القبضة الرخوة.. هل باتت العراق ساحة لتصفية حسابات إيران مع العالم؟
لا تزال الأراضي العراقية تمثل مسرحًا لعمليات تصفية الحسابات بين إيران وكلًا من أمريكا وإسرائيل، حيث بعد أن أسفرت الضربات الإسرائيلية في سوريا عن مقتل ضابطين من ضباط الحرس الثوري الإيراني في مناطق التموضع الإيراني في سوريا، لجأت إيران إلى رد الصفعة على الأراضي العراقية المجاورة لها.
وإعتبرت إيران أن صواريخها من طراز فاتح 110 قصيرة المدى إستهدفت موقعًا للإستخبارات الإسرائيلية على الأراضي العراقية وبالتحديد داخل القنصلة الأمريكية في أربيل، وهو ردًا على إستهداف رجالها في سوريا.
وعقب ذلك الهجوم، إلتقى رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، عددًا من المسؤولين، بينهم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس الوزراء مسرور بارزاني، في إقليم كردستان العراق، حيث أكد على رفض الاعتداء الذي تسبّب بترويع المدنيين.
كما شدد الكاظمي على الترابط بين بغداد وإربيل، قائلًا: "بغداد حاضرة هنا في أربيل، كما أن أربيل حاضرة في بغداد"، مؤكدًا على ضرورة احترام سيادة العراق من مختلف الجهات، موضحًا أنه أبلغ الجهات المعنية رسميًا بالأمر عبر الطرق الدبلوماسية، في إشارة إلى استدعاء السفير الإيراني
ودعا الكاظمي كذلك القوى السياسية العراقية إلى توحيد الكلمة إزاء سيادة البلاد، لكي يكون ما حصل حافزًا لحل الإشكالات وتوحيد الصف أمام التحديات التي تواجه البلاد.
إلى ذلك، تفقد الكاظمي الموقع الذي طاله الاعتداء الصاروخي، والتقى بالأهالي. كما تفقد قناة كردستان 24 الفضائية، التي تعرضت هي الأخرى لأضرار بسبب القصف الصاروخي.
يشار إلى أن وزارة الخارجية العراقية كانت استدعت، الأحد، سفير طهران لدى بغداد، وسلمته مذكرة احتجاج.
وقال أحمد الصحاف، وهو متحدث باسم الخارجية العراقية، إن "الوزارة استدعت سفير إيران وسلمته مذكرة احتجاج، معبرة عن موقف العراق الواضح بهذا الأمر".
جاء ذلك بعد أن أقر الحرس الثوري الإيراني، الأحد، رسميًا بضلوعه في الهجوم. وقال في بيان رسمي، إنه استهدف ما وصفه بـ "المركز الاستراتيجي للتآمر الإسرائيلي" ليل السبت الأحد، بصواريخ قوية ودقيقة تابعة لقواته