أنواع وأسباب الصفراء لدى حديثي الولادة

تتفاجأ الكثير من الأمهات بلون أصفر يغطي جلد وعيني الصغار عند الولادة، ما يبث الخوف في نفوسهن باعتباره مؤشرا لمشكلة صحية تتكون في الأفق.

في الواقع، يصاب أغلب الأطفال حديثي الولادة بمرض يسمى "الصفراء" أو ما يعرف أيضا بـ "اليرقان"، وهي حالة صحية لا تشكل خطورة على حياة الصغير في أغلب الأحيان.

أغلب أنواع الصفراء تزول من تلقاء نفسها، لكن قد يحتاج البعض القليل إلى علاج دوائي لخفض مستويات البيليروبين.

في معظم الحالات تختفي الصفراء في غضون من 2 إلى 3 أسابيع، لكن إذا استمرت لمدة تزيد عن ذلك فهي غالبا مؤشر لمرض أو من أعراض حالة طبية كامنة.

للعلم، المستويات العالية من البيليروبين قد تعرض الطفل لخطر الإصابة بالصمم أو الشلل الدماغي أو أشكال أخرى من تلف الدماغ.

يكتسب الأطفال المصابون بالصفراء لونا أصفر على الجلد والعينين، ويحدث هذا عندما يكون هناك الكثير من البيليروبين في دم الطفل.

والبيليروبين عبارة عن مادة صفراء ناتجة عن الانهيار الطبيعي لخلايا الدم الحمراء.

في الطبيعي يزيل الكبد البيليروبين من الدم ويمرره إلى الأمعاء ليخرج من الجسم، لكن كبد المولود الجديد لا يزيل البيليروبين كما يفعل الكبار.

يحدث اليرقان (JON-diss) عندما يتراكم البيليروبين بشكل أسرع من قدرة الكبد على تكسيره وإخراجه من الجسم.

يعاني معظم الأطفال حديثي الولادة الأصحاء من اليرقان الفسيولوجي (الطبيعي)، ويحدث هذا لأن الأطفال حديثي الولادة لديهم خلايا دم أكثر من البالغين.

لكن لا تعيش خلايا الدم هذه لفترة طويلة، لذلك يتم إنتاج المزيد من البيليروبين عندما تتحلل.

ويظهر هذا النوع من اليرقان بعد يومين إلى 4 أيام من ولادة الطفل ويختفي عندما يبلغ الطفل أسبوعين من العمر.
 

تتعدد علامات الصفراء عند حديثي الولادة، لكن أبرزها وفقا لموقع kidshealth ما يلي:

- لون أصفر يغطي بشرة الطفل المصاب، يبدأ بالوجه ثم الصدر والبطن ثم الساقين

- يبدو بياض عيون الطفل أصفر أيضًا

- قد يعاني الطفل الذي لديه مستويات عالية جدًا من البيليروبين نعسانًا

- يبدو الطفل متقلب المزاج

- يعاني الطفل من صعوبة في الرضاعة

قد يصعب رؤية اليرقان، خاصة عند الأطفال ذوي البشرة الداكنة، لذا إذا لم تكن متأكدًا يمكن الضغط برفق على الجلد الموجود على أنف طفلك أو جبهته، وفي حالة الإصابة يظهر الجلد باللون الأصفر عند رفع إصبعك.

هناك العديد من أنواع الصفراء التي تغطي بشرة الصغير وترتبط أيضا بأسباب الظهور، إذ تزداد احتمالية إصابة الطفل باليرقان عندما:

1- ولد سابق لأوانه
 

الأطفال الخدج أقل استعدادًا لإزالة البيليروبين، كما يمكن أن يكون لديهم مشاكل في انخفاض مستويات البيليروبين عن الأطفال الذين يولدون في وقت لاحق، وهؤلاء يعالجهم الأطباء عاجلًا.
 

2- لا يحصل على ما يكفي من حليب الثدي
 

يحدث هذا غالبًا في الأيام القليلة الأولى من الحياة، لأن حليب الأم لم يفرز بعد أو أن الطفل يعاني من مشكلة في الرضاعة الطبيعية.
 

إذا كان الطفل يعاني من هذا النوع من الصفراء، ويسمى "يرقان الرضاعة الطبيعية"، فمن الأفضل إطعامه مرات أكثر.

3- يرضع

حليب الثدي يمنع الكبد من إزالة البيليروبين بسرعة، وهذا يسمى "يرقان حليب الأم"، ويحدث بعد الأسبوع الأول من الحياة، لكن تتحسن مستويات البيليروبين ببطء خلال 3-12 أسبوعًا.
 

4- فصيلة دم مختلفة عن الأم
 

إذا كانت فصيلة دم الأم والطفل مختلفة فإن جسم الأم يصنع أجسامًا مضادة تهاجم خلايا الدم الحمراء للصغير، ويحدث هذا عندما تكون فصيلة دم الأم هي O وفصيلة دم الطفل A أو B

5- عامل Rh
 

عندما يكون عامل Rh لدى الأم (بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء) سلبي والطفل موجب يحدث اليرقان.
 

6- لديه مشكلة وراثية

قد يولد الطفل بمشكلة وراثية تجعل خلايا الدم الحمراء أكثر هشاشة، وتتحلل خلايا الدم الحمراء بسهولة أكبر في المشكلات الصحية مثل كثرة الكريات الحمر الوراثي ونقص G6PD.

7- خلايا الدم الحمراء

عندما يولد الطفل بأعداد عالية من خلايا الدم الحمراء (كثرة الحمر) أو كدمة كبيرة على الرأس (ورم دموي رأسي) يحدث اليرقان.
 

بشكل عام، من الضروري الاتصال بالطبيب إذا كان طفلك لديه واحد أو أكثر من هذه العلامات:

- يبدو عليه المرض أو يصرخ بصوت عالٍ

- يصاب بحمى تزيد عن 38 درجة مئوية
 

- لا يتغذى بشكل جيد
 

- نائم أكثر من المعتاد

- يعاني من اليرقان ويزداد وضعه سوءًا

نصائح لعلاج الصفراء لدى حديثي الولادة
 

يتساءل كثير من الأمهات عن كيفية علاج الصفراء لدى حديثي الولادة في المنزل، لكن من الضروري معرفة أن العلاج يعتمد على سبب اليرقان ومستويات البيليروبين وعمر الطفل.
 

في الطبيعي يختفي اليرقان الخفيف بعد أسبوع أو أسبوعين، حيث يتخلص جسم الطفل من البيليروبين الإضافي من تلقاء نفسه.
 

لكن أهم نصائح للأم لمساعدة الصغير على التشافي السريع من الصفراء وفقا لموقع جامعة هارفارد ما يلي:
 

1- أكثر الطرق شيوعًا هي العلاج بالضوء، حيث يوضع الطفل تحت ضوء خاص أو يلف ببطانية خاصة مع ضوء بداخله لمساعدة الجسم على التخلص من البيليروبين.

2- بالنسبة للطفل المصاب بالصفراء أثناء الرضاعة الطبيعية، يجب على الأم إرضاع الصغير كثيرا ليحصل على ما يكفي من حليب الثدي، بمعدل من من 8 إلى 12 مرة.
 

3- في حالة إرضاع الطفل صناعيا، يجب إعطاؤه 1 إلى 2 أوقية من الحليب كل ساعتين إلى 3 ساعات في الأسبوع الأول.

4- تعتبر التغذية جزءًا مهمًا من العلاج، ومن علامات أن الطفل يحصل على ما يكفيه من الحليب وفي طريقه للتخلص من البيليروبين:
 

- يبلل 6 حفاضات على الأقل خلال فترة 24 ساعة ويتبرز بانتظام.

- يتغير البراز من اللون الأسود القطراني الطبيعي إلى اللون الفاتح والأكثر مرونة.
 

5- في حالات اليرقان الأكثر خطورة، يجب التدخل الطبي لعلاج الطفل ويشمل:
 

- تبادل نقل الدم، ويتم هذا الإجراء الطارئ إذا لم تنخفض مستويات البيليروبين المرتفعة جدًا مع العلاج بالضوء، حيث يتم استبدال دم الطفل بدم من متبرع لخفض مستويات البيليروبين بسرعة.
 

- الجلوبولين المناعي في الوريد (IVIg)، ويحصل عليه الأطفال الذين يعانون من عدم توافق في فصيلة الدم على هذا من خلال الوريد.