ملف الأسرار وخبايا التمويل.. كيف يُشعل المعركة بين جبهتي الإخوان؟
على مدار الفترة الأخيرة، اشتعلت المعركة بين جبهتي جماعة الإخوان جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، وذلك بسبب الخلافات حول مصادر التمويل وغيرها من القضايا الهامة.
ويقول مراقبون إن الأزمة كانت قد تفاقمت داخل صفوف جماعة الإخوان بعد إصرار كل جبهة من جبهتي النزاع على قيامها بتولي الأمور الإدارية والتنظيمية والمالية، ورفضها لقرارات الجبهة الأخرى.
وقام إبراهيم منير قائد جبهة لندن بتحويل قادة جبهة اسطنبول للتحقيق، واعتبارهم خارجين عن صف الجماعة، فيما ردت جبهة حسين بعزل منير من منصبه كقائم بعمل المرشد وتعيين مصطفى طلبة بدلا منه ورد عليه منير وأعلن عزل طلبة لتواصل الأزمة اشتعالها.
ووفق مراقبين، يُعزّز الصراع الراهن مسارات النهاية لجماعة الإخوان التي بلغت حالة غير مسبوقةٍ من الانهيار والتفسّخ التنظيمي والانشقاقات على مستوى القيادة والقواعد أيضًا.
وكشفت تقارير إن جبهة حسين خرجت خاسرة بعد ذلك الفصل حيث ظن رفاقه أن ما يمتلكونه من أموال يجعلهم ممتلكين لورقة ضغط على منير والإرشاد العالمي، إضافة لتخيلهم خشية منير من انقلاب حسين على الجماعة، وفضح أسرار تنظيمية ليس لها أن تفضح، ولكن مع طول مدة الأزمة بات حسين محاصرًا بتناقص موارده المالية التى باتت محصورة فيما سيطر عليه سابقًا فقط، مع تجفيف منابع الدعم التنظيمى الدولى له وتوجيهها لمنير ورفاقه.
وأضافت التقارير أن حسين يواجه أزمة مع قواعد كان وعدهم بتحمل نفقات إعاشتهم، إضافة لرواتب قناة وطن التى سبق ووضعها حسين للعاملين بمبالغ كبيرة، حيث كان التمويل من قبل التنظيم ولا يراجع أحد حسين فيما يفعل، ولا يوجد لدى التنظيم إدارة مالية تراجع ما تم صرفه، وطالما كانت حكايات الفساد المالى داخل تلك القناة بإشراف حسين يتداولها قواعد التنظيم منذ إطلاق القناة، الآن بات على حسين تخفيض نفقات القناة التى يمهد أتباعه أنها محتمل إغلاقها قريبًا مع تناقص الموارد المالية.
وتابعت: "زادت أزمة جبهة حسين حتى أصبح وجود حسين وجبهته لا يتجاوز البيانات التى يدلون بها، وبعض المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى جانب آخر يؤسس منير لتنظيم بشكل جديد ولا يتوقف عن الحراك وتطوير أدوات التنظيم بما يناسب النظام العالمي".
وأضافت: "مجهودات حسين وأتباعه باتت تتمثل فى رسائل للقواعد تحاول توصيف خطوات منير بالانقلاب الذى تدعمه جهات خارجية إضافة لذلك يتواصل رفاق حسين مع القواعد فى مصر، مروجين لهم ادعاء أن منير يحاول إقصاءهم وإعلان حل الجماعة فى مصر، واعتماد القيادة من الخارج فقط، وهو مما يعتبر حسب وصف رفاق حسين للقواعد محاولة لتهميشهم بعد كل المعاناة التى تحملوها، وبداية للقضاء على الجماعة فى بلدها الأم مصر".