من خلال هذا الأمر.. طريقة واعدة لاكتشاف أحد أكثر السرطانات فتكا!
قد يتمكن الأطباء يوما ما من اكتشاف أحد أكثر السرطانات فتكا والأصعب اكتشافا من خلال تحليل البراز.
وربط ما يقرب من 30 كائنا دقيقا في البراز البشري بالمرض، بغض النظر عما إذا كان في مرحلة مبكرة أو متقدمة.
ويأمل العلماء الذين توصلوا إلى هذا الاكتشاف أن يؤدي إلى اختبارات فحص جديدة للمرض، والتي غالبا ما يتم اكتشافها بعد فوات الأوان للشفاء.
ويعيش ربع الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان البنكرياس حاليا أكثر من عام، و5% فقط يعيشون لمدة عشر سنوات.
ويُشخّص سرطان البنكرياس حاليا باستخدام اختبارات الدم أو المسح الضوئي أو الجراحة، وكلها قد تكون باهظة الثمن. وتشمل الأعراض آلام الظهر وعسر الهضم وتغيير عادات الأمعاء.
لكن فريقا من الباحثين الأوروبيين حدد 27 نوعا من الكائنات الحية الدقيقة، معظمها من البكتيريا، في القناة الهضمية التي يمكن رصدها عن طريق عينة بسيطة من البراز. إنها أحدث دراسة تسلط الضوء على أهمية الميكروبيوم، وهو مجموعة طبيعية من الفطريات والبكتيريا والفيروسات والسرطان مع أبحاث سابقة تربط هذا المجتمع من الكائنات الحية بمخاطر الإصابة بسرطان المعدة والبروستات.
ويعتبر سرطان البنكرياس مميتا للغاية ويرجع ذلك جزئيا إلى صعوبة اكتشافه وعلاجه.
وشملت الدراسة، الممولة جزئيا من قبل Worldwide Cancer Research، أكثر من 100 شخص قدموا عينات من البراز والبصاق إلى العلماء. ومن بين هؤلاء، كان 57 مصابا بسرطان البنكرياس، منهم 25 في مرحلة مبكرة من المرض و32 في مرحلة متقدمة، و50 آخرون دون سرطان عملوا كمجموعة تحكم.
وحُللت العينات بعد ذلك من قبل المركز الوطني الإسباني لأبحاث السرطان (CNIO) والمختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية، اللذين نشروا النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Gut.
وأبرز العلماء كيف كانت بكتيريا Methanobrevibacter smithii وFusobacterium nucleatum وAlloscardovia omnicolens وVeillonella atypica وBacteroides finegoldii أكثر وفرة في عينات البراز من مرضى السرطان.
ومن ناحية أخرى، استُنفدت الكائنات الحية الدقيقة Faecalibacterium prausnitziiأو Bacteroides coprocolaأو Bifidobacterium bifidum أو Romboutsia timonensis في هؤلاء المرضى مقارنة بالضوابط.
ووجدوا أن هذا "الملف الميكروبي'' كان متسقا مع مرضى سرطان البنكرياس بغض النظر عن المرحلة التي وصلوا إليها، ما أثار الآمال في أنه يمكن يوما ما استخدام اختبار عينة البراز كطريقة للكشف المبكر.
وأضاف العلماء أنه "من الممكن" تطوير برنامج الفحص باستخدام عينات البراز التي قد تساعد في التقاط سرطان البنكرياس.
وقالت الدكتورة نوريا مالاتس، الخبيرة في سرطان البنكرياس من CNIOوالتي شاركت في إعداد الدراسة، على الرغم من أن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة ولا يمكنها تحديد ما إذا كانت التغيرات الميكروبيوم ناتجة عن السرطان، فإن النتائج كانت واعدة.
وقالت: "ومع ذلك، هناك مؤشرات قوية على أن التحولات المحددة في الميكروبيوم البرازي ليست مجرد نتيجة لضعف وظيفة البنكرياس أو الآثار الجهازية، على الرغم من أنه لا يمكن استبعاد الآثار غير المباشرة".
وتشمل أعراض سرطان البنكرياس آلام الظهر وعسر الهضم وفقدان الوزن غير المبرر والتغيرات في عادات الأمعاء، ولكنها أيضا علامات على حالات صحية أقل خطورة.
وقالت الدكتورة هيلين ريبون، الرئيس التنفيذي لأبحاث السرطان العالمية، إن الدراسة قد تساعد في تطوير أداة جديدة في مكافحة هذا النوع من السرطان.
ويوفر هذا البحث الأمل في أن طريقة فعالة وغير جراحية لتشخيص سرطان البنكرياس مبكرا تلوح في الأفق.