الأهمية الإستراتيجية للممرات المائية والأمن البحري العربي
تمهيد:
يمثل الأمن البحري أحد أهم التحديات الرئيسة التي تواجه المجتمع الدولي، ويستدعي توفير الحماية لها الكثيرمن الجهد، والمزيد من العمل المشترك. ويرتبط بالأمن البحري طيف واسع من القضايا الاقتصادية والاستراتيجية، فضلًا عن تلك المتصلة بالشؤون الإنسانية والسلامة المهنية والعامة، والأمن البيولوجي، وأمور عديدة أخرى. ولنا أن نتصور لو تم إغلاق أحد الممرات المائية الاستراتيجية التي يؤمن عن طريقها الغذاء ماذا سيؤول إليه الوضع في كثير من البلدان؟
لذلك تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على مسألةٍ في غاية الحيوية، والمتعلقة بالأهمية الإستراتيجية للممرات والمضايق البحرية المجاورة لـ "الجمهورية اليمنية"، مع التركيزعلى مضيق باب المندب بشكل خاص، وما يميز هذا الأخيرمن أهمية إقتصادية وتجارية قصوى، وكذا دوره في حركة الملاحة وإمدادات الطاقة المختلفة، وكذلك تهدف الدراسة إلى تحليل تأثّر نشاط المضيق بتصاعد التهديدات الأمنية الراهنة خاصة تلك المتعلقة بالحرب في اليمن وحول اليمن كموقع وجغرافيا، وأهمية التعاون والتضامن العربيين في ضوء دعوة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية اللواء عيدروس الزبيدي في سياق حديثه لقناتي العربية والعربية الحدث بتاريخ 20 يناير 2022م بهذا الصدد.
الأهمية الاستراتيجية للممرات المائية:
سعت وتسعى الدول الاستعمارية للسيطرة على المنافذ الاستراتيجية من مضائق وقنوات، كون التواجد فيها يؤمن لها التحكم بمفاصل حيوية تتزايد يومًا بعد يوم في ظل العولمة الاقتصادية والتبادل التجاري الضخم والهائل بين دول العالم من سلع وبضائع وخدمات. وبدلًا من أن تكون هذه المناطق سبيلًا للتعاون الدولي، أصبحت تشكل عاملًا للضغط والتسبب في الأزمات، وخصوصًا بعد الإكتشافات الهائلة لمواد الطاقة في العالم وسعي الجميع للحصول عليها، حيث بدأ الحديث عن كيفية تأمين طرق توصيلها خصوصًا إذا ما كانت ستعبر مضيقًا أوممرًا حيويًا يقع تحت نفوذ خصم اقتصادي. ولعل هذا هو أحد الأسباب لبقاء جزيرة جبل طارق - برغم إعطائها الحكم الذاتي عام 1981- تحت السيادة البريطانية والتي تتنازع عليها مع أسبانيا التي تطالب هي الأخرى بها وبالسيادة عليها، على الرغم من آلاف الكيلومترات التي تفصل بين هذه الجزيرة وبين بريطانيا العظمى، حيث تعتبر هذه النقطة من اكثر النقاط حيوية، وتجعل من بريطانيا القوة القابضة على هذا المضيق.
ولعل أبرز الحروب على المضائق، كان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م بعد تأميم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لقناة السويس، إذ قال رئيس وزراء بريطانيا آنذاك انطوني إيدن “أصبح عبد الناصر يطبق على قصبتنا الهوائية. وأنه لأفضل للإمبراطورية البريطانية أن تنهار من أن تظل تعاني سكرات موت بطيء.”(1)
وبرزت أهمية هده الممرات بشكل أكثر حيوية وخطورة خلال حرب 1973 وحروب الخليج وأخيرا حرب اليمن المستمرة مند 2015م حتى الآن.
خصوصية وضع منطقة الشرق الأوسط:
على الرغم من تنوع التهديدات والصراعات البحرية بين الكثير من دول العالم، فإن لمنطقة الشرق الأوسط خصوصية تتعلق بأهميتها في إطار السياسات الدولية، ولطبيعة الصراعات والتوترات التي تجتاحها سواء بين دولها أو داخل الكثير منها، فضلا عما تطل عليه من محاور وطرق بحرية تشمل كل نقاط تمركز التجارة العالمية. أربعة مممرات ومضائق هي الأهم عالميًا تقع في منطقتنا العربية هي مضيق باب المندب وقناة السويس ومضيق جبل طارق ومضيق هرمز. وشهدت المنطقة خلال الآونة الأخيرة تطورات كثيرة، إرتبط جوهرها بسياسات إيران التصعيدية وما شكلته، ولا تزال، من تهديدات لأمن واستقرار الإقليم والعالم.
وعانى مضيق هرمز في الآونة الأخيرة من تصعيد خطير في التوتر بين إيران والولايات المتحدة، خاصة بعد تعرض ناقلات نفط خليجية قرب المضيق لتفجيرات تورطت فيها السلطات الإيرانية. وقد انضمت بريطانيا والكثير من البلدان الأوروبية الأخرى للمواقف العربية والغربية، سيما بعدما تصاعدت مظاهر الصراع بعد احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق، لتتسع دوائرالتصعيد والتوتر إثر إقدام إيران بدورها على احتجاز ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها مضيق هرمز، الأمر الذي طرح تساؤلات متنوعة بشأن مستقبل أمن الممرات المائية التي تعتبر شرايين حيوية لنقل النفط والبضائع بين قارات العالم المختلفة.
مستقبل أمن الممرات المائية:
تتأسس أهمية هذا التساؤل على تفاقم ارتدادات انتشار جماعات إرهابية، تستند في تحركاتها إلى قوى إقليمية أودولية تدعمها لخدمة سياساتها وأهدافها في توسيع نطاق نفوذها وضمان مصالحها عبرالإقليم. وقد برز ذلك مؤخرًا في ممارسات جماعة الحوثيين المدعومة من ايران ضد بعض القطع البحرية الإماراتية عبر باب المندب، وسبق ذلك محاولة جماعات إرهابية استهداف المجرى الملاحي في سيناء، عبرمحاولة إغراق إحدى السفن وإغلاق المجرى الملاحي، لتحويل واجهات السفن بعيدا عن القناة، وذلك في محاولة إستهدفت إلحاق خسائر وأضرار متنوعة بمصر العربية (2). يضاف ذلك إلى طبيعة التحديات التي أججتها أعمال القرصنة البحرية ضد الطرق الملاحية وخاصة في منطقة القرن الأفريقي، سواء للسفن العابرة من وإلى باب المندب، أو من وإلى شرق إفريقيا ورأس الرجاء الصالح، أو العكس باتجاه دول الخليج العربي.
ترتب على ذلك أن تصاعد التوجه الإقليمي والدولي لتدشين مراكز عمليات للتنسيق المشترك، وتعزيز التوجهات الخاصة بتأسيس قواعد عسكرية بالقرب من المضائق البحرية في الإقليم، حيث سعت دول إقليمية رئيسة كالمملكة العربية السعودية والإمارات ومصر إلى إعادة تثبيت سياساتها القائمة على توفير الإمكانات العسكرية اللازمة في مناطق متنوعة بالقرب من سواحل البحرالأحمر لضمان أمن وسلامة الملاحة الدولية. جاء ذلك في إطار السياسات الوقائية الهادفة إلى التعاطي الاستباقي مع نتائج التحديات التي قد تسفر عنها السياسات التركية والإيرانية والإسرائيلية لإنشاء قواعد عسكرية بالقرب من ممرات الإقليم البحرية، حيث التواجد العسكري الإيراني والإسرائيلي على جزر إريترية على مقربة من باب المندب، والقواعد العسكرية التركية في الإقليم العربي، والموجودة باتفاقات ثنائية خارج إطار التحالف والأمن الجماعي، حيث أقامت تركيا قواعد عسكرية في كل من قطر والصومال.
مغزى وأهمية دعوة الزبيدي بشأن الأمن البحري:
مما تقدم يمكن فهم مغزى التوقيت الزمني الذي جاءت فيه صرخة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية اللواء عيدروس الزبيدي، إلى أهمية رفع مستوى التنسيق والتحالف بين الدول المعنية في مجال الأمن البحري... وحاجة جنوب اليمن خاصة إلى قوات خفر سواحل مدربة ومجهزة تجهيزًا عاليًا بكل الإمكانات الضرورية لحماية السواحل اليمنية عامة والجنوبية خاصة حيث تمتد الجبهة البحرية لليمن على البحرين العربي والأحمر مسافة قدرها (2500 كم.(3) معظمها في الجنوب.
اللواء الزبيدي خاضت تحت قيادته القوات الجنوبية وبدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حربًا شرسة ومكلفة لتحرير الجنوب الذي يشكل ثلثي مساحة الجمهورية اليمنية التي توحدت عام 1990، من الحوثيين ليس هذا فحسب بل وخاضت هذه القوات حربًا أخرى ضد الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش التي إستولت على محافظات جنوبية مهمة بتواطؤ وتخادم بينها وبين الحوثيين ومراكز النفوذ في صنعاء...ناهيك عن المشاكل الناجمة عن التهريب والتخريب والهجرة والنازحين.
الموقع البحري الأهم ومضيق باب المندب:
يتميز موقع اليمن البحري بأنه يتكون من جبهتين مائيتين بالإضافة إلى تحكمه بمضيق باب المندب أحد أهم المضايق المائية باعتباره ممرًا مائيًا إستراتيجيًا يصل البحرالأحمر بخليج عدن وبحر العرب، ويشترك في حدوده البحرية مع اليمن - المسيطرعلى ضفته الشرقية وعلى جزيرة ميون التي توسط المضيق-، كل من أريتريا وجيبوتي -على الضفة الغربية للمضيق-. ويبلغ عرض المضيق نحو 30 كيلومترًا بدءًا من رأس منهالي في اليمن وصولًا إلى رأس سيان في جيبوتي.
وتكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضانًا للسفن، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل حوالي 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس ومضيق هرمز.
وتذهب التقديرات إلى أن ما بين 5 إلى 6 % من إنتاج النفط العالمي، أي نحو 4 ملايين طن، تمر يوميا عبر المضيق باتجاه قناة السويس ومنها إلى بقية أنحاء العالم (4). مما يجعله يحتل المرتبة الثالثة عالميًا بعد مضيقي هرمز وملقا من حيث كمية النفط التي تعبره يوميا، مما زاد أهميته الاستراتيجية، وزاد من قيمته الاقتصادية، حيث يتيح لليمن التوسع في علاقاتها السياسية، والإقتصادية، والعسكرية، ويمنحها حدودًا طبيعية مثالية لما يشكله البحرمن عازل طبيعي بين اليمن، وغيرها، باعتبار أن حماية الحدود البحرية أقل كلفة إذا قورنت بمتطلبات الحماية للحدود البرية الواسعة، والتي تحتاج إلى قوة كبيرة للدفاع، كما يعطيها الأمان لتجارتها الدولية إذا ما تعرضت جبهاتها الأخرى لأي تهديد.
ازدادت أهمية هذا المضيق أكثر بعد انشاء قناة السويس عام 1869 وربط البحرالأحمر وما يليه بالبحر المتوسط. ومنذ ذلك الحين تحول باب المندب إلى أحد أهم ممرات النقل والمعابر بين بلدان أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي إفريقيا، لا سيما مع ازدياد توريدات النفط الخليجي إلى الأسواق العالمية. ويسمح عرض وعمق القناة الغربية للمضيق لشتى أنواع السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسرعلى محورين متعاكسين متباعدين.
ولليمن وخاصة الجنوب أفضلية إستراتيجية في السيطرة على المضيق لامتلاكه جزيرة ميون - التي كانت تتبع للجنوب قبل الوحدة-، إلا أن القوى الكبرى وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قربه وحوله وذلك لأهميته العالمية في التجارة والنقل، إذ تملك الولايات المتحدة قاعدة في جيبوتي على الضفة الغربية لمضيق باب المندب، وتملك فرنسا أيضًا حضورًا عسكريا قديما في جيبوتي. كما سعت الأمم المتحدة في عام 1982 لتنظيم موضوع الممرات المائية الدولية ودخلت اتفاقيتها المعروفة باتفاقية جامايكا حيز التنفيذ في شهر نوفمبر من عام 1994.
كما يمتلك اليمن العديد من الجزر ذات الموقع الهام، والتي تضاعف من الأهمية الإستراتيجية للموقع البحري، لما تمنحه من ميزه الانتشار، والتوزيع للمراكز التجارية، والقواعد البحرية والجوية، فجزيرة سقطرة مثلا تشكل عقبة للقفز إلى البر الأسيوي (شبه الجزيرة العربية) وإلى البر الإفريقي، بالإضافة إلى وقوع اليمن على طريق هام لنقل النفط العالمي عن طريق باب المندب وقناة السويس.
"وتمتد الجبهة البحرية لليمن على مسافة قدرها (2500 كم) أي أن كل كم من المساحة يقابله 182.2 كم2 وبمقارنة هذا المعدل بالمعدل العام للوطن العربي، والذي يبلغ 1/610 كم2 نجد بان سواحل اليمن طويلة نسبيا، ما يجعل مختلق المنطقة السياسية قريبة من السواحل"(5).
دور مصري محوري:
ترتبط أهمية باب المندب بأهمية بقاء قناة السويس أولا ومضيق هرمز ثانيا مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة، وأي تهديد لهذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وقد ازدادت أهمية مضيق باب المندب بوصفه واحدًا من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي، إذ يقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21-25 ألف قطعة بحرية سنويا (57 قطعة يوميا)(6).
وقد أغلقت القوات البحرية المصرية، بالتنسيق مع اليمنين الجنوبي والشمالي، مضيق باب المندب خلال حرب أكتوبر 1973 لحصار إسرائيل بحريا. ومع الأزمة اليمنية والحرب تزايدت المخاوف مع تصاعد حدة التوترات من محاولات المتمردين الحوثيين تعطيل حركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الاستراتيجي، بعدما سيطروا على جزء كبير من الموانئ والقواعد اليمنية الواقعة على البحر الأحمر وخليج عدن. إلا أن عمليات الحصار البحري من خلال القوات البحرية المصرية والسعودية وتحرير القوات الجنوبية للساحل الغربي أعاقت أي تقدم للعناصر الحوثية ناحية باب المندب.
سجل حوثي حافل بالإرهاب البحري:
كشف المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد الركن تركي المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده يوم 8 يناير 2022م أن ميليشيات الحوثي أطلقت أكثر من 100 زورق مفخخ لاستهداف الملاحة الدولية، فيما تعاملت القوات اليمنية المشتركة والتحالف مع 248 لغمًا بحريًّا لتأمين الملاحة في جنوب البحر الأحمر.
وجاءت أسماء 10 حوثيين متورطين في أعمال استهداف وقرصنة لحركة الملاحة الدولية والسفن التجارية، وآخرها السفينة "روابي" التي تحمل علم دولة الإمارات، وعلى رأسهم الإرهابي المدرج على قائمة العقوبات الأميركي، منصورالسعدي.
وضمت القائمة الحوثي أحمد أحمد حلص، ومنذر أحمد يحيى حسان، وشكيب خالد أحمد علوي، وعلي عبد الله يحيى دوم، وناجي سالم أحمد بطلي، وجميعهم من اليمنيين الشماليين، وآخرين.
وبحسب بيان وزارة الخزانة الأميركية في 3 مارس 2021، فإن إدراج القرصان والإرهابي الحوثي منصور السعدي بالقائمة السوداء جاء لتخطيطه لـ "هجمات دموية ضد وسائل النقل البحري الدولي في البحر الأحمر"، مستهدفًا سفنًا عسكرية ومدنية".(7)
وتلقى السعدي، حسب البيان الأميركي "تدريبًا كاملًا في إيران، وعلى يد ميليشيات حزب الله، وساهم في نقل أسلحة إيرانية إلى اليمن بصورة غير مشروعة".
وتملك ميليشيات الحوثي سجلًّا حافلًا بالإرهاب في البحر الأحمر، إذ نفذت العشرات من العمليات الإرهابية ضد سفن نفطية وتجارية، ونشرت المئات من الألغام البحرية، كما حاولت مرات عدة تنفيذ هجمات إرهابية بزوارق مفخخة.
وآخر تلك الجرائم تعرُّض سفينة الشحن "روابي"، والتي تحمل علم دولة الإمارات وتحمل كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بجزيرة سقطرة اليمنية الجنوبية، للقرصنة والاختطاف، مساء يوم 2 يناير 2022م، أثناء إبحارها قبالة محافظة الحديدة.
وقبل هذه العملية سجل تحالف دعم الشرعية في اليمن 13 انتهاكًا حوثيًّا ضد السفن التجارية في البحر الأحمر:
- بدءًا من عام 2015، شرعت ميليشيات الحوثي، وبشكل عشوائي في نشر الألغام والقوارب المفخخة في البحر الأحمر والسواحل اليمنية، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ من السواحل القريبة.
- في الأول من أكتوبر 2016 استهدف الحوثيون سفينة "سويفت" التابعة للبحرية الإماراتية أثناء نقلها مساعدات قبالة ميناء المخا، وبعدها أطلقت الميليشيات صاروخين باتجاه المدمرة الأميركية "يو إس إس ماسون".
- في مطلع أبريل 2018، تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجومٍ حوثي غرب ميناء الحديدة، كما دمر التحالف في 21 يونيو 2019 نحو 5 زوارق مفخخة شمال ميناء الحديدة، كانت تهدد الملاحة الدولية.
- في أواخر عام 2021 شنت الميليشيات الانقلابية هجومًا قرب رأس عيسى على سفينة سعودية وسفينتين من كوريا الجنوبية.وسبق أن قرصنت سفينة عمانية تعرف بـ "الراهية" في فبراير عام 2020، حيث اعتقلت الميليشيات طاقمها المؤلف من 20 بحارا من الجنسية المصرية والهندية لأكثر من عام.
- في 17 نوفمبر 2019 احتجزت ميليشيات الحوثي سفينة سعودية صغيرة وزورق سحب يحمل علم كوريا الجنوبية، ضمن عملياتها الممنهجة في قرصنة سفن الشحن.
- أما في 6 يناير 2022، أطلقت ناقلة نداء استغاثة بعد "مضايقة مسلحة" قبالة ميناء الحديدة في اليمن من قبل ميليشيات الحوثي، فيما أعلنت البحرية البريطانية تلقيها تقارير تفيد بوقوع هجوم على سفينة بالقرب من ميناء رأس عيسى اليمني المطل على البحر الأحمر.(8)
*الخلاصة والتوصيات:
1- الممرات المائية وخاصة الملاحية هي رئة العالم وشرايين حياة البشر، لذلك فإن حماية هذه الممرات والسواحل ودرء المخاطر عنها هي حماية للأمن البحري القومي والإقليمي والدولي.
2- أمن الممرات الملاحية يواجه تهديدات متصاعدة الحدة تتزايد أسبابها وتتعدد العناصر المشكلة لها.
3- ثبت بما لا يدع مجالا للشك تورط الحرس الثوري الإيراني في الإخلال بالأمن البحري في مضيق هرمز، وإيعاز السلطات الإيرانية لجماعة الحوثي الإرهابية، لتهديد الملاحة في مضيق باب المندب والقرصنة البحرية والتهريب والتخريب.
4- منطقة الشرق الأوسط لها خصوصية تتعلق بأهميتها في إطار السياسات الدولية، ولطبيعة الصراعات والتوترات التي تجتاحها سواء بين دولها أو داخل الكثير منها.
5- تحظى الممرات الملاحية بأهمية استراتيجية نظرًا لضرورات تأمينها، بحسبانها تمثل نقاط اختناق يسهل السيطرة الاستراتيجية عليها من قبل كيانات وجماعات معادية.
6- جاءت دعوة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي في سياق حديثه لقناتي العربية والحدث في وقتها وزمانها وينبغي أخذها على محمل الجد بشأن الأمن البحري العربي وحاجة القوات الجنوبية الملحة إلى الدعم اللازم لإنشاء قوات خفر سواحل مدربة ومجهزة على أعلى مستوى لمواجهة التحديات الإرهابية والتهريب والتخريب المعادي على السواحل اليمنية الشاسعة.
7- تبرز اليوم وأكثر من أي وقت مضى مسيس الحاجة إلى رفع درجات التنسيق والتعاون والتضامن بين دول المنطقة إلى مستوى التحالف الاستراتيجي وخاصة السعودية ومصر والامارات واليمن (القوى المناهضة للحوثيين وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية)
المراجع والمصادر:
1) بيروت نيوز عربية 4 يونيو 2014
2) مجلة المجلة 9 سبتمبر 2019
3) World Atlas of Oil and Gas Basins (باللغة الإنجليزية). صفحة 206. ISBN 1444390058. مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2020.
4) رانيا حفني الأهرام 3 ابريل 2015
5) ويكيديا، الموسوعة الجرة
6) رانيا حفني الأهرام 3 ابريل 2015 ،مرجع سابق
7) وزارة الخزانة الأمريكية 2 مارس 2021م
8) سكاي نيوز عربية 10 يناير 2022