”أمنستي“: الغزو الروسي لأوكرانيا تكرار للحرب في سوريا
حذّرت منظمة العفو الدولية ”أمنستي“ خلال تقديمها في جوهانسبرغ الثلاثاء تقريرها للعام 2021-2022 من أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا هو ”تكرار“ للحرب في سوريا، مشيرة إلى أن النزاع المستمرّ منذ أكثر من شهر في الجمهورية السوفياتية السابقة يشهد ”تزايدًا في جرائم الحرب“.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة غير الحكومية أغنيس كالامارد لوكالة فرانس برس إنّ ”ما يحدث في أوكرانيا هو تكرار لما رأيناه في سوريا“.
وأضافت ”نحن أمام هجمات متعمّدة على بنى تحتية مدنية ومساكن“ وقصف لمدارس، متّهمة روسيا بتحويل ممرات إنسانية إلى ”مصيدة للموت“.
وفي مؤتمر صحافي موازٍ في باريس، قالت ماري ستروثرز، مديرة أمنستي في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، إنّ ”باحثينا على الأرض وثّقوا على مدى عشرة أيام استخدام نفس التكتيكات التي اتّبعت في سوريا والشيشان“، بما في ذلك هجمات تستهدف مدنيين وذخيرة يحظرها القانون الدولي.
وأعربت أمنستي عن أسفها للموقف الذي اتّخذته حوالى 20 دولة أفريقية في الأمم المتّحدة في مطلع آذار/مارس وامتنعت فيه عن التصويت على قرار يدعو لانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، معتبرة أنّه ”في مواجهة روسيا، لا يمكن أن يكون هناك حياد“.
من جهتها أكّدت كييف الإثنين أنّ لديها ”أدلّة“ على أنّ القوات الروسية استخدمت في اثنتين من مناطق جنوب أوكرانيا ذخائر عنقودية، الأسلحة المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية.
وردًّا على سؤال بشأن ما إذا كانت هذه الأسلحة استخدمت في قصف كييف، قالت المدّعية العامّة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا خلال مؤتمر صحافي ”ليس لديّ أدلّة ملموسة“ على أنّ هذه الأسلحة استخدمت في العاصمة، مشيرة إلى أنّ الجهات المعنية تواصل إجراء ”تحقيقات“ بهذا الشأن.
وأضافت ”لكن (…) لدينا أدلّة على استخدام قنابل عنقودية في منطقة أوديسا وفي منطقة خيرسون“.
وأوديسا مدينة ساحلية تقع على البحر الأسود وتضمّ مرفأ مهمًا تحاول القوات الروسية السيطرة عليها، أما مدينة خيرسون فقد استولت عليها القوات الروسية.
وتابعت المدّعية العامة ”نرى، خصوصًا بفضل عملكم أنتم الصحافيين، أنّ أسلحة محظورة أخرى يتمّ استخدامها، ولكن بالنسبة إليّ، لا يمكنني إلا أن أذكر الحالات التي لديّ فيها أدلّة ملموسة، على سبيل المثال (…) شظايا (من هذه الذخائر) أو تحليل للتراب“، من دون مزيد من التفاصيل.
وتؤكّد منظّمات غير حكومية دولية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أنّها جمعت أدلّة على استخدام ذخائر عنقودية في مناطق مأهولة بالمدنيين في أوكرانيا.
ويمكن لهذه الذخائر أن تحتوي الواحدة منها على عشرات القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة من دون أن تنفجر جميعها في الحال، مما يحوّل تلك غير المنفجرة إلى ما يشبه بألغام مضادة للأفراد. وتنفجر هذه القنابل الصغيرة عند أدنى اتصال بها، وأحيانًا بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب، ويخلّف انفجارها قتلى وجرحى.