التاسع من مارس.. هكذا يمثل يوم الشهيد مناسبة عزيزة للاحتفاء بالشهداء
يمثل يوم الشهيد مناسبة عزيزة للاحتفاء بالشهداء الذين ضحوا بأرواحهم.. من أجل تراب هذا مصر لقد بذلوا الغالى والنفيس وقدموا أرواحهم فى سبيل رفع رايته وشأنه والدفاع عن شعبه ومقدراته، الشهداء هم أنبل الناس وأشرف الناس وأطهر الناس.
اختارت مصر التاسع من مارس من كل عام ليكون يوما للشهيد، وذلك منذ عام 1969 اعتزازًا بشهداء مصر، تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، والذى كان يعد من أشهر القادة العسكريين فى النصف الثانى من القرن العشرين، والذى استشهد فى مارس عام 1969، عن عمر يناهز الخمسين عاما، خلال توجهه إلى الجبهة للوقوف على نتائج المعركة عن قرب، ومشاركة الجنود مواجهة الموقف، حيث انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب منه ولقى مصرعه جراء تبعثر الشظايا القاتلة متأثرا بجراحه، ليضرب أروع الأمثلة فى الشجاعة، تأكيدًا على أن مكان القائد الحقيقى فى الصفوف الأمامية وسط الجنود الأبطال.
الرفاعى.. فخر الأبطال الذى أرعب العدو هو شهيد استثنائى من أبطال القوات المسلحة الذين بذلوا الغالى والنفيس من أجل مصر. ومن أهم ملامح حياة أسطورة الصاعقة الخالدة إبراهيم الرفاعى، وما قدمه مع أبطال المجموعة 39 قتال «مجموعة الأشباح» من عمليات أرهبت قلب العدو وأجبرته على الهزيمة أمام تلك الإرادة والعزيمة الحديدية... ولد الشهيد البطل إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعى فى الـ 27 من يونيو عام 1931، بقرية الخلالة، التابعة لمركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية.
وعقب النكسة وما أعقبها من إعادة تنظيم الجيش، تلقى الرفاعى تكليفًا من اللواء محمد صادق، مدير المخابرات الحربية وقتذاك، بتكوين مجموعة قتالية للقيام بمهام خاصة خلف خطوط العدو، وبدأ تشكيل المجموعة «39 قتال» التى كانت تابعة للمخابرات الحربية. وكانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق فى سيناء بعد نكسة 1967، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرعب والخوف فى قلوب أبناء الاحتلال، حيث بدأت المجموعة عملياتها بنسف قطار للجنود والضباط الإسرائيليين عند منطقة الشيخ زويد.
وصبيحة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض فى 9 مارس عام 1969 طلب عبد الناصر القيام برد فعل سريع وقوى ومدوٍ حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصرى باستشهاد قائده.. فعبر الرفاعى القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6.. الذى أطلقت منه القذائف التى كانت سببًا فى استشهاد الفريق رياض.. وأباد كل من كان فى الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرًا إسرائيليًا.
حتى إن إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت باحتجاج إلى مجلس الأمن يفيد أن جنودهم تم قتلهم بوحشية، ولم يكتف الرفاعى بذلك بل رفع العلم المصرى على حطام المعدية 6، بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مرة على القطاع المحتل منذ 67.. وبقى مرفوعًا قرابة الـ 3 أشهر.
وبعدما اندلعت حرب أكتوبر المجيدة، واصل الشهيد الأسطورة ورجاله الأعمال البطولية فأباد عديدا من الجنود الإسرائيليين، كما نجح فى إعادة الاستيلاء على حقل بلاعيم للبترول، وإعادته إلى مصر، وبعد حوالى 13 يومًا من اندلاع الحرب استشهد فارس القوات المسلحة إبراهيم الرفاعى يوم الجمعة 19 أكتوبر عندما حلَّ وقت الأذان بعدما أصابته إصابة مباشرة من دانة أطلقتها إحدى الدبابات، ليوارى جثمان الرفاعى الثرى ويبقى حيًا بسيرته العطرة تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل.
هو أمير شهداء سيناء الذى حفر اسمه على نصب تذكارية عديدة.. وقبلها حفر اسمه فى القلوب والعقول هو العقيد أحمد صابر منسى قائد الكتيبة 103 صاعقة بالقوات المسلحة الذى استشهد يوم الجمعة السابع من شهر يوليو 2017 فى ملحمة كمين البرث مع مجموعة من الأبطال واصبح رمزا للبطولة والفداء.
وفى ميدان الشهداء بشمال سيناء تستطيع ان ترى جزءا مصغرا من تاريخ العسكرية المصرية يتجسد فى الكتيبة 103 صاعقة التى حاربت الإرهاب فى سيناء وكان من بين ابطالها قائداها الشهيدان رامى حسنين وأحمد منسى مع 23 بطلا فى محاربة الإرهاب.
إن هذه الكتيبة ضمت فى الماضى أبطال عملية معركة بحيرة التمساح أثناء حرب الاستنزاف عام 1969 حيث كبدت العدو الكثير من القتلى علاوة على تدمير عدد 20 عربة مدرعة ودبابة، وقبل حرب الاستنزاف تم تكليف هذه الكتيبة عام 1967 بمعركة رأس العش التى منعت العدو من احتلال رأس العش وبور فؤاد، وقامت مع الكتيبة 43 صاعقة بتدمير سرية دبابات للعدو ومنعوه من الاستيلاء على الأرض أو احتلالها وظلت تحت السيطرة المصرية طوال فترة الاحتلال. كما تم تكليف الكتيبة أيضا بالانتقام لشهداء مدرسة بحر البقر من الأطفال باحتلال بحيرة التمساح لمدة 6 ساعات، وكذا فى حرب أكتوبر 1973 قامت بتنفيذ عدة عمليات خلف خطوط العدو حيث قامت هى والمجموعة 39 قتال بأكثر من 17 عملية انتقامية ناجحة بعد استشهاد الشهيد إبراهيم الرفاعى ولايزال عطاء رجال وأبطال هذه الكتيبة وغيرهم من الكتائب مستمرا على أرض سيناء.