أوديسا كلمة السر.. خبراء يحذرون من أطماع بوتين في أوكرانيا
باتت مدينة أوديسا الجنوبية في أوكرانيا على بعد خطوات من سيناريوهات هي الأسوأ، في ظل تفاقم حدة الصراع الروسي الأوكراني مع دخول الحرب يومها الـ12، حيث يترقب سكان المدينة هجومًا شاملًا للقوات الروسية.
ترقب حذر
ووسط ترقب حذر، يتابع الجيش الأوكراني عن كثب تحركات القوات الروسية لقصف مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود، بعد رصد توجه عدة سفن حربية روسية من جزيرة شبه جزيرة القرم إلى المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا.
تهديدات برية وبحرية لأوديسا
وحذر مراقبون من شن الجيش الروسي هجومًا برمائي على أوديسا، مع انتشار قطع بحرية روسية مقابل ساحل المدينة، وذلك في محاولة لاحتلال ما تبقى من سواحل أوكرانيا وصولًا إلى دلتا الدانوب والذي يعتبر معبرًا تجاريًا هامًا.
أوديسا تتحول لثكنة عسكرية
ومن ناحية أخرى، قام الجيش الأوكراني بتحويل مدينة أوديسا بالكامل إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث شهدت انتشار مكثف في كافة النقاط، مقيمًا المتاريس والحواجز ونقاط التفتيش.
ومن جانبه، قال سيدهارث كوشال، الباحث بمعهد Royal United Services Institute البحثي، إن أوديسا تعد شريان حياة رئيسيًا للتجارة البحرية الأوكرانية، حيث تتدفق نسبة 70% تقريبًا من التجارة البحرية للبلاد عبر المدينة.
فينا أشار ألكسندر فيلموجكو، السكرتير الصحفي لقوات الدفاع الإقليمية المحلية، أنه تم رصد السفن الحربية الروسية بالقرب من شاطئي تشيرنومورسك وزاتوكا في أوديسا، لافتًا إلى أنه من المرجح أن يكون الهبوط برمائي بسبب الظروف الجغرافية الملائمة.
وتعد مدينة أوديسا، بمثابة الجائزة الكبرى التي يحصدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من العملية العسكرية التي أطلقها في أواخر شهر فبراير الماضي، حيث تشكل حوالي 5.5% من أراضي أوكرانيا، كما وقوع المدينة في أيدي روسيا سيعزل أوكرانيا عن البحر الأسود.
وإذ تمكنت القوات الروسية من فرض سيطرتها على مدينة أوديسا الساحلية، سيكون من الممكن إنشاء جسر بري يمتد على طول الحدود الجنوبية لأوكرانيا، وربما يصل إلى إقليم ترانسنيستريا الانفصالي في مولدوفا، حيث توجد قوات روسية، إلى أوديسا والقرم وجنوب وشرق أوكرانيا.
وتتمتع أوديسا بأهميةٌ استراتيجية خاصة حيث يطلق عليها السكان بـ "لؤلؤة المدن الأوكرانية"، خاصة وأنها تشمل منتجعًا سياحيًا كما تتميز بكونها شريان للاقتصاد الأوكراني وبوابة صادرات البلاد إلى الخارج.
وتشتهر أوديسا، بكونها مدينة صناعية وزراعية، وتضم مرفأين: "أوديسا" و"يوجني"، والأخير يعتبر أيضا مرفأ نفطيا مهما على الصعيد العالمي، وتضم أيضا منفذا آخر لا يقل أهمية في الإقليم نفسه إلى الجنوب الغربي.
كما أنها تمثل مركزا رئيسيا للنقل التكاملي مع خطوط السكك الحديدية، حيث يتمّ توصيل النفط من أوديسا إلى الاتحاد الروسي والدول الأوروبية عبر شبكة خطوط أنابيب استراتيجية.
وتعيد أطماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا إحياء مشروع "نوفوروسيا"، أو "روسيا الجديدة"، والذي تحدث عنه بوتين عام 2014، عبر إقامة جسر بري من أراضيها مرورًا بالمناطق الشرقية في إقليم دونباس وما حولها، إلى شبه جزيرة القرم، المنطقة التي ضمتها إليها في عام 2014، إضافة إلى امتداد ذلك نحو مدينة أوديسا ومينائها الاستراتيجي، أي بمعنى الاستيلاء على مئات الكيلومترات من الأراضي على طول ساحل بحر آزوف والبحر الأسود.