الإثنين 25 نوفمبر 2024
booked.net

شهر على الحرب.. ماذا حققت روسيا في صراعها مع أوكرانيا؟

الجيش الروسي
الجيش الروسي

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهره الأول، والتي بدأت في 24 فبراير الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء عملية عسكرية وبعدها قامت الحرب بين الطرفين، حقق من وراها العديد من الخسائر في البلدين، ولكن حققت روسيا العديد من النجاحات والسيطرة على أهم المدن والمنشآت النووية وغيرها.


منشآت نووية 

أعلنت السلطات الأوكرانية، 4 مارس الجاري، أن القوات الروسية سيطرت على محطة زابوريجيا للطاقة النووية جنوب شرقي البلاد، ولم يرصد أي تسرب إشعاعي بعد إخماد الحريق.

ويشار إلى أن زاباروجيا هي أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا، وتقع مفاعلاتها الستة على نتوء أرضى بارز مجاور لنهر دنيبر مع طريق واحد فقط للدخول أو الخروج.

كما كتبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان: يجب تجنب أي عمل عسكري أو أي عمل آخر يمكن أن يهدد سلامة أو أمن محطات الطاقة النووية الأوكرانية، يجب أن يكون موظفو التشغيل قادرين على أداء واجباتهم المتعلقة بالسلامة والأمن ولديهم القدرة على اتخاذ قرارات خالية من ضغوط لا داعي لها.

 

مناطق تسيطر عليها روسيا

خيرسون.. هي أول مدينة كبرى تسقط في أيدي القوات الروسية، وكانت معبرًا لانتقال القوات الروسية للسيطرة على الساحل الجنوبي للبلاد، وتعد المدينة مركزًا رئيسيًا لبناء السفن ومحورًا مهما للوصول إلى البحر الأسود.

وتقع خيرسون الساحلية جنوب أوكرانيا، على نهر دنيبر بالقرب من البحر الأسود، وتبعد حوالي 340 ميلًا من العاصمة كييف، كما كانت ساحة تدريب لطلاب البحرية وهي موطن للكليات التقنية الكبرى التي تدعم الصناعات المحلية، بما في ذلك الزراعة والمنسوجات القطنية والهندسة.

وسيطرة القوات الروسية على خيرسون سيمنحها الفرصة لاستئناف الهجمات غرب أوكرانيا للسيطرة على مدينتي ميكولايف وأوديسا في الجنوب.


ماريوبول.. تحتل المدينة موقعًا استراتيجيًا بين جيب انفصالي وشبه جزيرة القرم، ويعد ساحل ماريوبول، الذي كان في السابق نقطة جذب سياحي رئيسية، هدفًا رئيسيًا للقوات الروسية.

حيث تقع ماريوبول على طول بحر آزوف، أقل بحار العالم انخفاضا، بين منطقة دونباس، الخاضعة لسيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا، وشبه جزيرة القرم، ولأنها تقع على بعد أقل من 40 ميلًا من الحدود الروسية، فقد تعرضت ماريوبول لضربة قاسية ومبكرة، حيث أكثر المدن معاناة من القصف.


خاركيف.. تعد مدينة رئيسية قريبة من الحدود الروسية، مما يجعلها هدفًا عسكريًا رئيسيًا، حيث تقع على بعد حوالي 20 ميلًا من الحدود الشمالية الغربية بين أوكرانيا وروسيا، وهي مدينة جعلتها مكانتها في أدبيات الكرملين هدفًا مبكرًا للهجمات الروسية.

حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تاريخ خاركيف يقدم دليلًا على أن أوكرانيا جزء من روسيا، فأثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، كانت المدينة بمثابة أول عاصمة للجمهورية الاشتراكية السوفيتية الأوكرانية، وهي كيان تسيطر عليه موسكو إلى حد كبير تم إنشاؤه في مواجهة الجمهورية الشعبية الأوكرانية في كييف، والتي أعلنت دولة أوكرانية مستقلة.

يبلغ عدد سكان خاركيف 1.4 مليون نسمة، وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وتعد مركزا للنقل فهي محطة رئيسية على ممر رئيسي للسكك الحديدية، مع وجود طرق سريعة تربط غرب أوكرانيا ونظام الطرق السريعة في روسيا.


كييف.. عاصمة الدولة، وتشكل أهم هدف إقليمي وسياسي للحرب، كان عدد سكانها 2.8 مليون نسمة قبل الحرب هي المركز السياسي والثقافي والصناعي للبلاد.

يوجد بالمدينة العديد من المعالم التاريخية والمعمارية الهامة بما في ذلك كاتدرائية القديسة صوفيا، التي شيدت في القرن الحادي عشر، وتعد أحد أروع الأمثلة في العالم للعمارة الكنسية الروسية البيزنطية المبكرة، والتي تحولت الآن متحفًا، وهي أهم هدف إقليمي لروسيا وتحاصرها القوات الروسية، برتل من المركبات المدرعة العسكرية بطول 40 ميلًا إلى الشمال الغربي من المدينة.

 

تدمير سلاح الطيران الجوي والمطارات في أوكرانيا

قالت وزارة الدفاع الروسية، 9 مارس، إن قواتها دمرت 90% من المطارات العسكرية الأوكرانية التي كان يتمركز عليها القسم الرئيسي من قوات كييف الجوية، وأن نظام الدفاع الجوي الأوكراني حاليًا غير قادر على صد الطيران الروسي، وطائرات حلف شمال الأطلسي تقوم بعمليات استطلاع من أراضي بولندا لصالح الجيش الأوكراني، حيث تم تدمير 90% من المطارات العسكرية الأوكرانية التي كانت يتمركز عليها القسم الرئيسي من قواتها الجوية

كما أعلنت تدمير 2786 منشأة للبنية العسكرية الأوكرانية بما في ذلك 953 دبابة ومدرعة و101 منظومة دفاع صاروخية.


تدمير المنظومة العسكرية الأوكرانية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها اليومي لنتائج العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، عن قصف وتدمير عدد من المنشآت العسكرية، وتسديد ضربات عالية الدقة بصواريخ مجنحة عالية الدقة.
وقد شملت هذه الضربات مواقع ومخازن ومعسكرات لتدريب المرتزقة والقوميين.

جاء في بيان الوزارة أن وحدات من القوات المسلحة الروسية قد تقدمت، أمس، 4 كيلومترات لتسيطر على مستوطنة "سلادكويه"، بينما يتم في الوقت الراهن تمشيط مجموعات متفرقة من كتيبة دونباس للقوميين الأوكرانيين.

وخلال الليلة الماضية، كانت الحصيلة مقتل أكثر من 50 مسلحًا، وتدمير 3 دبابات وأربع عربات قتال مشاة وقطعتي مدفعية ميدانيتان و4 مركبات مدرعة.

كما هاجمت الصواريخ المجنحة الروسية عالية الدقة، أمس، مركزًا لتدريب المرتزقة الأجانب والتشكيلات القومية الأوكرانية في معسكر نوفايا ليوبوميركا للتدريب على الأسلحة المشتركة في منطقة ريفني، حيث أوقعت أكثر من 80 قتيلًامن المرتزقة والقوميين.

 

بحر آزوف 
بمجرد النظر إلى موقعه على الخريطة، يمكن فهم السبب وراء إصرار روسيا على السيطرة على الأراضي المحيطة به، فهو متفرع من البحر الأسود في جزئه الشمالي، ويتصل به عن طريق مضيق كيرتش، ويطل بحر آزوف على الشواطئ الأوكرانية من شماله، وعلى روسيا من جهة الشرق، وشبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو منذ عام 2014، وماريوبول تعترض إمدادات الأسلحة التي ترسلها لروسيا لقواتها والموالين لها في أوكرانيا، وتحديدا تلك القادمة من شبه جزيرة القرم غربًا، ومن القوات الموجودة في إقليم دونيتسك الانفصالي الموالي لروسيا، شرقًا، وفي حال اكتملت السيطرة الروسية على ضفاف بحر آزوف، فإن موسكو ستتمكن من إدخال أسلحتها لقواتها في أوكرانيا، وربما تجعل سفنها الحربية أو غواصاتها النووية تتمركز فيه، لتدفع بميزان القوى في صالحها أكثر.

كما يتمتع هذا البحر بأهمية اقتصادية بسبب وجود سفن محملة بالقمح داخل هذا البحر، مما قد يلقي بظلاله على إمدادات الغذاء العالمية، كون روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري القمح في العالم.


البحر الأسود

ويقع البحر الأسود على مفترق طرق مهم بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، حيث يحتل موقعًا استراتيجيًا بين جنوب شرقي أوروبا، ويمتد إلى روسيا وجورجيا نحو آسيا، وتطل عليه أربع دول أخرى هي تركيا وبلغاريا ورومانيا وأوكرانيا، ويرتبط بالمحيط الأطلسي عبر البحر المتوسط، الذي يتصل به من طريق مضيق البوسفور وبحر مرمرة وبحر إيجه في الركن الجنوبي الغربي للبحر، كما يرتبط البحر الأسود شرقًا ببحر آزوف من طريق مضيق كيرتش، وإضافة إلى خطوط أنابيب النفط والغاز وكابلات الألياف الضوئية التي تمتد على طول قاع البحر، تمر مئات السفن على السطح حاملةً الأشخاص والبضائع يوميًا.