الإثنين 25 نوفمبر 2024
booked.net

دراسة تكشف عن الصلة بين استهلاك اللحوم وظهور أعراض مرض عصبي خطير

متن نيوز

وجدت دراسة جديدة صلة بين استهلاك اللحوم وظهور أعراض مرض عصبي خطير يؤثر على الدماغ والحبل الشوكي.

 

هذه دراسة صغيرة نسبيا، حيث تعاون باحثون من واشنطن وكونيكتيكت ووجدوا تغييرات في تكوين البكتيريا المعوية (الميكروبيوم) المعروفة بتأثيرها على جهاز المناعة، وبين التصلب المتعدد، والذي يعد من أمراض المناعة الذاتية، حسب healthy.walla.


 

ومرض المناعة الذاتية هو حالة يهاجم فيها الجسم نفسه بالفعل، عندما يتعرف الجهاز المناعي عن طريق الخطأ على عامل ما في الجسم كعامل غريب أو معاد ويتصرف ضده.


 

في حالة التصلب المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي الجهاز العصبي والدماغ والعمود الفقري، يتسبب الضرر في توقف الأعصاب عن العمل أو حدوث خلل وظيفي.


 

يُترك المرضى مع وظائف محدودة يمكن أن تشمل صعوبة في الحركة والتنقل وضعف البصر.


 

يفترض الباحثون أن التغييرات في تكوين البكتيريا المعوية، المرتبطة بتناول اللحوم، تبدأ في تفاعل متسلسل يسهم في تكوين أو تفاقم هذه الحالة الطبية.


 

ولم يعرف بعد ما هو بالضبط المحفز الذي ينشط جهاز المناعة ويؤدي به إلى مهاجمة الأعصاب.

 

إلا أن هناك دراسات وجدت صلة بين الميكروبيوم وكل وظيفة ممكنة تقريبا، من تفكيك الطعام الذي نتناوله ومنع العدوى إلى تعزيز جهاز المناعة.
 

حلل باحثون من جامعة كونيتيكت وجامعة واشنطن خلال دراستهم - التي زعموا أنها الأولى من نوعها - تكوين الميكروبيوم، ونظام المناعة، والتغذية، واختبارات الدم لـ 25 مريضا بالتصلب المتعدد.
 

بعدها قارن الباحثون البيانات التي تم جمعها مقابل معايير متطابقة مأخوذة من 24 شخصا يتمتعون بصحة جيدة، والتي كانت بمثابة المجموعة الضابطة.

 

قالت مؤلفة البحث الدكتورة يانجياو تشو إنها وزملاءها "اكتشفوا العلاقة بين مستويات بكتيريا معينة والتصلب المتعدد وخطورته".

 

قالت تشو: "المثير حقا هو كيف تتشابك هذه الأنظمة وكيف تؤثر التغذية على هذه العلاقة".


 

وجد التحليل أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم لديهم مستويات أقل من البكتيريا المرتبطة بهضم الخضروات (بكتيرويد ثيوتاوميكرون).
 

ووجدوا أيضا أن مرضى التصلب العصبي المتعدد يستهلكون المزيد من اللحوم، مما دفعهم إلى افتراض وجود صلة بين النظام الغذائي والمرض.
 

علاوة على ذلك، أظهرت عينات الدم المأخوذة من مرضى التصلب مستويات أعلى من الخلايا المناعية من النوع T-helper 17، والتي تتمثل وظيفتها في مساعدة الخلايا التائية الأخرى على تحديد الأهداف للهجوم.
 

الجمع بين النتائج دفع الباحثون إلى الاشتباه في حدوث بعض الاضطرابات لدى مرضى التصلب المتعدد والتي تؤدي إلى انفصال هذه الخلايا عن جهاز المناعة ثم تتفاعل كما لو كانت هناك عدوى تهاجم الجسم.
 

نتيجة لذلك، يزيد الجسم من إنتاج خلايا 17 T-helper، والتي يعتقد الباحثون أنها تسبب تلف الأعصاب الذي يميز التصلب.
 

قالت الدكتورة لورا بيتشيو، إحدى الباحثين، "هذه هي الدراسة الأولى التي تستخدم نهجا متكاملا لتحليل التفاعل بين التغذية والميكروبيوم والجهاز المناعي والتمثيل الغذائي ومساهمتها في تكوين ومسار المرض في مرض التصلب العصبي المتعدد. إنها تقدم نموذجا جديدا للفحص العلمي المستقبلي لا ينظر فقط إلى عامل واحد، ولكن في التفاعلات المعقدة بين عدة عوامل".

 

مع نشر دراستهم في مجلة EBioMedicine، قال الباحثون إنهم يعتزمون توسيع وتعميق عملهم ليشمل عينة أوسع، والتي ستشمل أيضا مرضى أكثر خطورة يعانون من التصلب المتعدد.


 

ويأملون أن تؤدي الدراسة إلى رؤى جديدة للعلاقة بين التغذية وبكتيريا الأمعاء والاستجابات المناعية التي يمكن أن تمنع وتخفف أعراض التصلب.