نفاق وازدواجية.. كيف دافع الإخوان عن تقارب أوردغان مع إسرائيل؟
قام الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بزيارة تركيا، في زيارة هي الأولى لرئيس إسرائيلي إلى تركيا منذ عام 2007، واستقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويسعى البلدان إلى فتح صفحة جديدة وتطبيع علاقاتهما، وقال أردوغان إن زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى أنقرة نقطة تحول في العلاقة مع تل أبيب، مؤكدًا استعداد تركيا للتعاون مع إسرائيل في مجالات الدفاع والطاقة.
مؤشرات سابقة لعودة العلاقات
ظهرت العديد من المؤشرات على تحسن العلاقات بين البلدين قبل شهور، ففي لقاء للرئيس التركي مع أعضاء الجالية اليهودية التركية وأعضاء تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية، ديسمبر الماضي، قال إنه يولي اهتمامًا للحوار الذي تم إحياؤه مجددًا، سواء مع الرئيس الإسرائيلي أو رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
وفي نهاية نوفمبر العام الماضي، جدد أردوغان رغبة بلاده في تحسين العلاقات مع إسرائيل ومصر، ردًا على سؤال صحفي عن العلاقات مع القاهرة وتل أبيب، وكذلك إفراج تركيا عن زوجين إسرائيليين احتجزتهما لمدة أسبوع تقريبًا للإشتباه في تجسسهما، ولكن نفته إسرائيل، وبعدها أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالًا بالرئيس التركي على الإفراج عن الزوجين، في أول اتصال على هذا المستوى بين الدولتين منذ عام 2013.
الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين
نشر الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين التابع لجماعة الإخوان، بيان رحب فيه بما وصفه بالسياسات الحكيمة للرئيس رجب طيب أردوغان الرامية لتطوير العلاقات بين الجمهورية التركية ودولة إسرائيل، مما يخدم مصالح البلدين زاعمًا أن ذلك لمصالح الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
وأشاد الإتحاد بالتقارب التركي الإسرائيلي والمبادرات التي قدمها لتطوير التعاون بين بلديهما وتعزيز الأمن الإقليمي والعالمي في مثل هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها العالم اليوم.
حركة حماس
أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا، قالت فيه إنها تتابع بقلق بالغ زيارات مسؤولي إسرائيل وقادتها لعدد من الدول العربية والإسلامية، وآخرها زيارات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لعدد من دول المنطقة، دون أن تذكر اسم تركيا صراحة، وذلك بعدما أفادت تقارير إن أنقرة أبلغت "حماس" بأن "أصحاب المناصب العسكرية في حركة حماس لن يمكثوا في تركيا، وأنها لن توفر مساعدات عسكرية للحركة، وذلك ضمن الشروط التي وضعتها إسرائيل من أجل التطبيع مع تركيا.
وأضافت التقارير: "تل أبيب لطالما أرادت طرد عناصر حماس من تركيا، وخاصة الأسرى الذين أفرجت عنهم تل أبيب في صفقة جلعاد شاليط عام 2011، وأسفرت صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي احتجزته حركة حماس لخمس سنوات، عن إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا، تم ترحيل عدد منهم إلى دول عربية وغربية بينها تركيا التي استقبلت عشرة بينهم تسعة من حماس وأسيرة من حركة فتح".
يوسف القرضاوي
خرج يوسف القرضاوي، الرئيس السابق لإتحاد علماء المسلمين، والقيادي الإخواني البارز بتغريدة غامضة على حسابه في تويتر، قائلًا: دخلنا جُحر الغرب مرة فلدغتنا عقرب الليبرالية، ثم دخلنا مرة أخرى فلدغتنا أفعى الاشتراكية، ولو كنا مؤمنين حقًا ما لُدغنا من الجحر الواحد مرتين.. لكن ضعُف إيماننا، فتكرر لدغنا! والمؤسف حقًا أن نُلدغ مرتين ولا نعتبر.. وكأنما نريد أن نبقى الدهر في جُحر العقارب والأفاعي"، وذلك في مجمل تعليقه على التقارب التركي الإسرائيلي.
عاصم عبدالماجد
وقال عاصم عبدالماجد، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والموالي لجماعة الإخوان في تغريدات له: قيل لي ما رأيك في زيارة رئيس الكيان لأردوغان، قلت هي قاعدة ذهبية تعلمتها في ثلاثين سنة كاملة وهي ما لا يؤثر فيه قولك.. فاصمت عنه. أقول قولي هذا وأنا لا أعيش في تركيا وأستطيع أن أملأ الفضاء الإلكتروني بلعن أردوغان، بل ولو كنت في تركيا ففي استطاعتي أنا وأي مواطن أو مقيم أن يلعن رئيسها، فإن قيل لكنكم تتكلمون في حق رؤساء دول أخرى منتقدين مثل هذه المواقف مع أن قولكم لا يؤثر قلت بل يؤثر بإيقاظ الرأي العام ضدهم، وإن قيل فلماذا لا تفعلون ذلك مع أردوغان لنفس الهدف، قلت لأن تأليب الرأي العام على أردوغان هدف الصهاينة والطغاة وليس هدفنا ولا هدف أهل الدين.
وأضاف: الفارق بين أردوغان وغيره واضح، وهو كالفارق بين التتار والمماليك، هذا مع علم كل منصف عاقل أن أردوغان لم يستحدث العلاقة الدافئة مع إسرائيل ولكنه ورثها من العسكر، ثم سعى لتقليصها بشدة، فإن اضطر لإحياء بعض دفئها فلضرورة لا تخفى على أحد، وخلفية أردوغان وأهدافه وسياساته وتاريخه يؤكد أنه يناور، وحتى لو غير ذلك فلتكن هذه الزيارة من سيئاته ولنضع الرجل بحسناته وسيئاته في الميزان، في دفاع كبير عن زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا بسبب تناقضات أردوغان ودفاعه المزعوم عن القضية الفلسطينية.
إبراهيم الديب
وزعم القيادي الإخواني المصري إبراهيم الديب المقيم في ماليزيا، إن أردوغان يمارس استراتيجية كبيرة ويتحرك وفق مصالح عليا لبلاده، في تبرير صريح لاقتراب التطبيع التركي مع إسرائيل.