وزيرة نمساوية سابقة تعلق على خطاب بوتين بميونيخ عام 2007
صرحت وزيرة الخارجية النمساوية السابقة كارين كنيسل بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان محقا في خطابه في ميونيخ عام 2007، مشيرة إلى أن الوضع في العالم ساء منذ ذلك الحين.
يصادف العاشر من فبراير مرور 15 عاما على خطاب شهير كان بوتين ألقاه في مؤتمر ميونيخ للأمن، وانتقد فيه بشدة السياسة الخارجية للولايات المتحدة وأفكار النظام العالمي أحادي القطب، وعارض بشدة خطط توسيع الناتو ونشر منشآت الدفاع الصاروخي الأمريكية في أوروبا الشرقية.
وقالت وزيرة الخارجية النمساوية السابقة في مقابلة مع وكالة أنباء نوفوستي: "في ذلك الحين كانوا يتحدثون عن حرب باردة جديدة ستبدأ قريبا، قبل بدء الحرب في جورجيا، لذلك كان الخطاب في الواقع في مرحلة مفصلية. بعض الأمور ربما يتم الحكم عليها بشكل أفضل بعد مرور 15 عاما، وأنا توصلت إلى نتيجة مفادها أن الرئيس بوتين كان محقا في كلماته وفي تحذيراته في ذلك الوقت".
ورصدت كنيسل أن كل الاجتماعات الدبلوماسية اليوم والمراسلات ليست سوى نتيجة لعدم وجود نشاط على مدى السنوات الـ 15 الماضية، بالدرجة الأولى من قبل الغرب.
وروت الوزيرة النمساوية السابقة أنها حين "شاهدت هذا الخطاب مرة أخرى قبل بضعة أيام، بدا لي أنه يفسر الكثير. تشعر على الفور بمدى طابعه الشخصي، ومدى التأمل فيه. أود أن أقول عما تحدث عنه الرئيس بوتين في ذلك الوقت، أولا أنه كان على حق للأسف، وثانيا منذ ذلك الحين أصبح كل شيء أسوأ وأكثر تعقيدا".
يشار إلى أن قضية عدم توسع الناتو إلى الشرق كانت برزت مجددا بعد أن نشرت روسيا بنهاية عام 2021، مسودة معاهدات واتفاقيات مع الولايات المتحدة ومع الناتو بشأن الضمانات الأمنية. وطالبت موسكو، بوجه خاص، من شركائها الغربيين بضمانات قانونية لرفض المزيد من توسع حلف شمال الأطلسي شرقا، بما في ذلك انضمام أوكرانيا إلى الحلف، وإنشاء قواعد عسكرية في بلدان ما بعد الاتحاد السوفيتي. ومع ذلك، وحسب وزارة الخارجية الروسية، فإن هذه المسائل بالتحديد هي التي تجاهلها الشركاء الغربيون في ردهم المكتوب.
أما مؤتمر ميونيخ فقد تأسس في عام 1963 كـ "اجتماع لممثلي وزارات الدفاع" للدول الأعضاء في الناتو. وهو الآن منتدى نقاش دولي للسياسيين والدبلوماسيين والعسكريين ورجال الأعمال والعلماء والشخصيات العامة من عشرات البلدان.
يعقد هذا المؤتمر تقليديا في فندق "بايريشر هوف" الواقع في المركز التاريخي للعاصمة البافارية.
ولا يجري التوقع في ميونيخ على بيانات واتفاقيات نهائية، في حين أن المؤتمر هو مكان اجتماع ومناقشة مهم وحيادي نسبيا للسياسيين والدبلوماسيين من المستوى العالمي، في حين أن المسؤولين الروس لن يشاركوا في هذا العام بهذا المؤتمر، كما سبق ان أفادت وزارة الخارجية الروسية.