احتجاجات واسعة تشل المدن الإيرانية بسبب الأوضاع المعيشية
ضربت موجة الاحتجاجات عدد من المدن الإيرانية من بينها العاصمة طهران، وسط احتجاجات واسعة نظمها عمال ومتعاقدون مع عدد من الشركات والمؤسسات الحكومية بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وفي مدينة الأهواز عاصمة محافظة خوزستان جنوب إيران ذات الغالبية العربية، خرج المئات من عمال المجموعة الوطنية للصلب في احتجاجات شعبية واسعة أمام الحكومة المحلية بسبب عدم تلبية مطالبهم من بينها رفع رواتبهم ودفع المستحقات المتأخرة.
وأظهرت مقاطع فيديو المحتجين وهم يطلقون شعارات احتجاجية على سوء الأوضاع المعيشية، منتقدين عدم وفاء رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إيجئي بتنفيذ وعوده التي أطلقها خلال العام الماضي لحل مشاكل العمال سريعًا.
وفي العاصمة طهران، خرج المئات من المتقاعدين في احتجاجات أمام المديرية العامة للضمان الاجتماعي في طهران احتجاجًا على ظروفهم المعيشية، مرددين شعارات تدعو لوحدة الاحتجاجات بين المعلمين والعمال وباقي النقابات الأخرى.
كما خرج المتقاعدون في باقي المدن والمناطق الإيرانية من بينها مشهد وأصفهان ورشت وغيرها بسبب عدم دفع رواتبهم المتأخرة جراء سوء الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وردد المتقاعدون شعارات مثل ”لا البرلمان ولا الحكومة يهتمون بالأمة“، مطالبين بإطلاق سراح المحتجين المعتقلين من بينهم الناشط العمالي إسماعيل غرامي.
وفي سياق متصل، أوقف سائقو سيارات الأجرة في مدينة بهارستان سياراتهم بجوار الطريق السريع احتجاجًا على دفع رسوم المرور على طريق طهران – ساوه السريع.
وكانت وزارة النقل الإيرانية قد أعلنت الأسبوع الماضي رفع رسوم هذا الطريق الجديد، الأمر الذي أثار غضب سائقي سيارات الأجرة.
وفي العامين الماضيين، بعد الظروف الاقتصادية الأكثر خطورة والقيود المعيشية في إيران، زادت المسيرات الاحتجاجية للنقابات المختلفة وشرائح مختلفة من السكان بشكل كبير.
ووفقًا لمركز الإحصاء الإيراني، بلغ معدل التضخم السنوي في يناير/كانون الثاني الماضي، لأسر البلاد 42.4 %.
وكانت وثيقة ”سرية للغاية“ تلقتها ونشرتها وسائل إعلام إيرانية معارضة، عن لقاء مع مسؤولين عسكريين وأمنيين إيرانيين عقد في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعنوان ”مجموعة العمل للوقاية من أزمات سبل العيش الأساسية“، وأكد المجتمعون أن ”المجتمع في حالة انفجار وزاد السخط الاجتماعي بنسبة ”300 %“ في العام الماضي.
كما حذر رئيس شرطة الأمن العام العقيد بيام كاوياني في الاجتماع نفسه، من اتساع رقعة الاحتجاجات في البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية.