هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي تصدر فيلمًا وثائقيًا بعنوان" التعليم في زمن الجائحة.. قصة دبي"
أصدرت هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي فيلمًا وثائقيًا بعنوان" التعليم في زمن الجائحة.. قصة دبي" يتناول قصصًا وشهادات لطلبة ومعلمين ومديري مدارس خاصة في الإمارة، فضلًا عن مسؤولين في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي حول الكيفية الناجحة والفعالة التي استطاع من خلالها المجتمع التعليمي في دبي مواجهة تداعيات الجائحة والتغلب عليها في المراحل المبكرة لظهورها منذ شهر مارس من العام 2020.
ويستعرض الوثائقي محطات مهمة في رحلة المجتمع التعليمي في دبي إبان الجائحة والأسلوب الفعال الذي تكيف به بشكل إيجابي مع المتغيرات المتسارعة التي صاحبتها لضمان صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع التعليمي كأولوية قصوى، وتأكيد استمرارية التعليم لجميع الطلبة في مختلف الظروف والأحوال، لا سيما خلال فترة الانتقال إلى التعلّم عن بُعد في المدارس والجامعات، حيث جاء نجاح تطبيق هذا النظام بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن "التعليم لن يتوقف" خلال فترة الإغلاق لتنفيذ برنامج التعقيم الوطني.
وقال الدكتور عبد الله الكرم مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: "لقد مر مجتمعنا التعليمي بالكثير من التجارب والتحديات المتسارعة في فترة زمنية قصيرة بسبب جائحة كوفيد- 19، إذ كان العام 2020 استثنائيًا ولن يُنسى، ليس بسبب التغيرات التي طرأت على حياتنا، بل بسبب الطريقة التي تغيّرنا بها، والأمور التي تعلمناها والقناعات التي كان علينا إعادة النظر فيها".
وأضاف: "لقد أظهرت الجائحة مدى قوة وترابط مجتمع دبي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتعليم أبنائنا وجودة حياتهم، فلا يكون هناك مستحيل.
ووجدنا أنه من الأهمية بمكان توثيق هذا النموذج الاستثنائي في التعاطي بمنتهى الحكمة مع أزمة طالت تأثيراتها كافة أنحاء العالم، من خلال رصد قصص وتجارب المعلمين والقيادات المدرسية وأولياء الأمور والطلاب، وإبراز مدى الالتزام المجتمعي في دبي من أجل إثراء تجربة التعليم لجميع الطلبة، بينما يعكس العمل الوثائقي مكانة دبي الرائدة كوجهة دولية متميزة للتعليم والتعلم".
ويتطرق الوثائقي إلى اللحظة التي توقف فيها نمط الحياة التقليدية حول العالم مع اتخاذ العديد من الدول قرارًا بإغلاق المدارس مطلع شهر مارس من العام 2020م، وهو الوقت الذي اتخذت فيه حكومة الإمارات قرارًا بحظر كافة التجمعات الداخلية والخارجية في المدارس، وتجميد جميع الأنشطة والفعاليات بعد الدوام المدرسي، وذلك لضمان صحة وسلامة أفراد المجتمع باعتبارها أولوية قصوى.
ويبرز الوثائقي النهج الاستباقي لإمارة دبي للتعافي من الجائحة وضمان سلامة وصحة المجتمع كأولوية مطلقة، إذ حرصت حكومة دبي على ضمان أعلى درجات الجاهزية في مختلف مراحل ومحطات الجائحة، في الوقت الذي حشدت فيه كل الإمكانات الصحية والإدارية والتنظيمية من أجل ضمان أعلى مستويات الكفاءة في مواجهة مختلف تداعيات هذا الموقف الاستثنائي الذي لم يشهد العالم له مثيل من حيث حجمه وتأثيره في تاريخه الحديث.
ويتناول الوثائقي الفترة التي شهدت انتقال جميع المدارس الخاصة في دبي إلى تطبيق التعلم عن بعد لأول مرة وسط تحديات كبيرة، كما يبرز الكيفية التي نجح من خلالها المجتمع التعليمي في تجاوز التحديات خلال تلك الفترة الصعبة التي شهدت تكاتفًا نموذجيًا بين مختلف فئات المجتمع وأفراده لضمان استمرارية التعليم لجميع الطلبة بجودة عالية، أسوة باستمرارية العمل ضمن العديد من القطاعات الحيوية الأساسية في دبي التي واصلت العمل بكفاءة عالية خلال تلك الفترة نظرًا للتخطيط السليم وقوة البنى التحتية التقنية التي مكنت الإمارة من إنجاح نموذج العمل عن بُعد، وضمنت عدم توقف الخدمات الحيوية في تلك الفترة، في حين كانت المحافظة على صحة الطلبة والأطقم التعليمية والإدارية والخدمية في المدارس تمثل أهمية قصوى حيث تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان سلامة الجميع.
وفي وقت انتابت أولياء أمور حالة من القلق في ظل التغيرات المتسارعة، فقد ساهم وضع منظومة "تقييم التعلّم عن بُعد" بالتعاون بين هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي وبين الجهات الحكومية المعنية في الدولة، في بث روح الاطمئنان لدى أولياء الأمور بأن مدارس أبنائهم تقدم تعليمًا عالي الجودة، لا سيما مع إجراء مقارنات مع أفضل الممارسات الدولية الحديثة في هذا الميدان، وذلك لضمان قدرة المدارس على تقديم تعليم عالي الجودة في الظروف الاستثنائية، وإثراء تجربة التعليم والتعلم لدى الطلبة خلالها.
ويسلط الوثائقي الضوء على مبادرة "دبي صف واحد" التي جرى إطلاقها في مرحلة مبكرة من عمر الجائحة، واشتملت على جانبين منفصلين: الأول هو منصة إلكترونية تجمع في مكان واحد الكثير من الموارد التي كانت متاحة، وتقدمها للجهات التي تبحث عنها، أما الجانب الثاني من المبادرة، فكان تشكيل فريق من الهيئة يعمل على مدار الساعة، ليجيب يوميًا عن الأسئلة التي كانت ترِدُ إليها.
ويوضح العمل الوثائقي أنه "خلال أول أسبوعين، أجاب فريق هيئة المعرفة على أكثر من 2000 رسالة إلكترونية ومكالمة هاتفية. كما استقبلت ما يزيد على 12000 رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وشهد الموقع الإلكتروني للهيئة حركةً كثيفة تفوق 4000 زائر".
وأشار الوثائقي إلى أنه مع الإعلان عن إبقاء المدارس والجامعات مغلقة حتى نهاية العام الدراسي 2019- 2020، ورغم الظروف الصعبة خلال عام 2020م، إلا أن قلوب الناس في دبي ظلت عامرة بالأمل في ظل ثقتهم الكبيرة في الإجراءات الحكومية التي يتم اتخاذها لضمان صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع في إطار التعاون بين مختلف الجهات المعنية في إمارة دبي.
معًا نرتقي.
على الصعيد التعليمي، وفي ظل الاحتياجات المستجدة للمجتمع التعليمي في دبي، فقد تعاونت المؤسسات الحكومية والخاصة لتقديم الدعم للمدارس والجامعات وأولياء الأمور والمعلمين، كما أبرز الوثائقي التعاون بين المدارس والمعلمين لتقديم الدعم لبعضهم بعضًا.
قصة أخرى يتناولها الوثائقي من خلال رصد إطلاق المنصة الافتراضية من سلسلة ملتقيات "معًا نرتقي"، والتي تحولت خلال الجائحة لتصبح عبر الإنترنت بشكل كامل. وهي المنصة التي جمعت المعلمين لمشاركة تجاربهم الناجحة مع الآخرين في مختلف الموضوعات التي ترتبط بالاحتياجات المستجدَّة للمجتمع التعليمي أثناء الجائحة.
ويتطرق الفيلم الوثائقي إلى إجراءات إعادة فتح المدارس الخاصة في دبي، وبدء مرحلة التعايش مع فيروس كوفيد-19 مع التقيد بالإجراءات الوقائية المعتمدة من الجهات المعنية لضمان صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع، إذ بلغت نسبة المدارس الملتزمة بالإجراءات 90% من المجتمع المدرسي، كما قام فريق الالتزام في الهيئة بحوالي 20 زيارة يومية للمدارس للتأكد من مدى الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعتمدة.