روسيا في مرمى العقوبات.. فهل تتخلى موسكو عن أوكرانيا؟
تواجه روسيا سيل من الأحاديث حول العقوبات هذا وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه منفتح دوما على البحث عن حلول دبلوماسية، لكن مصالح روسيا وأمن مواطنينا لا يخضع لشروط بالنسبة لنا.
وتطالب موسكو بضمانات أمنية، منها وعد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي أبدا، بينما تعرض الولايات المتحدة وحلفاؤها على بوتين خطوات لبناء الثقة والحد من التسلح لنزع فتيل الأزمة.
وذكرت وكالة تاس للأنباء نقلا عن برومسفياز بنك قوله إن العقوبات لن يكون لها تأثير كبير نظرا لأنه اتخذ إجراءات احترازية مسبقا. ولم تذكر تفاصيل.
ورفض سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، في وقت سابق التهديد بفرض عقوبات.
وقال البنك "زملاؤنا الأوروبيون والأمريكيون والبريطانيون لن يتوقفوا ولن يهدأوا حتى يستنفدوا كل احتمالات ما يسمى بمعاقبة روسيا".
◄ تراجع الأسواق
وتراجعت الأسواق أكثر هذا الأسبوع، بعد اعتراف بوتين بجمهوريتين انفصاليتين في أوكرانيا، ما أدى إلى قيام ألمانيا بوقف مشروع للطاقة مع روسيا، وبريطانيا بفرض عقوبات على خمسة من البنوك في البلاد وثلاثة من الأفراد الأثرياء، بما في ذلك تيمتشينكو.
كما يوجد على قائمة العقوبات البريطانية بوريس روتنبرج، وعمره 65 عامًا، وابن أخيه إيجور، البالغ 48 عامًا، اللذان جنت عائلتهما ثروتها من خلال شركة "ستروي غاز مونتزاه" Stroygazmontazh لإنشاء خطوط أنابيب الغاز.
وباع أركادي، والد إيجور وأحد شركاء بوتين السابقين في مسابقة الجودو، شركة خطوط الأنابيب مقابل 1.3 مليار دولار تقريبًا في عام 2019. كما اشترى حصة أقلية من شقيقه الأصغر بوريس قبل خمس سنوات عندما تعرّض الشقيقان، إلى جانب تيمتشينكو، لعقوبات أمريكية بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
كما دعت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم الأربعاء، مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن، خوفا من تصعيد عسكري من موسكو.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان: توصي الوزارة المواطنين الأوكرانيين بعدم السفر إلى روسيا، وأولئك الموجودين هناك للمغادرة فورا".
في الوقت نفسه، دعا مجلس الأمن الأوكراني إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد وسط مخاوف من غزو روسي وشيك.
وقال وزير الأمن والدفاع الوطني أوليكسي دانيلوف بعد اجتماع هذه الهيئة "نبغي أن يصادق البرلمان على هذا القرار في غضون 48 ساعة".
في الوقت نفسه، أصدر الجيش الأوكراني أمرا بتعبئة جنود الاحتياط الأربعاء بعدما أمرت روسيا قواتها بالاستعداد لدعم المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد.
وقالت القوات البرية الأوكرانية في رسالة على فيسبوك "سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاما... الدعوات ستبدأ اليوم. والحد الأقصى لفترة الخدمة هو عام واحد".
وفي وقت سابق من اليوم، وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوما بشأن تجنيد من هم على قوائم الاحتياط العسكري.
وقال زيلينسكي: "نحتاج إلى تجديد موارد الجيش الأوكراني والتشكيلات العسكرية الأخرى بسرعة، وبصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة لأوكرانيا، أصدرت مرسوما بشأن تجنيد جنود الاحتياط في فترة خاصة".
وفيما بدا أنها إحدى أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا منذ عقود، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال قوات "لحفظ السلام" إلى منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين الأوكرانيتين بعد الاعتراف باستقلالهما. ورفضت واشنطن ذلك ووصفته بأنه "هراء".
وذكرت شركة ماكسار الأمريكية أن صورا للأقمار الصناعية على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية تظهر انتشار المزيد من القوات والعتاد في غرب روسيا، وأكثر من 100 عربة في قاعدة جوية صغيرة بجنوب روسيا البيضاء، المتاخمة لأوكرانيا.
من جهة أخرى، ذكر مسؤول أمريكي أن خططا أعلنها الرئيس جو بايدن لتعزيز إستونيا ولاتفيا وليتوانيا تشمل إرسال 800 جندي مشاة وما يصل إلى ثماني طائرات إف-35 المقاتلة إلى مواقع على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي، لكن ذلك إعادة توزيع للقوات وليس إضافة.
كما أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن فرقة مهام من كتيبة مشاة قوامها نحو 800 فرد بالتوجه إلى منطقة البلطيق من إيطاليا، وأصدر أوستن أمرا بتوجه 12 طائرة هليكوبتر "إيه.إتش-64" إلى بولندا من اليونان.
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أنها بدأت بإجلاء الموظفين من جميع مقرات بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا، وسط مخاوف من عملية عسكرية وشيكة ضد كييف.
وقالت وزارة الخارجية في وقت سابق إن القيادة الروسية قررت إجلاء موظفي البعثات الدبلوماسية في أوكرانيا، لحماية حياة الأشخاص وضمان سلامتهم، حسب موقع "روسيا اليوم".
فمع إعلان الرئيس الروسي، الإثنين، الاعتراف بـ "استقلال" منطقتين انفصاليتين شرقي أوكرانيا، بدا الأمر أشبه بخطاب إعلان حرب وليس إعلان دعم لاستقلال انفصاليين.
ففي تحد للتحذيرات الغربية، أمر بوتين بإرسال قوات إلى شرق أوكرانيا لدعم مطالب انفصاليين موالين للروس في هذه المنطقة، فيما لا يزال الغرب على خط التكهنات في محاولة للبت فيما إذا كان هذا الانتشار يشكل عملية الغزو التي توقعتها، لتمضي قدما في فرض عقوبات قاسية وواسعة النطاق على موسكو.
من جانبه، يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه من دون خيارات تذكر بوجه نظيره بوتين الذي قد يصدر بين اللحظة والأخرى أمرا بهجوم قد يكبد كييف خسارة أراضيها للمرة الثانية.
غزو يبدو أن جميع مؤشراته اكتملت على الأرض وفي أروقة السياسة سواء في موسكو أو كييف أو بالعواصم الغربية، حيث دعت وزارة الخارجية الأوكرانية، الأربعاء، مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن خوفا من تصعيد عسكري من موسكو.
كما أصدر الجيش الأوكراني أمرا بتعبئة جنود الاحتياط بعدما أمرت روسيا قواتها بالاستعداد لدعم المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد.
وقالت القوات البرية الأوكرانية في رسالة عبر موقع فيسبوك "سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاما... الدعوات ستبدأ اليوم. والحد الأقصى لفترة الخدمة هو عام واحد".
أما روسيا فأكدت على لسان رئيسها أن مصالحها وأمنها "غير قابلة للتفاوض"، فيما حذّرت بريطانيا من أن احتمال شن الكرملين غزوا على أوكرانيا "كبير".
وبلغ الخوف من حدوث تصعيد عسكري على أبواب الاتحاد الأوروبي ذروته منذ اعترف بوتين الاثنين باستقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا، وهما دونيتسك ولوهانسك.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تبدو أجراس الإنذار أكثر حدة، حيث اعتبر الرئيس جو بايدن أن ما يحصل هو "بداية غزو"، فارضا دفعة أولى من العقوبات على روسيا على غرار دول أخرى، في خطوة تختزل المخاوف الغربية من أن إجراءات مماثلة لن تكون ذات جدوى حال حدوث هجوم.
يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المدعوم من الاتحاد الأوروبي وواشنطن، معضلة جسيمة، حيث يجد نفسه محشورا في زاوية ضيقة بين رأي عام محلي يجبره على اتخاذ مواقف حازمة بوجه بوتين، وبين عجزه على مواجهة القوة العسكرية الروسية.
من الأحداث القاتمة العالقة بالذاكرة الجماعية للأوكرانية ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا العام 2014، في صدمة لا يزال صداها يلازم المواطنين ويشوه تاريخهم المعاصر.
ففي ذلك العام، أرسل فلاديمير بوتين جنوده للسيطرة على المنشآت والإدارات الرئيسية في هذه المنطقة، وخسرت أوكرانيا يومها كل أسطول البحر الأسود تقريبا وكل المنطقة من دون إطلاق رصاصة واحدة.
فرغم أن زيلينسكي يدرك أنه لا مجال لمواجهة روسيا عسكريا حال اندلاع الحرب، رغم الدعم الغربي، إلا أنه يحاول أن يناور عبر تصريحات لا تستهدف سوى الرأي العام المحلي في محاولة لعدم خسارة شعبيته.
لكن بوتين الذي يدير الأزمة بحسابات بعيدة عن كييف، يستعد على ما يبدو للسيطرة بالقوة على بقية مناطق دونباس، عقب اعترافه باستقلال منطقتين شرقي أوكرانيا.
قبل الاعتراف باستقلال "الجمهوريتين" الانفصاليتين، ذهب الرئيس الروسي إلى حد القول إن أوكرانيا كيان مصطنع نجم عن خطأ ارتكبه الاتحاد السوفيتي الناشئ، في تصريحات رأى خبراء أنها تسعى لرسم خطوط حمراء لموالاة كييف للغرب.
فما يحدث هو أن موسكو لن تتخلى عن أوكرانيا وأن ما تقوم به لا يخرج عن نطاق المزايدات من أجل تحقيق ذات الهدف وإن كلف ذلك حربا يدرك الجميع أنها ستكون لصالح روسيا وستعيد كتابة ترتيبات نهاية الحرب الباردة وأيضا تعديل النظام العالمي القائم.
مزايدات تظل أحد عناصر الضغط على الغرب لتحقيق أهداف موسكو بشأن الضمانات الأمنية ووقف تمدد حلف شمال الأطلسي شرقا، أي منع أوكرانيا من الانضمام إليه.
◄ العقوبات
فرضت دول غربية واليابان يوم الثلاثاء عقوبات جديدة على روسيا بعدما أمرت بنشر قواتها في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا، وهددت الدول بفرض مزيد من العقوبات إذا حدث غزو روسي شامل.
وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا واليابان خططا لمعاقبة بنوك وأفراد من النخبة الروسية، بينما علقت ألمانيا مشروع خط أنابيب غاز كبير من روسيا، التي يتهمها الغرب بحشد أكثر من 150 ألف جندي قرب حدود أوكرانيا. وتنفي روسيا أي نية لغزو أوكرانيا.
وفيما بدا أنه إحدى أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا منذ عقود، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال قوات "لحفظ السلام" إلى منطقتي دونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين الأوكرانيتين بعد الاعتراف باستقلالهما. ورفضت واشنطن ذلك ووصفته بأنه "هراء.
ولم تسفر جهود دبلوماسية مكثفة على مدى أسابيع عن أي نتائج حتى الآن. وألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان اجتماعين منفصلين مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وقال بايدن يوم الثلاثاء "ببساطة، أعلنت روسيا للتو اقتطاع جزء كبير من أوكرانيا.