ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الروبل الروسي في تداولات اليوم
ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الروبل الروسي في تداولات اليوم الخميس 24 مارس/آذار 2022.
وسجل سعر صرف الدولار نحو 95.7854 روبل لكل دولار، بعد أن سجل مستوى 96.4239 روبل لكل دولار، وفقا لوكالة بلومبرج.
وهبط سعر الروبل لمستويات قياسية منذ بدء العمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا وإعلان دول الغرب بمقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية عن فرض عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو.
وفي أوائل عام 2008، كان الدولار الأمريكي يساوي ما يقرب من 25 روبل. انخفضت قيمة العملة الروسية بشكل كبير منذ ذلك الحين، ودفعت العقوبات الغربية المفروضة ردا على غزو أوكرانيا إلى انهيارها. فقد أصبح بإمكان دولار أمريكي واحد أن يشتري 117 روبل في موسكو بعد أن تراجعت العملة 10% وسجلت مستوى قياسيا جديدا.
وأمس الأربعاء، قفز الروبل الروسي أكثر من 9% مقابل الدولار إلى 89.25 بعد أن سجل أعلى مستوى في شهر عند 87.50 بعد أن قال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا ستسعى لأن تدفع الدول "غير الصديقة" ثمن مبيعات الغاز الروسي بالروبل.
وجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين للحكومة الروسية، بتحويل مدفوعات صادرات الغاز الطبيعي من روسيا نحو أوروبا إلى عملة الروبل بدلا من اليورو في غضون أسبوع.
وقال بوتين، خلال اجتماع حكومي عقد أمس الأربعاء، إن عددا من الدول الغربية اتخذ قرارات غير شرعية خلال الأسابيع الماضية بتجميد الأصول الروسية، الأمر الذي أظهر تقاعس الغرب في الوفاء بالتزاماته، وزعزع الثقة بعملاته.
وشدد بوتين خلال اجتماع حكومي على أنه "لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتلقي المدفوعات باليورو والدولار". وتابع: "الدولار عملة لا يمكن الوثوق بها".
وأصدر بوتين تعليمات للبنك المركزي ومجلس الوزراء "لتحديد إجراءات المعاملات مع أوروبا بالروبل الروسي في غضون أسبوع".
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ستواصل توفير إمدادات الغاز حسب العقود المبرمة، على الرغم من اتخاذ عدد من الدول "قرارات غير قانونية" بتجميد أصول روسيا.
ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك قال الأربعاء، إن العقوبات الغربية تقوض الثقة في تجارة النفط بالدولار واليورو.
جاءت تصريحات نوفاك، بعدما أمر الرئيس فلاديمير بوتين بتحويل مبيعات الغاز الطبيعي الروسية للدول "غير الصديقة" إلى الروبل، ردا على تجميد دول أصولا روسية بسبب أزمة أوكرانيا، وذلك حسب رويترز.
ونقلت الوكالة عن نوفاك قوله أيضا إن السوق سيعاد تشكيلها إذا توقفت أوروبا عن شراء النفط الروسي.
فيما قالت أورسولا فون دير ليين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الأربعاء، إن الاتحاد الأوروبي، يهدف للحصول على تعهد من الولايات المتحدة لتقديم إمدادات إضافية من الغاز الطبيعي المسال لفصلي الشتاء القادمين.
ومتحدثة قبيل قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس، أبلغت أورسولا فون دير ليين، مشرعين أوروبيين في بروكسل "غدا سأناقش مع الرئيس بايدن إعطاء أولوية لتسليمات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة".
فيما دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في منشور عبر تويتر، دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خيار "حكيم ومسؤول" عندما يتعلق الأمر بدفع قيمة الغاز بالروبل لروسيا.
وقال كوليبا، حسب وكالة بلومبرج للأنباء "إذا ما أذعنت أي دولة بالاتحاد الأوروبي لمطالب بوتين المهينة بدفع قيمة النفط والغاز بالروبل، فسوف يكون الأمر أشبه بمساعدة أوكرانيا بيد ومساعدة الروس على قتل الأوكرانيين باليد الأخرى".
فيما قال فرانسيسكو جيافازي مستشار رئيس ورزاء إيطاليا ماريو دراجي إن بلاده لا تميل لفكرة سداد قيمة مشترياتها من الغاز الطبيعي من روسيا بعملتها المحلية الروبل.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن جيافازي قوله على هامش مشاركته في مؤتمر بمدينة ميلانو الإيطالية القول إن سداد قيمة المشتريات بالروبل سيكون طريقة لهروب روسيا من العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا.
وقالت كيرستين هوتنر خبيرة السلع بمجموعة القطاع المصرفي الاستثماري السويسرية "فينتوبل" إن نحو 60% من صادرات الغاز الروسي يتم دفع مقابلها باليورو، والباقي يتم سداده بالدولار.
وذكرت أنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن تحويل العقود إلى الروبل سريعا وما إذا كان بإمكان المستوردين أن يحصلوا على الروبلات الآن، نظرا للعقوبات المفروضة على البنوك الروسية.
ومن ناحيته، قال ألفريد ستيرن، الرئيس التنفيذي لشركة "أو إم في" النمساوية للطاقة أن الشركة ليست لديها أي خطط للدفع بالروبل.
وأضاف في تصريحات لقناة "بول 24": "غير مسموح لي أن أقوم بشيء كهذا"، مشيرا إلى أن العقود الحالية تنص على الدفع باليورو.
واتهم وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخرق التعاقدات بعد إعلانه تحصيل مدفوعات توريدات الغاز الروسي بالروبل.
وقال نائب المستشار أولاف شولتس، اليوم الأربعاء، إن الحكومة الألمانية ستجري مشاورات مع شركاء أوروبيين حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أن هذا الأمر يوضح مرة أخرى أن روسيا ليست شريكا مستقرا.