رئيسة المفوضية الأوروبية تتعهد بالقصاص ممن ارتكبوا الفظائع في ضاحية بوتشا
تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة، بالقصاص ممن ارتكبوا الفظائع في ضاحية بوتشا الواقعة على أطراف العاصمة الأوكرانية كييف.
كما تعهدت فون دير لاين بالوقوف إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقالت إنها "ستعمل على انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي".
وكانت السياسية الألمانية، أول زعيمة غربية تزور الضاحية حيث شاهدت، من بين أمور أخرى، 20 جثة تم استخراجها من مقبرة جماعية هناك وأضاءت الشموع في كنيسة من أجل الضحايا.
وقال رجل يرتدي الزي الرسمي لدى إطلاع فون دير لاين على الموقع حيث تم وضع الجثث في أكياس سوداء: "يستطيع العالم بأسره الآن أن يرى الوجه الحقيقي لروسيا.. نعلم ذلك منذ سنين. لكن العالم كله الآن يمكنه مشاهدة ما نعانيه هنا".
وظلت فون دير لاين صامتة في بادئ الأمر، على الرغم من اعتيادها على مناطق الحرب انطلاقًا من منصبها السابق كوزيرة دفاع لألمانيا. وقالت بعد ذلك إنه بينما أن ذلك لا يشفي الجراح، "فالعالم بأسره في حالة حداد بعد كل ما حدث هنا".
وقالت: "لقد رأينا الوجه القاسي لجيش بوتين، ورأينا عدم الرحمة، وجمود القلوب التي تم بها احتلال المدينة".
وكتبت فون دير لاين بعد ذلك على تويتر قائلة إنه "كان من المهم أن أبدأ زيارتي في بوتشا، لأنه في بوتشا تمزقت انسانيتنا.. رسالتي للشعب الأوكراني: أولئك المسؤولون عن الفظائع سيحالون للعدالة. معركتكم هي معركتنا".
وتلقي أوكرانيا باللوم على القوات الروسية في عملية قتل المئات من سكان الضاحية، فيما تنفي موسكو تورطها وتقول إن "الصور التي ظهرت مطلع الأسبوع تم فبركتها، بيد أنها لم تقدم أي دليل على هذا الادعاء".
وفيما بعد، التقت بزيلينسكي بالعاصمة الأوكرانية.
وقالت: "أنا هنا معكم اليوم في كييف لبعث إشارة واضحة بأن الاتحاد الأوروبي يقف معكم".
وبعد ذلك، أعاد زيلينسكي التأكيد على دعوته بفرض مزيد من العقوبات الصارمة على موسكو، قائلًا: "وإلا، فإن روسيا لا تريد أن تفهم أي شخص وأي شيء".
وعبر عن امتنانه للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي مؤخرًا، لكنه أشار إلى أن موسكو حصلت على جزء كبير من أوكرانيا. وقال: "يمكننا استعادة الأرض، لكن ليس الناس".
ودخلت جولة خامسة من العقوبات للتكتل الأوروبي على روسيا حيز التنفيذ في وقت لاحق مساء اليوم، حيث نصت على فرض حظر على الفحم والأخشاب والفودكا، وحظر تام على التعامل مع أربعة بنوك روسية رئيسية من بين إجراءات أخرى.
ورافق فون دير لاين في الرحلة، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، حيث كان الهدف منها، بعث "رسالة دعم قوية للأوكرانيين، وفقًا لرئيسة المفوضية الأوروبية.
وقالت خلال رحلتهم بالقطار إلى كييف، إنها أرادت أن تمنح الأوكرانيين أملًا.
وفيما يتعلق بدعم مساعي أوكرانيا للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، أضافت فون دير لاين: "عادة ما يستغرق الأمر سنوات قبل أن يقبل مجلس الاتحاد الأوروبي طلب العضوية ولكن أوكرانيا فعلت ذلك في غضون أسبوع أو أسبوعين وأطلب المضي قدما في أقرب وقت ممكن".
وأوضحت فون دير لاين أن الهدف هو تقديم الطلب الأوكراني إلى المجلس الأوروبي هذا الصيف.
وكان جوزيف بوريل قد أعلن في تصريحات على نفس رحلة القطار رفقة فون دير لاين ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا ماتي ماسيكاس، أنه سيتم إعادة فتح المقار الدبلوماسية لدول التكتل في كييف اليوم.
ومن المتوقع أن يستأنف ماسيكاس عمله الدبلوماسي في العاصمة الأوكرانية بفريق صغير.
وكان قد تم إجلاء جميع أعضاء الفريق الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي من أوكرانيا، بعد يوم من بدء الحرب الروسية.
كما أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن التكتل سيوفر نحو 7.5 مليون يورو ما يعادل 8.15 مليون دولار للمساعدة في التحقيق الذي تجريه السلطات الأوكرانية بشأن ارتكاب القوات الروسية جرائم حرب محتملة في بلدة بوتشا ومدن أخرى.
وأعرب بوريل عن ثقته في أن دول الاتحاد الأوروبي ستوافق قريبا على مقترحه بتزويد أوكرانيا بنحو 500 مليون يورو لدعم الجيش الأوكراني في القتال ضد الجيش الروسي.
وحال موافقة الاتحاد الأوروبي على هذا المقترح، فستكون أوكرانيا قد حصلت حتى الآن على مساعدات مالية من التكتل تقدر بنحو 1.5 مليار يورو.
وهذه أول زيارة يقوم بها مسؤولون أوروبيون رفيعو المستوى إلى أوكرانيا منذ الكشف الأعمال الوحشية التي ارتُكبت في بلدة بوتشا بضواحي العاصمة كييف، قبل أيام.
وقام المستشار النمساوي كارل نيهامر برحلته الخاصة به إلى كييف في وقت متأخر اليوم الجمعة. ومن المتوقع أن يلتقي زيلينسكي يوم غد السبت وسيتوجه أيضًا إلى بوتشا.
وفي منتصف مارس(آذار) الماضي، قام رؤساء وزراء بولندا وسلوفينيا وجمهورية التشيك بزيارة لكييف بالقطار.
وزارت رئيسة البرلمان الأوروبي روبيرتا ميتسولا المدينة الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي بنهاية مايو(أيار)لبحث الغزو الروسي، وقضايا الدفاع وأمن الطاقة المرتبطة به.