السودان تعود إلى الصفر.. قتلى في تظاهرات وإحتجاجات رفضًا لمشاركة المكون العسكري بالسلطة
عادت الأوضاع في السودان إلى المربع صفر، بعد أن إشتعلت الإحتجاجات والتظاهرات العارمة التي غطت عددًا من المدن السودانية، وحاولت قوات الأمن السوداني التصدي لها ما أسفر عن مقتل عدد من المحتجين في المواجهات التي إندلعت بين الأمن والمتظاهرين الرافضين لإستمرار المكون العسكري في السلطة.
وفي ظل الإعلان عن تظاهرات وإحتجاجات ومسيرات مليونية، سقط مواطن سوداني بعمر 27 عامًا على يد قوات الأمن بعد تلقيه رصاصة في الصدر أودت بحياته، طبقًا لما أعلنته لجنة الأطباء المركزية في السودان، التي أكدت مقتل المتظاهر خلال مشاركته في احتجاجات في العاصمة الخرطوم ضد الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وأكد بيان صادر عن لجنة الأطباء السودانية المحسوبة على المعارضة، أن الشاب قتل بسبب العنف المفرط الذي تنتهجه السلطات الأمنية السودانية بحق المتظاهرين السلميين، حيث وجهت رسالة – طبقًا لما جاء في البيان – للعالم بأن الشعب السوداني والمواكب السلمية تتعرض للمقاومة العنيفة من قبل قوات الأمن، مع العلم أن هؤلاء المتظاهرين لا يسعون إلا إلى إقامة دولة الحرية والديمقراطية والعدالة، ويجابه الشعب السوداني بالآلة العسكرية المغتصبة للسلطة بأبشع الجرائم، وذلك طبقًا لما جاء في البيان.
وبعد تسجيل مقتل الشاب السوداني اليوم، يرتفع بذلك عدد قتلى التظاهرات السودانية إلى 79 ضحية سقطوا نتيجة قمع الاحتجاجات في السودان منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.
وتشهد المدن والميادين السودانية إحتجاجات لعشرات الآلاف من المواطنين السودانيين في الشوارع الرئيسية والعاصمة الخرطوم بالإضافة إلى أكثر من 20 مدينة أخرى، رفضا للحكم العسكري، وبقاء المجلس الانتقالي السوداني شريكًا في السلطة.
وإزاء تلك التظاهرات عمدت القوات الأمنية إلى التشديد من إجراءاتها الأمنية، وقررت إغلاق بعض الجسور الرئيسية الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم وأعلنت حظر التجمع والتجول في منطقة محيط القصر.
من جانبه أكد مصعب الهادي، الكاتب السياسي السوداني، أن ما يحدث في السودان أعاد البلاد إلى مربع الصفر، في ظل رغبة من المواطنين السودانيين بإقامة نظام معين للسلطة يشمل تعيين المدنيين في مناصب الدولة وأن تكون الحكومة السودانية حكومة مدنية بالكامل، لافتًا إلى أن هناك رفضًا شعبيًا شديدًا لإستمرار المكون العسكري في السيطرة على مقاليد الحكم والسلطة.
وأضاف الهادي، في تصريحات خاصة لـ "متن نيوز" أن المطالب الأساسية للمتظاهرين تكمن في إحترام مدنية الدولة، ورفض سياسة الإنقلابات العسكرية على السلطة، وإبعاد العسكريين عن السلطة وأن يعودوا إلى تأدية دورهم في المجتمع في حماية الأمن القومي، منوهًا إلى أن سياسات العسكريين والقبضة الأمنية هي ما تتسبب في سقوط المزيد من الضحايا والأبرياء الذين يمارسون حقهم في التعبير عن رأيهم.
