فولوديمير زيلينسكي يوجه رسالة عاجلة للغرب
يشتد سعار الحرب في أوكرانيا يومًا بعد آخر، حيث طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب بمنح بلاده دبابات وطائرات وصواريخ لصد القوات الروسية في حين قالت حكومته إن قوات موسكو تستهدف مستودعات الوقود والغذاء.
واختتم الرئيس الأمريكي جو بايدن جولة استمرت ثلاثة أيام في أوروبا بتصريحات تشير إلى أن واشنطن تنتهج موقفا أكثر حدة تجاه روسيا عندما قال أمس السبت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يمكن أن يبقى في السلطة".
وقال مسؤول من البيت الأبيض في وقت لاحق إن تصريحات بايدن المرتجلة في كلمته في وارسو ليست دعوة لتغيير النظام في روسيا بل تعني ضرورة عدم السماح لبوتين باستخدام القوة على جيرانه أو المنطقة.
ورفضت موسكو تصريحات بايدن قائلة إن الأمر لا يرجع للرئيس الأمريكي في تحديد من يحكم روسيا.
ودمرت الحرب الأوكرانية مدنا وقرى كثيرة وتسبب في أزمة إنسانية وأجبر الملايين على الفرار من ديارهم.
وطالب زيلينسكي في كلمة ألقاها عبر الفيديو في وقت متأخر من أمس السبت الدول الغربية بتقديم معدات عسكرية من مخزوناتها التي "علاها الغبار" قائلا إن بلاده لا تحتاج أكثر من واحد في المئة فقط من طائرات حلف شمال الأطلسي وواحد في المئة من دباباته.
وأعطت الدول الغربية أوكرانيا حتى الآن صواريخ مضادة للدبابات والطائرات بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومعدات دفاع لكنها لم تقدم أي أسلحة ثقيلة أو طائرات.
وقال زيلينسكي "لقد انتظرنا بالفعل 31 يوما. من المسؤول عن المجتمع الأوروبي الأطلسي؟ هل ما زالت موسكو حقا بسبب الترهيب؟" مضيفا أن الزعماء الغربيين يحجمون عن تقديم دعم لأنهم خائفون من روسيا.
وأكد مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسنكو اليوم الأحد إن روسيا بدأت في تدمير مخازن الوقود والأغذية الأوكرانية، مما يعني أن الحكومة ستضطر إلى وضع هذه المخزونات في أماكن متفرقة في المستقبل القريب.
وفيما بدا تأكيدا لذلك قالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخها استهدفت أمس السبت مستودع وقود ومنشأة إصلاح معدات عسكرية قرب مدينة لفيف في غرب البلاد، والتي تقع على مسافة 60 كيلومترا فقط من الحدود مع بولندا.
وقال مسؤولون محليون إن أربعة صواريخ ضربت المدينة وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود إلى السماء في هجوم نادر من نوعه على غرب أوكرانيا إذ تركز القتال منذ بدء الغزو يوم 24 فبراير شباط وحتى الآن على المناطق الجنوبية والشرقية وقرب العاصمة كييف في الشمال.
صراع تاريخي
وُجهت انتقادات إلى بايدن بسبب تعليقاته في نهاية خطاب سعى خلاله إلى وضع الحرب في إطار صراع تاريخي من أجل الحريات الديمقراطية.
وقال بايدن الذي وصف بوتين في وقت سابق اليوم بأنه جزار "لأجل الرب، لا يمكن لهذا الرجل أن يظل في السلطة".
وقال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، وهو مركز أبحاث، على تويتر إن التعليقات تجعل "الوضع الخطير أكثر خطورة".
وكتب على حسابه على تويتر "أقترح أن يتواصل كبار مساعديه مع نظرائهم وأن يوضحوا أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع هذه (الحكومة) الروسية".
وتقول موسكو إن أهدافها من ما تصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة" تشمل نزع سلاح أوكرانيا و"القضاء على النازيين" هناك. ووصفت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لغزو غير مبرر.
وبدأت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وفي أحدث تقييم عسكري لها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية تركز جهودها فيما يبدو على محاولة تطويق القوات الأوكرانية التي تواجه المناطق الانفصالية مباشرة في شرق البلاد.
وقالت الوزارة "ما زالت ساحة المعركة في شمال أوكرانيا ثابتة إلى حد كبير مع الهجمات المضادة الأوكرانية التي تعرقل المحاولات الروسية لإعادة تنظيم قواتها".
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية اليوم الأحد إن روسيا واصلت "عدوانها المسلح الشامل"، في حين صدت القوات الأوكرانية سبع هجمات في دونيتسك ولوجانسك بشرق البلاد.
وقال دينيسنكو مستشار وزارة الداخلية إن روسيا تجلب قواتها إلى الحدود بالتناوب ويمكن أن تقوم بمحاولات جديدة للتقدم في غزوها. وقالت موسكو مرارا إن عملياتها تسير وفق المخطط لها، لكن القادة الغربيين يقولون إن الاعتداء توقف إلى حد كبير في مواجهة المقاومة الشرسة.
ولم يتسن التحقق بصورة مستقلة من روايات القتال في كافة أنحاء أوكرانيا.
وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك إن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على إقامة "ممرين إنسانيين" لإجلاء المدنيين من الخطوط الأمامية للقتال اليوم الأحد، بما في ذلك السماح للأشخاص بالمغادرة بسياراتهم الخاصة من مدينة ماريوبول في جنوب أوكرانيا.
ودُمرت ماريوبول، الواقعة بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والمناطق الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، بعد أسابيع من القصف العنيف، مما أجبر الآلاف من السكان على الاحتماء في أقبية في ظل نقص في المياه والطعام والدواء والكهرباء.
وأكدت الأمم المتحدة مقتل 1104 مدنيين وإصابة 1754 في أنحاء أوكرانيا منذ بدء الغزو، لكنها تقول إن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك. وقالت أوكرانيا اليوم الأحد إن 139 طفلا قتلوا حتى الآن وأصيب أكثر من 205.