الأحمر الإقالة لا تكفي
لا يبدو ان اليمنيين قد اكتفوا بازاحة رجل الاخوان الأول في السلطة المقالة الجنرال علي محسن الأحمر، فمازالت اصوات كثيرة تتعالى مطالبةً بمحاكمة الرجل وعدم الاكتفاء بابعاده عن المشهد السياسي.
قطاعات وشرائح عديدة في المجتمع اليمني اعتبرت الاكتفاء بازاحة من اسمته راعي الجماعات الارهابية وزعيم الارهاب الأول في اليمن دون محاكمة، بمثابة مكافأة نهاية خدمة غير مستحقه للرجل الذي أسس للمشاريع الارهابية وقدم لها الحماية الإرهابية.
مثقفون واكاديميون وصحفيون ربطوا بين الجنرال الأحمر وحزبه التجمع اليمني للاصلاح وظهور الجماعات الارهابية والمتطرفة باليمن، وما ارتبط بها ونتج عنها من جرائم منذ مطلع تسعينيات القرن الفائت والتي دشنت باستهداف القيادات والكوادر الجنوبية بعد أشهر قليلة من قيام الوحدة بين الجنوب واليمن.
وفي السياق يرى حقوقيون يمنيون ان العفو عن دماء الضحايا الذين سقطوا على ايدي الجماعات الارهابية والمتطرفة الممولة من محسن الأحمر هو حق حصري واصيل لأولياء الدم وحدهم دون غيرهم.
ونصح المحامون المتضررين من فترة حكم محسن بالتوجه نحو المحاكم المحلية والدولية للمطالبة بحقوق ذويهم وانصافهم مما لحق بهم خلال مايقرب من ثلاثين سنة.
ورغم حالة الارتياح والتفاؤل الواضحة التي سادت الشارع اليمني بعد اقالة منظومة الرئاسة والتي عبثت باليمن، الا ان المخاوف مازالت قائمة من سيطرة الدولة العميقة التي أسس لها الاخوان منذ عقود من السنين والتي باتت تسيطر على معظم مفاصل الدولة وتجيرها لمصلحة توجهات الحزب الداعم للارهاب.
واكدت مصادر يمنية ان الحاجة ماسة لاجراء سلسلة تغييرات عميقة تستجيب لمتطلبات اصلاح منظومة السلطة في اليمن وتعالج اختلالات السنوات الماضية.
واعتبرت المصادر ان الاكتفاء بازاحة الرأس والابقاء على باقي الجسد قد تعطل اي توجهات لاصلاح الأوضاع والانتقال بها خطوات متقدمة نحو المستقبل.