معهد إلكانو الإسباني: على أوروبا الاعتماد على نفسها في الأمن والدفاع وسط تحولات جيوسياسية خطيرة

إسبانيا
إسبانيا

 

أكد معهد إلكانو الملكي للدراسات الدولية والاستراتيجية، ومقره مدريد، أن أوروبا تواجه أصعب منعطف جيوسياسي منذ عقود، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل، مما يجعل الاعتماد على الذات في الأمن والدفاع الخيار الأمثل للدول الأوروبية.

وأوضح المعهد، في تقرير تحليلي، أن الحرب الروسية على أوكرانيا ونهج ترامب في التعامل معها قلبا النظام الأمني الأوروبي رأسًا على عقب، بعدما حافظ هذا النظام على السلام في القارة لعقود طويلة. 

ومع هذا التحول المتسارع، تشعر أوروبا بحالة غير مسبوقة من الضعف، خاصة مع موقف الإدارة الأمريكية الحالية التي لا تكتفي بدعوة أوروبا للتدخل، بل تطالبها أحيانًا بالتنحي جانبًا في قضايا مصيرية مثل مستقبل أوكرانيا.

ودعا التقرير الدول الأوروبية إلى تحمل مسؤولية أمنها ودفاعها بشكل أكبر، مشددًا على أنه لا ينبغي انتظار تراجع دور الناتو دون اتخاذ إجراءات لتعزيز الركيزة الأوروبية في الحلف. 

وأشار إلى أن ظهور نظام أمني جديد لما بعد الناتو قد يصبح واقعًا في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة، مما يستوجب تحركًا أوروبيًا عاجلًا لحماية المصالح الاستراتيجية للقارة.

ورغم أن إنشاء اتحاد دفاعي أوروبي متكامل لا يزال بعيد المنال، إلا أن المعهد يرى ضرورة تكثيف المناقشات حول هذا المشروع لتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة للاتحاد الأوروبي. 

وفي الوقت الراهن، أكد التقرير أهمية تقديم كل أشكال الدعم لكييف، حيث ستحدد نتائج الحرب الأوكرانية شكل البيئة الأمنية في أوروبا لسنوات قادمة.