اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي يشهد اليوم انتخاب 15 دولة لمجلس "السلم والأمن"
يشهد اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، الخميس، انتخاب 15 دولة لمجلس "السلم والأمن" وسط منافسة بين 22 دولة.
وانطلقت، أمس الأربعاء، أعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في دورته العادية الـ40 بأديس أبابا تمهيدا تمهيدا للقمة الأفريقية الـ35 التي ستعقد يومي السبت والأحد.
واشتدت حدة المنافسة لعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي، مؤخرا، بعد تصاعد التغييرات غير الدستورية للحكومات والتطرف العنيف وتغير المناخ الذي أصبح من أكبر مهددات الاستقرار للقارة السمراء.
وعلى الرغم من الدور الحاسم لمجلس السلم الأفريقي في قضايا السلم والأمن والانقلابات إلا أن مجلس السلم والأمن الأفريقي كان تأثيره محدودا على تحديات الحكم الكامنة وراء انعدام الأمن في إفريقيا.
وستحدد انتخابات اليوم التي يجريها المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية الأفارقة خارطة التعامل مع التحديات الأمنية التي تهدد القارة السمراء، وتنقسم إلى 5 مقاعد منها 5 لفترة ثلاث سنوات والمقاعد 10 لفترة سنتين.
ويشير تنافس 22 دولة أفريقية في عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي على الرغم من أن عضويته لـ15 دولة فقط إلى تزايد التنافس على العضوية من دول مختلفة، كما يؤكد أيضا على اعتراف الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي بأهمية عمل المجلس.
ويرى العديد من المراقبين الأفارقة أن رغبة الدول في الانضمام للمجلس تأتي مدفوعة إما بالتزام الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي بالمشاركة في صنع القرار أثناء الأزمات أو محاولة ضمان طرح القضايا الوطنية للمناقشة أو تجنبها.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، اتخذ مجلس السلم والأمن الأفريقي قرارات حاسمة بشأن الأوضاع في السودان ومالي وتشاد ودول أخرى، وتمثل عضوية المجلس للأقاليم الخمسة في القارة وهي الشرق (3 مقاعد ويتنافس عليها 7 دولة وهي إثيوبيا، الصومال، كينيا، تنزانيا، جيبوتي، أوغندا، وإريتريا)، غرب القارة (4 مقاعد ويتنافس عليها 5 دول وهي السنغال، غانا، بوركينا فاسو، غامبيا، نيجيريا).
فيما تمثل مقاعد وسط القارة ( 3 مقاعد ويتنافس عليها 5 دولة وهي بورندي الكاميرون تشاد غينيا الاستوائية والكونغو)، فيما يتنافس على شمال القارة (مقعدان) كل من المغرب وتونس، بينما تمثل مقاعد الجنوب الأفريقي 3 مقاعد ويتنافس عليها كل من (جنوب إفريقيا، نامبيا، وزامبيا).
ومن بين الأعضاء الحاليين لشرق القارة، تنوي إثيوبيا وجيبوتي البقاء في المجلس، بينما تستعد كينيا للخروج.
ويعزي العديد من المراقبين رغبة إثيوبيا بالبقاء في المجلس إلى تقديرها للتأثير المحتمل لـ "مجلس السلم والأمن الأفريقي" في الوضع الحالي الذي تشهده البلاد من الصراع في شمال البلاد.
بينما تسعى جيبوتي لمواصلة تعزيز مكانتها كلاعب دبلوماسي رئيسي في العديد من المشاركات الأفريقية متعددة الأطراف، فيما تسعى كل من تنزانيا وأوغندا والصومال وموريشيوس وإريتريا، للحصول على مقعد بالمجلس بينما انسحب جنوب السودان من التنافس.
فيما لن تكون هناك منافسة في مقاعد شمال القارة بعد انسحاب ليبيا ما يسمح لكل من المغرب وتونس من الحصول على المقعدين، وكذلك في الجنوب.
ومن المنتظر أن تشهد مقاعد غرب القارة لمجلس السلم والأمن منافسة قوية بعد أن أظهر ثلاثة أعضاء حاليين وهي غانا والسنغال ونيجيريا البقاء في المجلس، فيما تسعى بوركينا فاسو وغامبيا للحصول على مقعد.
وتواجه الدول المنتخبة الـ15 لمجلس السلم والأمن الأفريقي تحديات وتعقيدات أمنية كبيرة أبرزها الانقلابات العسكرية وتمدد التطرف العنيف والإرهاب في الساحل وجنوب إفريقيا في موزمبيق، فضلا عن تحديات الحكم والسلام والأمن العديدة في القارة.
يتعين على المجلس التعامل مع "التحولات" غير الدستورية في بوركينا فاسو وتشاد وغينيا ومالي والسودان، بجانب تعزيز الاستقرار في كل من جمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وليبيا والصومال.