لماذا يكره الرئيس الروسي بوتين نظيره الأوكراني زيلينسكي؟
عندما تولى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رئاسة أوكرانيا، كانت أولى وعوده هي تحقيق السلام مع روسيا، ولكن هذا لم يحدث، بل وزادت الأزمة بدايةً من رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهنئة زيلينسكي.
ولعل من أسباب كره بوتين للرئيس الأوكراني، هو التراجع عن اتفاق مينسك، حيث قدم زيلينسكي مبادرات سلام في عام 2019، وسحب القوات الأوكرانية من خط المواجهة مع الانفصاليين الموالين لروسيا، ووافق على اتفاق مينسك لعام 2015 المتوقف كأساس لمحادثات السلام لإنهاء الحرب، ولكن معظم الأوكرانيين عارضوا الاتفاق، فدعا زيلينسكي في لقائه مع بوتين، في 2019، إلى إجراء تغييرات على اتفاقية مينسك، لكن بوتين رفض.
وضغط زيلينسكي لقبول أوكرانيا في الناتو، حيث دعا الرئيس الأوكراني إلى قبول أوكرانيا في حلف الناتو دون تأخير، وكانت قمة حلف الناتو قد وافقت في 2008، على قبول أوكرانيا وجورجيا في عضوية حلف الناتو، لكنها لم تضع جدولًا زمنيًا، ولكن بوتين قال إن انضمام كييف للناتو خط أحمر لأنه صرح عن خوفه بقيام الحلف بوضع صواريخ نووية هناك.
كما قام زيلينسكي بغلق ثلاث محطات تلفزيون موالية لروسيا، ومرتبطة بحزب موال للكرملين، وقال مكتب زيلينسكي: إن المحطات تتلقى تمويلًا من روسيا وتستخدم كأدوات للحرب ضد أوكرانيا، وأنها أغلقت لحماية الأمن القومي، حيث اعتبرت كييف المحطات جزءًا من جهد روسي لاستعادة السيطرة على البلاد من خلال الترويج للحزب الموالي لروسيا.
بالإضافة إلى تخلي الرئيس الأوكراني عن الهوية الروسية، حيث يتحدث زيلينكسي اللغة الروسية كلغة أم، لذلك تتهمه موسكو بالتخلي عن هويته الروسية بسبب تشبثه باللغة الأوكرانية، كما يتحدث حوالي 30% من الأوكرانيين اللغة الروسية كلغة أم وهو ما تعتبره موسكو سببًا لتعزيز نفوذها في البلاد.
وسخرية زيلينسكي من بوتين، فعندما كتب بوتين مقالًا باللغة الروسية والأوكرانية وقال أن الشعبين الروسي والأوكراني شقيقين وشعب واحد، علق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مازحًا، لا يسعني إلا أن أقول أنني غيور من أن رئيس مثل هذا البلد العظيم يستطيع أن يقضي الكثير من الوقت على عمل بهذا الحجم.
كما لاحق الرئيس الأوكراني أحد أصدقاء بوتين المقربين، الذي تربطه علاقه صداقه معه منذ أكثر من 20 عامًا، وهو فيكتور ميدفيدتشوك، الأب الروحي لبوتين، فقام الإدعاء العام الأوكراني بتهمته بالخيانة العظمى وتمويل الإنفصاليين في شرق أوكرانيا.