بمائدة طويلة وتحرك سريع.. كيف أهان الرئيس الروسي ضيفه ماكرون برسائل سياسية؟
حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال عدة رسائل سياسية خلال لقاءه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في موسكو، خلال مباحثات الطرفين حول الأزمة الأوكرانية.
كانت أبرز تلك الرسائل ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام خلال لقاء الطرفين على مائدة طويلة جلس كلًا منهما على طرفها، إذ قدر البعض المسافة الفاصلة بين الرئيسين بأكثر من خمسة أمتار، وهو ما من شأنه أن يصعب وصول الصوت إلى كلًا منهما.
وقد إعتبر خبراء في البروتوكولات الدبلوماسية أن ذلك الوضع يشير إلى أن الرئيس الروسي يحاول توجيه رسالة إلى نظيره الفرنسي بأن فرنسا بعيدة جدًا عن روسيا وأن هناك فجوة كبيرة بين البلدين لا تجعل من ماكرون مؤهلًا لان يكون وسيطًا في تلك الأزمة التي قد تتسبب في حرب عالمية.
وتمثلت الرسالة الثانية التي تركها بوتين لماكرون في مشيه بطريقة سريعة خلال اللحظات التي سبقت عقد المؤتمر الصحفي بين الطرفين، إذ توجه بوتين بشكل سريع إلى منصة الحديث فيما كان ماكرون يسير خلفه، ما يشير إلى رسالة ضمنية بأن ماكرون تابع لبوتين، بحيث جعله يسير وراءه بأكثر من 4 أمتار.
وفي عادات الأعراف الدبلوماسية بين البلد المضيف والمستضيف أن يسير الزعيمين جنبًا إلى جنب، إلا أن بوتين تعمد أن يسير بشكل أسرع من ماكرون ليجعله في الخلف، فيما يكون بوتين في المقدمة.
جدير بالذكر أن روسيا سبق أن نشرت عدد كبير من جنودها على حدودها الشرقية مع جارتها أوكرانيا، فيما تحدثت تقارير إستخباراتية عن نية روسية لغزو أوكرانيا وهو ما تسبب في أزمة سياسية وإعلامية بين روسيا من جانب وأمريكا وأوروبا من جانب أخر، حاول على إثرها عدد من دول العالم التدخل لوقف أي تحرك عسكري روسي إلى أوكرانيا.