فضل التسامح في الإسلام.. قيمة سامية تعزز التعايش

فضل التسامح في الإسلام.. التسامح هو من أبرز القيم الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام، فهو ليس مجرد فضيلة اجتماعية، بل مبدأ أساسي يرسّخ التعايش بين الأفراد والمجتمعات، ويعزز الروابط الإنسانية. 

فضل التسامح في الإسلام

وأكدت الشريعة الإسلامية أن التسامح هو سبيل لتحقيق الرحمة والمودة بين الناس، ويعد من مظاهر القوة النفسية التي تعكس صفاء القلب ونقاء السريرة.

التسامح في القرآن الكريم والسنة النبوية

وحظي التسامح بمكانة رفيعة في القرآن الكريم، حيث أمر الله عباده بالصفح والعفو، فقال تعالى: "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" (الحجر: 85)، كما قال: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" (النور: 22)، وهي دعوة صريحة للعفو والتسامح مقابل المغفرة من الله.

أما في السنة النبوية المطهرة، فقد جسّد النبي - صلى الله عليه وسلم - أروع صور التسامح في أقواله وأفعاله، حيث قال: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" (متفق عليه)، ما يدل على أن التسامح قوة داخلية تتطلب ضبط النفس والقدرة على التحكم في المشاعر، وكان النبي قدوة في التسامح، حيث عفا عن أهل مكة بعد فتحها رغم ما لقيه منهم من أذى واضطهاد، قائلًا: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

أثر التسامح في المجتمع 

ويؤدي التسامح إلى ترسيخ المحبة والتآخي بين المسلمين، ويساهم في الحد من النزاعات والخصومات التي قد تفرق بين الأفراد والجماعات، كما أنه يعزز الاستقرار الاجتماعي من خلال نشر ثقافة العفو والتسامح بدلًا من الانتقام والعداوة، ما يؤدي إلى تقوية النسيج المجتمعي وتحقيق الأمن والسلام.

كما أن الإسلام حث على التسامح مع غير المسلمين، فأوصى بحسن المعاملة والعدل مع أهل الديانات الأخرى، فقال الله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" (الممتحنة: 8).

التسامح قوة وليس ضعفًا

وعلى الرغم من أن البعض يظن أن التسامح ضعف أو استسلام، إلا أن الإسلام ينظر إليه على أنه قوة داخلية تعكس علو الأخلاق وحكمة التعامل، فالتسامح يتطلب شجاعة لمواجهة الإساءة بالعفو، ما يجعله سمة الأقوياء الذين يسعون لنشر الخير والسلام.