مصر.. بيان عاجل من النيابة العامة حول فتاة الهرم
كشفت تحقيقات النيابة العامة المصرية، عن انتهاء فى الواقعة المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعى الظاهر فيها نجدة فتاة كادت أن تسقط من شرفة مسكنها بالهرم إلى عدم صحة إسقاط والدها لها من الشرفة، وأنها كادت تسقط عَرَضًا خلال التقاطها بعض الملابس.
وقالت النيابة العامة، فى بيان لها: "كانت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام قد رصدت فى الـ 18 من شهر أبريل الجارى تداول مقطع مصور بمواقع التواصل الاجتماعى لأشخاص ينجدون فتاة تتشبث بحبال نشر الملابس بشرفة مسكنها قُبيلَ سقوطها، وتداول منشورات عدة فى أعقاب إذاعة المقطع تدعى بأن الواقعة من الأساس كانت محاولة من والد الفتاة لإلقائها من شرفة المسكن".
وأضافت: "بالتزامن مع ذلك ورد للنيابة العامة بلاغ بالواقعة من المجلس القومى للأمومة والطفولة بعد تلقى خطّ نجدة الطفل إخطارًا بها فباشرت النيابة العامة التحقيقات".
واستهلت النيابة العامة التحقيقات بتفريغ محتوى الفيديو المتداوَل، وطلب تحريات الشرطة حول الواقعة وصولًا لأشخاص مَن ظهروا به، فتوصلت لبيانات الطفلة ووالدَيْها، حيث استمعت النيابة العامة لأقوال الطفلة، فتبينت أن سنَّها 12 سنة ميلادية، وقررت فى التحقيقات أن والدها حاول تأديبها بضربها لعدم تنظيفها المسكن دون أن تستطيلَ يدُه إليها، ثم بعد ذلك طلب منها إحضار بعض الثياب من شرفة المسكن، فسقطت منها عرَضًا أثناء التقاطها الثياب، وأمسكت بسور الشرفة واستغاثت بوالدها الذى حضر لنجدتها، فلم يتمكن من رفعها، ونادى على جيرانه فحضروا وتمكنوا من الإمساك بها ونجدتها، وأضافت بأن والدها ضربها فورَ إنقاذها لغضبه مما فعلت".
واستطردت: "وبسؤال والدة الطفلة شهدت بمضمون شهادة ابنتها. كما سألت النيابة العامة الشخصين الظاهرين بالمقطع، فشهدا بأنهما قد أبصرا تواجد الطفلة بالشرفة يسقط من يدها بعض الثياب على مظلة أسفل الشرفة، فحاولت النزول إليها لالتقاطها، فلم تفلح محاولتها، وكادت الطفلة حينها تسقط من الشرفة لولا نجدة أبيها لها، والذى استغاث بهما لمساعدته فى إنقاذها، ثم ضربها والدها فورَ إنقاذها غضبًا من فعلها".
وباستجواب والد الطفلة فيما هو منسوب إليه من اتهامه بتعريض حياة طفلته للخطر أنكر، وقرر مضمونَ أقوال ابنته وزوجته.. وعلى ذلك أمرت النيابة العامة بإخلاء سبيل المتهم، وسلمت الطفلة لوالدتها فى ضوء ما ورد فى تقرير فحص الباحث الاجتماعى من خط نجدة الطفل الذى أوصى بتسليمها لوالدتها مع أخذ التعهد اللازم برعايتها، بعدما انتهى فى تقريره إلى معاناتها من خوف ورهبة من والدها، وأنه تم تقديم الدعم النفسى لها، مع استمرار زيارتها منزليًّا للتأكد من استقرار حالتها.
واختتم بيان النيابة العامة: "وبمناسبة هذه الواقعة فإن النيابة العامة تهيب بأولياء الأمور إلى الرفق بأبنائهم فى تأديبهم وإصلاحهم، وعدم اللجوء إلى أى شكل من أشكال العنف الذى يفضى حتمًا إلى نتائج غير التى يبتغونها من تأديبهم، كما تهيب بالكافة إلى الحذَر من سرعة الحكم على الأمور على إطلاقها خاصةً المتداوَل منها بمواقع التواصل الاجتماعى متأثرين برأى منفرد مطروح، والوثوق فى القضاء الذى عماد عمله قائم على شمول النظرة، وحسن الاستماع لأطراف النزاع، وإقامة الدليل على صحة أقوالهم".
"فإن سرعة إطلاق الأحكام أو التعجل فى تبنى وجهات النظر دون تروٍّ وإلمام بجوانب الوقائع المعروضة وملابساتها الخفية والجلية - التى لا تكشف عنها إلا التحقيقات - يُفضى إلى انتشارِ الفتن والشائعات والأخبار الكاذبة التى تؤثر سلبًا فى أمن وسلام مجتمعنا الآمن".