البيت الأبيض: بايدن يجري اتصالا مع الحلفاء لبحث الأزمة الأوكرانية والتنسيق لـ "محاسبة روسيا"
أكد البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيجري اتصالا مع الحلفاء، لبحث الأزمة الأوكرانية، والتنسيق لـ "محاسبة روسيا".
وأضاف البيت الأبيض، في بيان، أن "الرئيس سيعقد اتصالا عبر الفيديو مع الحلفاء والشركاء لبحث دعمنا المستمر لأوكرانيا وجهودنا لمحاسبة روسيا في إطار تنسيقنا الوثيق".
وفي إطار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، قال مسؤول كبير في البنتاجون إنّ "الشحنات الأولى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وصلت إلى حدود البلاد لتسليمها إلى الجيش الأوكراني".
وقال المسؤول، الذي رفض كشف هويته: "وصلت 4 رحلات جوية إلى المنطقة من الولايات المتحدة محمّلة بمعدات مختلفة".
ومن المتوقّع أن تصل رحلة خامسة خلال الـ 24 ساعة المقبلة "ما يعني 5 رحلات في غضون بضعة أيام"، منذ أن أعلن الرئيس جو بايدن، الأربعاء الماضي، عن حزمة جديدة بقيمة 800 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وسيبدأ جنود أمريكيون منتشرون في المنطقة الشرقية لحلف شمال الأطلسي منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، "في الأيام المقبلة" بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مدافع هاوتزر M777، الجيل الجديد من قطع المدفعية التي قرّرت الولايات المتحدة تسليمها لأول مرة للجيش الأوكراني.
وأكد المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي وصول الشحنة الأولى من هذه المساعدات بعد 48 ساعة من إعطاء الرئيس جو بايدن الإذن بذلك، معتبرا أنها "سرعة غير مسبوقة".
وشدد كيربي على أن تدريب "عدد صغير من الأوكرانيين" على مدافع الهاوتزر من الجيل الجديد سيتم خارج أوكرانيا، وبعد ذلك "يعودون إلى بلادهم لتدريب زملائهم".
وتابع: "حتى لو لم يكن استخدامها مختلفًا أساسًا عن قطع المدفعية المألوفة لدى الجيش الأوكراني، فإن هذه المدافع تستخدم قذائف عيار 155 ملم التي تستخدمها دول الحلف في حين أن أوكرانيا لا تمتلك سوى قذائف عيار 152 ملم روسية الصنع".
وأشار المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن "القوات الروسية بدأت تشعر بآثار العقوبات على إمداداتها من الأسلحة ولا سيّما الصواريخ الموجهة.
وقال المسؤول: "كان للعقوبات تأثير على قدرة بوتين في إعادة الإمداد والتجهيز، خصوصًا لجهة مكوّنات بعض هذه الأنظمة وصواريخها الموجّهة بدقّة".
وأضاف: "هذا الأمر أثّر بشكل ملموس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من ناحية أخرى، نعلم أنّهم يكافحون من أجل إعادة الإمداد من صناعتهم الدفاعية ويتساءلون عن مدى السرعة وإلى أيّ مدى يمكنهم تكثيف إنتاجهم من الأسلحة".
وشدّد المسؤول الأمريكي على أنّ "العقوبات لها تأثير على قدرتهم على القيام بذلك".
وتستخدم الأسلحة الحديثة الرقائق الإلكترونية التي تُعدّ تايوان وكوريا الجنوبية أهمّ منتجيها، وهما دولتان حليفتان للولايات المتحدة وأوقفتا تصدير هذه المنتجات إلى روسيا بموجب العقوبات الأمريكية التي فرضت بعد اندلاع الحرب بين موسكو وأوكرانيا".
وفي إطار الجهود الإنسانية، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية البريطاني مارتن جريفيث، الإثنين، أنه سيزور تركيا هذا الأسبوع للقاء الرئيس رجب طيب أرودغان من أجل الدفع باتّجاه إنشاء "مجموعة اتصال إنسانية" تضم أوكرانيا وروسيا.
وقال جريفيث، خلال مؤتمر صحفي، عقده في نيويورك، إن المجموعة يمكنها أن تجتمع "في أي وقت" للبحث في "شؤون إنسانية" على غرار "مراقبة وقف إطلاق النار" و"الممرات الآمنة" وتلك المخصصة لإجلاء المدنيين.
وأشار، في مؤتمره، إلى أنه سيصل تركيا، الأربعاء، في زيارة تستمر يومين، دون أن يوضح متى سيلتقي الرئيس التركي.
لكن بعد وقت قصير على هذا الإعلان، أفاد فريقه لوكالة الأنباء الفرنسية أن "نتيجة اختبار كورونا لجريفيث جاءت إيجابية، ما أجبره على إرجاء زيارة تركيا إلى موعد لم يحدد".
والأحد، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش محادثات هاتفية مع إردوغان للبحث في المبادرة.
وكان جريفيث قد زار موسكو مطلع أبريل/نيسان الجاري وتوجّه بعدها إلى كييف في محاولة منه لانتزاع هدنة إنسانية في أوكرانيا وعرض مجموعة اقتراحات ترمي إلى تسهيل العمليات الإنسانية في أوكرانيا التي تشهد معارك عنيفة.
والأربعاء، أقر جوتيريش أن التوصل إلى "وقف لإطلاق النار في أوكرانيا لا يبدو ممكنا حاليا".
والإثنين، أكد جريفيث أن موسكو "لا تضع اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار على رأس أولوياتها، حتى الآن".
وشدد على أن "أوكرانيا أبدت ترحيبا كبيرا" بمقترحات الأمم المتحدة، مضيفا "لكننا لم نحصل بعد على رد مماثل من روسيا".
وأشار جريفيث إلى أن كييف أعربت عن "قبولها بالفكرة التي أطلقنا عليها تسمية مجموعة اتصال إنسانية" ويفترض أن تضم أوكرانيا وروسيا تحت رعاية الأمم المتحدة، مبديا أمله بان تستضيف تركيا على أراضيها المجموعة المزمع تشكيلها".
وأشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى أنه يعتزم زيارة روسيا بعد تركيا.
ولفت إلى أن واحدة من المشكلات التي تواجه إقامة ممرات إنسانية حاليا تكمن في أن الجانبين "لا يجلسان معا" في قاعة واحدة و"يتبادلان الاتهامات ما أن تتعرقل الأمور".
وتشدد الأمم المتحدة على "الأهمية القصوى" لإبقاء ميناء أوديسا مفتوحا وصوامع الغلال "مليئة"، مذكّرة بالتداعيات السلبية للعملية العسكرية الروسية بأوكرانيا على صعيد الغذاء بالنسبة لعشرات البلدان حول العالم.