في ذكرى الأعياد الوطنية للبلاد.. كيف يستلهم الكويتيون أهمية تحقيق التضامن الخليجي والعربي؟
تحتفل الكويت في 25 فبراير من كل عام بعيدها الوطني وهو ذكرى استقلالها من الاستعمار البريطاني قبل 61 عاما، وتحتفل في 26 فبراير بذكرى تحريرها عام 1991 من الغزو العراقي.
ويستلهم الكويتيون من تلك الذكرى أهمية تحقيق التضامن الخليجي والعربي، حيث كان هناك دور خليجي عربي بارز في دعم ومساندة الكويت لتحقيق التحرير.
وتحت شعار "جنة لنا كلنا"، تحتفل الكويت بأعيادها الوطنية، تلك الاحتفالات تعد الأولى التي تقام في عهد أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
ورغم أن هذا ثاني عيد وطني يحل في عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي تولى مقاليد الحكم في 29 سبتمبر 2020، إلا أنها المرة الأولى التي تقيم فيها البلاد احتفالات بمناسبة الأعياد الوطنية، بعد تخفيف الاشتراطات الصحية التي فُرضت بسبب جائحة كورونا، التي حالت دون إقامة احتفالات شعبية على مدار العامين الماضيين.
ويحيي الكويتيون احتفالهم بعيدهم الوطني وسط التفاف شعبي حول قيادة البلاد الحكيمة، وتوشحت المباني والمؤسسات والمرافق العامة والخاصة في البلاد بعلم الدولة وصور أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده، تعبيرا عن الوفاء والولاء للكويت وقيادتها.
وقال الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء إن الكويت نجحت في مواجهة الموجة الجديدة من كورونا، بأقل الأضرار على المستوى الاقتصادي والصحي والمجتمعي.
وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا فقد سعت الكويت إلى إنجاز خططها التنموية الهادفة إلى ترسيخ القيم الوطنية وبناء الكوادر البشرية ودفع عملية التنمية وتوفير بنية أساسية ملائمة وتشريعات متطورة وبيئة أعمال مشجعة.
وودعت الكويت عام 2021 بتشكيل حكومة جديدة هي الثالثة خلال عام، وجاء تشكيلها قبل 3 أيام من نهاية العام بعد أجواء توتر وشد وجذب بين السلطتين التشريعية (مجلس الأمة) والتنفيذية (الحكومة)، تم على إثرها تقديم الحكومة استقالتها مرتين خلال عام 2021.
وعلى خلفية تلك الأجواء، صدر أمر أميري بتأجيل انعقاد مجلس الأمة لمدة شهر، ثم لاحقا إطلاق مبادرة أميرية لحوار وطني بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في سبتمبر الماضي، لتهيئة الأجواء لتوحيد الجهود وتعزيز التعاون وتوجيه كافة الطاقات والإمكانات لخدمة الوطن العزيز ونبذ الخلافات.
ثم صدور مرسومين أميريين في نوفمبر الماضي، بالعفو وتخفيف العقوبات عن بعض الأشخاص تنفيذا لمخرجات الحوار الوطني وتعزيزا للمصالحة الوطنية.
ويحتفل الكويتيون بالأعياد الوطنية وسط آمال بأن تؤتي تلك المبادرات ثمارها في الشهور القادمة، وتسهم في مرحلة استقرار سياسي خلال 2022.
تحرير الكويت
تعرضت الكويت إلى الغزو العراقي عام 1990 ساهم الشيخ نواف الأحمد في القرارات الحاسمة لمواجهة الاحتلال، وجند كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير دولة الكويت، وأدى دورا في قيادة المقاومة وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية إلى جانب قيادته للجيش.
وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب تحرير الكويت وعودة الشرعية تم تكليف الشيخ نواف بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 2 أبريل 1991، حيث قال حينها: "أنا جندي أقبل العمل في أي مكان يضعني فيه أمير البلاد".
وفور مباشرته العمل كوزير للشؤون الاجتماعية والعمل سارع إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، وبرهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني، فترك بصمته المميزة على هذا المرفق الأمني الحيوي، حيث عمل على تطوير المنظومة العسكرية للحرس وجعله الذراع اليمنى للقوات المسلحة.
وفي 13 يوليو 2003، تم تعيين الشيخ نواف مجددا وزيرا للداخلية.
ويعتبر الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الأب الروحي لرجال الأمن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية بشكلها الحديث وإدارتها المختلفة، خلال توليه مسؤولية الوزارة على مدى فترتين، الأولى من مارس 1978 إلى يناير 1988 والثانية من 2003 إلى فبراير 2006، وإنجازاته.
فقد عمل على تطوير وتحديث جميع القطاعات الأمنية والشرطية وتوفير الإمكانات المادية للنهوض بالمستوى الأمني ووضع استراتيجية أمنية دقيقة لمنظومة شاملة تحمي البلاد.
وفي 16 أكتوبر 2003، صدر مرسوم أميري بتعيين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى منصبه كوزير للداخلية.
وحققت الرؤية الأمنية الثاقبة له ثمارها، خصوصا في التعامل مع الحوادث الإرهابية في البلاد كالتي حدثت في يناير عام 2005، حيث قاد بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين وكان موجودا في مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب في البلاد من جذورها.
وعلى الصعيد الإقليمي، أولى الشيخ نواف الأحمد أهمية كبرى لأمن دول الخليج العربي فمن خلال مشاركته في اجتماعات وزراء الداخلية للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي تم تحقيق قدر كبير من التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن بهدف مجابهة المخاطر التي تهدد المنطقة ودولها وعلى رأسها الإرهاب.
وبعد وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في 29 سبتمبر 2020، نادى مجلس الوزراء الكويتي، بولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرًا للبلاد وفقًا للدستور والمادة الرابعة من قانون توارث الإمارة.
وعقد مجلس الأمة الكويتي، في اليوم التالي، جلسة خاصة، أدى خلالها الشيخ نواف اليمين الدستورية أميرا للبلاد، متعهدا بالسير على نهج الأمير الراحل.
وتولى الشيخ نواف مقاليد الحكم في مرحلة مليئة بالتحديات، أبرزها انتشار جائحة كورونا، وتراجع أسعار النفط، إلا أنه تعهد عقب توليه الحكم أن يبذل غاية جهده وكل ما في وسعه "حفاظًا على رفعة الكويت وعزتها وحماية أمنها واستقرارها وضمانة كرامة ورفاه شعبها".
ومضى بالفعل لتحقيق ذلك، حيث أجريت أول انتخابات برلمانية في عهده 5 ديسمبر/كانون الأول 2020.
ومع توتر العلاقات بين الحكومة والبرلمان، كان الشيخ نواف حاضرا دائما بمبادراته الحكيمة، فأطلق مبادرة أميرية لحوار وطني بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في سبتمبر/أيلول الماضي لتهيئة الأجواء لتوحيد الجهود وتعزيز التعاون وتوجيه كافة الطاقات والإمكانات لخدمة الوطن العزيز ونبذ الخلافات.
ثم أصدر مرسومين أميرين في نوفمبر الماضي، بالعفو وتخفيف العقوبات عن بعض الأشخاص تنفيذا لمخرجات الحوار الوطني وتعزيزا للمصالحة الوطنية.
ولعبت القوات العربية دورا بارزا في إنجاز مهمة تحرير الكويت وساهمت السعودية بنصف مجموع قوات مجلس التعاون، وكان لدولة الإمارات وجيشها الباسل وقفة حازمة إلى جانب دولة الكويت.
وفجر 26 فبراير1991 غادر الجيش العراقي من الكويت ليتم الإعلان عن تحرير الكويت.
وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس دولة يزور الكويت بعد التحرير فيما كانت سفارة دولة الإمارات أول سفارة تم رفع العلم عليها بعد التحرير.