والعمل بمسؤولية لتقديم كل ما بوسعنا لهذه المدينة وأهلها الكرام.
وأوضح على ضرورة مواصلة العمل بكل تفانٍ وإخلاص وفق خطة استراتيجية لاستعادة الدور الاقتصادي والتنموي للمؤسسات السيادية بعدن
التركيز خلال الفترة المقبلة على تشغيل المصافي وتطوير الموانئ والنهوض بالقطاع السمكي وتنفيذ مشاريع مستدامة في قطاع الكهرباء.
كما إشاد الزبيدي بالاستقرار الأمني بالعاصمة عدن بقوله يعد ثمرة جهود كبيرة ومضنية وعلينا مساندة قواتنا الأمنية كمسؤولية وطنية وأخلاقية.
أشار الزبيدي بقوله إلى ان المتربصون كُثر بأمن عدن أبرزهم مليشيا الحوثي التي تعمل ليل نهار لإثارة الفوضى من خلال عناصر مأجورة
كما خاطب الزبيدي شباب عدن: قال لهم ثقوا بأننا معكم وإلى جانبكم وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة على تمكينكم في مختلف المجالات متعرجة في كلمته بقوله لقد انتصرنا للمبعدين والمسرحين قسرًا سنواصل العمل لانتزاع حقهم ولهم الحق في الوظيفة والتدريب
كما أكد الزبيدي أن مرحلة بناء الدولة هو أساس الاعتماد الوظيفي باعتماد 17 ألف وظيفة للشباب الخريجين وسنعمل على أن تكون عدن أولوية في كافة الاستحقاقات مجدد الدعوة للجميع إلى التلاحم والعمل بروح الفريق الواحد لأجل عدن وأهلها ونؤكد دعمنا الكامل لكم
في أبين أكد الزبيدي أن زيارته لهذه المحافظة الباسلة التي حاول الأشرار النيل منها وتدميرها، تأتي لتلمس بصدق ومحبة أوجاعها وآلامها وآمالها، والاطلاع عن قرب إلى احتياجاتها وهموم أبنائها وتطلعاتهم.
مشيرًا إلى أن أبين عانت الكثير، ودفعت نظير مكانتها في الجنوب ودورها وتاريخها ثمنًا باهظًا، وهذا سيظل محفوظًا وخالدًا لها في سجل التاريخ الوطني التحرري وستظل خاصرة الجنوب وقلبه النابض بالحياة، وستبقى رمزًا للصمود والمواجهة والتحدي في وجه الإرهاب ومن يقف خلفه.
مستذكرًا بطولات وتضحيات أبنائها إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية، فهي الإرث القيادي السياسي والعسكري مؤكدًا أن النهوض بأبين يتطلب جهودًا مخلصة في كافة المجالات، الزراعة والصناعة والفن والثقافة وغيرها.
كما أكد الزبيدي إن النهوض بأبين واستعادة زخمها ودورها الريادي ومكانتها الاقتصادية والثقافية والسياسية مسؤولية الجميع، والمسؤولية تبدأ من تفعيل المؤسسات الخدمية والإيرادية، وتشجيع القطاع الزراعي والسمكي، فأبين تكتنز في ذاتها مقومات نهوضها، فقط بحاجة إلى استنهاض الهمم والعمل بإخلاص ومسؤولية وروح الفريق الواحد.
لافتًا إلى المكانة التي تحتلها أبين، وموقعها الجغرافي في خارطة الوطن، وما تزخر به من إمكانيات اقتصادية وبشرية، جعلها موضع سهام القوى المعادية، بدءًا بتصدير الإرهاب إليها منذ عقود ثلاثة وحتى اليوم، وقد قدمت أبين في مواجهة هذه الآفة قوافل من الشهداء الأبطال، وفي طليعتهم الشهيد القائد البطل عبداللطيف السيد وكثير من زملائه ورفاق دربه من أبطال قواتنا المسلحة من مختلف محافظات الجنوب.
مؤكدًا إنه من الواجب اليوم جميعًا، قوات مسلحة وقبائل وسلطات محلية ومنظمات مجتمع مدني، أن نواصل هذه المعركة المصيرية التي لا هوادة فيها، وفاءً لأبين ولمن شُرِّدوا من أهلها، فاستهداف أبين كان وما زال استهدافًا للجنوب كله، وانطلاقًا من ذلك، فإن اجتثاث الإرهاب المصدَّر إليها معركة وطنية، وكل انتصار تحقق في ميادينها، بدءًا من زنجبار وجعار وصولًا إلى المنطقة الوسطى وجبالها وأوديتها، هو انتصار للحرب الدولية على الإرهاب وإسهام في حفظ أمن واستقرار المنطقة برمتها.
زيارة الزبيدي لمحافظة لحج لا تقل أهمية عن زيارته لأبين حيث أكد الرئيس الزبيدي أن لحج كانت وما زالت وستبقى رمزًا للنضال والتضحيات التي سطرها أبناؤها في مختلف المحطات الوطنية، منذ شرارة الثورة الأولى، مثمنًا التضحيات الجسام التي قدمها رجالها الأوفياء فداءً للوطن.
الزُبيدي أشار إلى الإرث التاريخي والحضاري الذي تمتلكه لحج، بدءًا من نظامها القديم في الستينيات والسبعينيات، وسلطنة العبدلي، وحتى حاضرها الذي يضعها أمام مسؤولية كبيرة لاستعادة مكانتها، مؤكدا أن:"لحج لم تتأخر يومًا عن أداء واجبها الوطني، وهي اليوم تمثل جوهر قضية شعب الجنوب وأحد أعمدتها الراسخة".
وأشار الزُبيدي على الأهمية الاستراتيجية لمحافظة لحج، باعتبارها العمق الاستراتيجي للعاصمة عدن، وموقعها الجغرافي الحيوي المتصل بباب المندب، موضحا أن المؤامرات الدولية تتحطم أمام باب المندب، ولحج تمتلك ثروة بشرية هائلة قادرة على حماية هذا الموقع الاستراتيجي".
أكد أن لحج رغم عطائها الكبير للوطن، لا تزال تعاني من تردي الخدمات، مشددًا على ضرورة إصلاح منظومة السلطة المحلية وتفعيل دور الرقابة لمعالجة الاختلالات الأمنية والإدارية موضحا أن الوضع الإنساني يستدعي عملًا جادًا وإصلاحًا حقيقيًا في مختلف القطاعات، موجهًا الوزراء المعنيين بمنح محافظة لحج رعاية خاصة، وخاصة في مجالات النقل، والزراعة، والشؤون الاجتماعية، والخدمة المدنية، والكهرباء، وتنمية الشباب.
في زيارته محافظة الضالع لفت الزبيدي بقوله إلى ان الضالع قدمت الكثير من التضحيات في الثورة والمقاومة، وفيها كُسر المشروع الحوثي الفارسي بفضل التضحيات التي قدمها أبناؤها، وإلى جانبهم الأبطال من ردفان، ويافع، والصبيحة، ولحج، وعدن، ومحافظات الجنوب الأخرى".
مشددا على أهمية التلاحم والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد للنهوض بالمحافظة وخدمة أبنائها، موجّهًا في سياق كلمته وزراء المجلس الانتقالي في الحكومة إلى تبنّي قضايا المحافظة، كلٌّ في نطاق مسؤوليته.
مدركًا ان حجم المعاناة التي يعيشها أبنائها والتحديات التي تواجه قيادة المحافظة في ظل شُحّ الموارد وانعدام الإمكانيات، لكن ذلك لا يعفينا من القيام بواجبنا في تقديم ما يمكن تقديمه للمواطنين بما توفر من إمكانات وفي حدود المتاح".
حيث تعتبر جولات الزبيدي الداخلية إلى محافظات الجنوب ليست مجرد زيارات روتينية، بل خريطة طريق لـ "جنوب جديد" يعيد بناء مؤسساته، ويوحد صفوفه، ويحفظ مكتسبات الدماء التي سُفكت دفاعًا عن الأرض والهوية وتمثل تلك الزيارات رسالة واضحة أن الاستقلال الناجز ليس خيارًا، بل مصيرٌ تُصنعه الإرادة الجنوبية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1