وزراء الطاقة في تجمع "أوبك+" للدول المصدرة للنفط يعقدون اجتماعهم الدوري اليوم الخميس

متن نيوز

يعقد وزراء الطاقة في تجمع "أوبك+" للدول المصدرة للنفط اجتماعهم الدوري اليوم الخميس، افتراضيا، لمناقشة استراتيجية إنتاج النفط.

 

وذلك في دول التجمع الذي يضم 23 دولة، اجتماع اليوم تترقبه أسواق النفط، حيث سيقرر ما إذا كانت المجموعة ستواصل العمل باتفاق أبرم في يوليو/تموز 2021 وتزيد إنتاجها من النفط في مايو/أيار بمقدار 432 ألف برميل يوميًا.

 

وفي اجتماعه السابق الذي وُصف بالأقصر في تاريخ التحالف بمدة لم تتجاوز 13 دقيقة، أبقى "أوبك+" على سياسات الإنتاج الحالية، وفقًا للخطة المقررة بزيادة قدرها 400 ألف برميل يوميًا، في شهر أبريل/نيسان المقبل.

 

جاء قرار تثبيت الإنتاج، في أعقاب الاجتماع الوزاري الـ26 للتحالف في الثاني من مارس، الذي يضم الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والدول العشر المتحالفة معها، والذي عُقد افتراضيًا عبر تقنية "الفيديو كونفرانس".

 

ويأتي التزام "أوبك+" الذي تقوده السعودية وروسيا سياسة الإنتاج الحالية ضمن خطة الزيادة التدريجية التي أقرها التحالف بزيادة شهرية بالمقدار ذاته منذ أغسطس الماضي، في إطار الرجوع عن تخفيضات الإنتاج التي قرروها بسبب انخفاض الطلب بفعل جائحة كورونا.

 

من غير المرجح أن يرفع تحالف "أوبك+" في اجتماع اليوم إنتاجه النفطي بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الآونة الأخيرة، على الرغم من قفزة الأسعار بسبب أزمة أوكرانيا، ودعوات كبار المستهلكين وعلى رأسهم الولايات المتحدة لمزيد من الإمدادات.

 

ويتوقع محللون أن يقرر وزراء التحالف النفطي "أوبك+" استمرار السياسة الإنتاجية الحالية وزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا بدءا من أول مايو/أيار المقبل.

 

وقال كارستن فريتش محلل أسواق الطاقة في مصرف كوميرتس بنك الألماني: "نتوقع زيادة الإنتاج بنفس مقدار الأشهر السابقة".

 

ويبدو تجمع أوبك بلس الذي تقوده المملكة العربية السعودية وروسيا مستقرا رغم الحرب الروسية على أوكرانيا.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه الطلب العالمي على النفط إلى حوالي 100 مليون برميل يوميا، وتوفر دول أوبك بلس حوالي 45% من هذه الكمية.

 

فيما نقل بيان إعلامي عن محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، قوله إنه يتعين على مجموعة أوبك+ التي تضم روسيا ومنتجين آخرين "الحفاظ على المسار" فيما يتعلق بقرارات المجموعة.

 

وأضاف أنه يتعين عليها كذلك مواصلة متابعة تطورات السوق عن كثب.

 

وكان تحالف "أوبك+"، الذي ينتج أكثر من 40% من المعروض العالمي، قد أكد تمسكه باستقرار السوق النفطية، حيث تتجه "أوبك+" لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا كل شهر منذ أغسطس (آب) 2021، للتخفيف من أثر التخفيضات عندما أثرت جائحة كورونا على الطلب.

 

وقد أشاد الأمين العامّ لمنظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك محمد باركيندو بالجهود التي تبذلها الدول المشاركة في إعلان التعاون، بدعم الاستقرار وعملية إعادة التوازن في سوق النفط، مرحبًا بالتزام السعودية تجاه تلبية الطلب المتزايد.

 

وشدد باركيندو -خلال اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لتحالف أوبك+، يوم الأربعاء 30 مارس 2022، على أن "العمل الكبير الذي قامت به دول إعلان التعاون كان مفيدا في دعم هذه الجهود".

 

وشجع باركيندو الدول الأعضاء على "مواصلة المسار" فيما يتعلق بقرارات التحالف، والبقاء يقظين ومنتبهين لظروف السوق المتغيرة باستمرار. وقال: "يجب أن نظل مركّزين على تحقيق التوازن في سوق النفط".

 

وأشار باركيندو إلى أن "المنظمات والمؤسسات الدولية الرائدة اجتمعت معًا في الأيام الأولى للجائحة، لتأييد الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة".

 

وشدد على أن "هذا المستوى العالي من التعاون قدّم دعمًا محوريًا للجهود الجماعية التي تبذلها دول إعلان التعاون".

 

وفي إشارة إلى التطورات الأخيرة في السوق، قال الأمين العامّ: "نحث قادة العالم على اتّباع هذا المثال من التعددية؛ لضمان تدفق للطاقة دون معوقات، ومستقر، وآمن، إلى العالم بأسره".

 

وتعليقًا على تقرير أوبك الشهري عن سوق النفط، أشار الأمين العامّ إلى أن الطلب العالمي على النفط من المتوقع أن ينمو بنحو 4.2 مليون برميل يوميًا في عام 2022، ليصل إلى 100.9 مليون برميل يوميًا، متجاوزًا مستويات ما قبل الجائحة.

 

كما رحّب باركيندو بالخطط التي أعلنها مؤخرًا أصحاب المصلحة في الصناعة؛ لزيادة الاستثمار وإطلاق مشروعات جديدة، بما في ذلك نية أرامكو السعودية زيادة الإنفاق الرأسمالي في المنبع بنحو 50 مليار دولار هذا العام.

 

وذكر أن "هذا يؤكد التزام المملكة العربية السعودية بتلبية احتياجات العالم المستقبلية من الطاقة".

 

وكانت شركة "جيه بي سي إنيرجي" الاستشارية، قد قالت في مذكرة "قد نشهد غياب مليون برميل إضافية من الإنتاج الروسي في حال تدهور العلاقات مع أوروبا، وفرض حظر نفطي، وإن كنا ما زلنا نعتبر ذلك من غير المرجح أن يحدث". وشهدت الأسواق عمليات بيع كبيرة في جلسة الثلاثاء 29 مارس بعد أن وعدت روسيا بخفض العمليات العسكرية حول كييف، لكن أنباء الهجمات ما زالت تتواتر.

 

وانصب تركيز الأسواق مرة أخرى على نقص المعروض بعد أن أعلن معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام انخفضت ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي يوم 25 مارس/آذار، أي ثلاثة أمثال متوسط الخفض الذي توقعه عشرة محللين استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم. وتواجه أسعار النفط ضغوطًا من ضعف الطلب في الصين بسبب القيود على الحركة المرتبطة بانتشار حالات الإصابة بـ "كوفيد-19".

 

ويأتي الاجتماع الجديد الذي يحمل رقم 27 لوزراء التحالف، بينما تستمر تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا في التأثير في السوق النفطية، وسط مخاوف من حدوث أزمة في الإمدادات بسبب تفكير الاتحاد الأوروبي في مقاطعة الخام الروسي، إلى جانب اعتداءات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على المنشآت النفطية في السعودية. وروسيا حليف لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وتشارك إلى جانب السعودية في ترأس مجموعة "أوبك+" للدول المنتجة للخام التي تعاونت منذ 2017 لتنسيق إمدادات النفط دعمًا للسوق.