كيف نجح أبو الغيط في صون قضايا الأمة منذ توليه منصبه بالجامعة العربية؟
كشف مراقبون بأن أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية، اتسم بالوعي والحكمة في مرحلة كانت مليئة بالأخطار وبالتحديات.
وأضاف المراقبون بأن رؤيته الحاكمة أن القضايا العربية واحدة ومترابطة ومتشابكة، ولا يمكن النظر لكل قضية بعيدة عن القضايا الأخرى التي تلم بالإقليم العربي، كما أنه شاهد عيان على جميع التحولات الكبيرة التي شهدها العالم والإقليم العربي.
◄ من هو أحمد أبو الغيط؟
ولد أحمد أبو الغيط في 12 يونيو من عام 1942، وعام 1964 حصل على بكالوريوس تجارة في جامعة عين شمس، ثم التحق بوزارة الخارجية عام 1965، وعين عام 1968 حتى عام 1972 سكرتيرًا ثالثًا في سفارة مصر بقبرص، ثم عين عضوًا بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي.
ثم عين سكرتيرًا ثانيًا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، وفي عام 1974، ثم رقي إلى سكرتير أول، وفي عام 1977 عين سكرتير أول لمكتب وزير الخارجية، وفي عام 1979 عين مستشارًا سياسيًا بالسفارة المصرية بموسكو، وفي عام 1982 أعيد إلى الوزارة وعين بمنصب المستشار السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفي عام 1984 عين مستشارًا سياسيًا خاصًا لدى رئيس الوزراء. وفى عام 1985 عين مستشارًا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، وفي عام 1987 عين مندوبًا مناوبًا لمصر لدى الأمم المتحدة، ثم عام 1989 عين بمنصب السكرتير السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفي عام 1991 عين مديرًا لمكتب الوزير.
عام 1992 سفيرًا لمصر لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو وممثلًا لمصر لدى منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، وخلال عام 1996 عين مساعدًا لوزير الخارجية، وفي عام 1999 عين بمنصب مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة، ثم في يوليو من عام 2004 عين وزيرًا للخارجية ليخلف أحمد ماهر بالمنصب.
وقد شغل أبو الغيط منصب وزير الخارجية منذ يوليو 2004 حتى مارس 2011، ليستمر في منصبه لفترة بعد اندلاع ثورة 25 يناير بعد تنحي الرئيس الراحل الأسبق حسني مبارك عن حكم البلاد.
◄كواليس توليه أمين جامعة الدول العربية
صرح أبو الغيط، خلال لقاء تلفزيوني أن مسئولية توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمر لا يمكن تجاهله، موضحًا أن ذلك نابع من طبيعة تربيته العسكرية، إذ كان نجلًا لأب طيار عسكري، ويعيش بمساكن ضباط القوات الجوية.
وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن والده كان يعتبر جميع المسئوليات المتعلقة بمصر والوطن العربي هو تكليف، مضيفًا:"والدي كان بيقولي لو أديت أمرا لطيار حالًا يطلع يقاتل لحد ما يستشهد مش هيتردد لحظة علشان بلده.
◄ الأمين المحافظ
سعى "أبو الغيط" الملقب بـ "الأمين المحافظ"، دائما للعمل على تعزيز العمل العربي المشترك، ومحاولة تقليص مساحات الخلاف، وزيادة مساحات التوافق بين الدول العربية، والعمل المشترك الفعال بينها، في ظروف تمر بها الأمة العربية، وصفها أبو الغيط في حديث سابق بـ "الخطيرة".
وعلى مدار مسيرته كوزير أسبق للخارجية المصرية، وأمين عام للجامعة العربية كان لـ "أبو الغيط" مواقف وتصريحات بارزة، عكست حرصه على المصلحة العربية، ووعيا بالتحديات والمخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي.
◄ القصية الفلسطينية
نالت القصية الفلسطينية نصيب كبير من مواقفه وتصريحاته، والتي شهدت مساندة بالغة، وخلال عمله وزيرًا لخارجية مصر، قامت القاهرة برعاية جولات الحوار الفلسطيني فبراير 2009 بهدف إنهاء الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.
وإضافة إلى العمل الدبلوماسي، للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط قدم كتابين، هما "شاهد على الحرب والسلام"، و"شهادتي:السياسية الخارجية المصرية 2004-2011".
ولعل أبرز ما يميز الأمين العام للجامعة العربية، نظرته الإيجابية لكل الأمور، رغم جميع التحديات التي تواجه الأمة العربية، فيقول أبو الغيط في تصريح سابق: "المشهد العربي، كما أراه في شموله، ليس كله خرابا وإحباطا.. ثمة دلائل وإشارات، هنا وهناك، على توفر الإرادة لدى الكثير من القيادات والنخب والشعوب على الخروج من "المأزق الحضاري"، الذي نعيشه، ونكابد تبعاته المرة".
ويعتبر كتابا "شاهد على الحرب والسلام" و"شهادتي" لأبو الغيط، من أهم الكتب التي تتحدث عن جولات الصراع العربي الإسرائيلي وعملية السلام، وكذلك فترة توليه لوزارة الخارجية المصرية من 2004 وحتى 2011.
ولاقا الكتابين رواجا كبير بين دور النشر والترجمة في الداخل والخارج وتم ترجمتهما للغات الإنجليزية والإسبانية والصينية والرومانية.