مرحلة القرارات الصعبة.. هل تقف إيران على عتبة التوقيع على الاتفاق النووي؟
أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده باتت أقرب من أي وقت مضى للعودة إلى الاتفاق النووي، وذلك بعد تلميحات غربية عدة إلى وصول المفاوضات النووية مع إيران إلى مرحلة نهائية تتطلب اتخاذ قرارات صعبة.
وقال في تصريحات صحفية من دمشق، اليوم الأربعاء، نعتقد أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق وصيغة نهائية للاتفاق، مضيفًا أنه "إذا تعاملت أميركا بواقعية، فنحن على استعداد لكي نعلن عن الاتفاق بحضور الوزراء الأعضاء في الاتفاق النووي".
جاء هذا الموقف بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مساء الاثنين أن الاتفاق على العودة إلى الاتفاق الموقع عام 2015، ليس وشيكا ولا مؤكدا، موضحا أن بلاده تتأهب على حد سواء لسيناريوهات العودة المشتركة وعدم العودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة، أو ما يعرف بالاتفاق النووي.
كما ذكر نيد برايس، المتحدث باسم الوزارة أيضا أن واشنطن مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة" من أجل إعادة برنامج إيران النووي لقيوده.
وفي سياق متصل شدد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أمس الثلاثاء، أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تعود للاتفاق النووي إذا لم تنفذ طهران التزاماتها. وقال "إذا كان هناك اتفاق نووي إيراني يفي بالمعايير، فسيكون الرئيس الأميركي مستعدًا للعودة للاتفاق لأنه من مصلحة الأمن القومي الأميركي القيام بذلك، ولكننا لن نقوم بهذه الخطوة حتى نتأكد من تحقق الأهداف".
يشار إلى أن المفاوضات التي انطلقت في أبريل الماضي في العاصمة النمساوية، بلغت مراحلها الأخيرة، بعد أشهر طويلة من الجلسات الماراتونية التي شاركت فيها كل من الأطراف المتبقية في الاتفاق (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، روسيا والصين) مع مشاركة غير مباشرة من قبل ممثلي أميركا، إلا أن بعض النقاط القليلة لا تزال عالقة لعل أبرزها العقوبات.
وأوضح مصدر مطّلع على سير المباحثات، في وقت سابق، أنّ أحد أبرز الملفات العالقة هو إصرار طهران على أن تسحب واشنطن من القائمة الأميركية السوداء لـ "المنظمات الإرهابية الأجنبية" الحرس الثوري الإيراني.
فيما أكد منسّق الاتحاد الأوروبي المكلّف بإدارة الحوار، إنريكي مورا، الأسبوع الماضي، أن المحادثات بلغت مرحلة كتابة "الهوامش"، أي أن النص الأساسي أنجز بشكل شبه كامل.
إلا أن إدارة بايدن، قد تتعرض لضغوط بشأن ملف الحرس الثوري، من قبل أعضاء في الكونغرس، لا سيما مع استمرار العمليات الإرهابية التي تنفذها الميليشيات المدعومة من قبله في المنطقة.
وتسعى تلك المحادثات الدولية المستمرة منذ 11 شهرا لإعادة السلطات الإيرانية إلى الامتثال لقيود الاتفاق على أنشطتها النووية التي تتقدم بسرعة، فضلا عن إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي انسحبت منه عام 2018 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.