دراسة: هناك سمات شخصية يمكنها التنبأ بخطر الإصابة بالخرف
كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعات فيكتوريا ونورثويسترن وإدنبره أن هناك سمات شخصية يمكنها التنبأ بخطر الإصابة بالخرف.
وبحثت الدراسة في ما إذا كان أولئك الذين يعانون من بطء العقل أو الخرف يتشاركون الخصائص الشخصية.
واستخدم الباحثون بيانات ما يقارب 2000 من كبار السن من إلينوي. وكان لكل مشارك تقييمات سنوية لإدراكه كجزء من دراسة أخرى حتى وفاته.
وساعد نحو 19 اختبارا عبر خمسة مجالات مختلفة، بما في ذلك الذاكرة العرضية وحل المشكلات والسرعة، في تحديد الرموز أو الأنماط.
وخلال فترة الدراسة، بحث الفريق عن الأشخاص الذين طوروا اختلالا معرفيا معتدلا (MCI)، أو الخرف، أو ماتوا.
ويعاني المصابون بالاختلال المعرفي المعتدل (MCI) من أعراض فقدان الذاكرة أعلى مما هو طبيعي بالنسبة لأعمارهم، ولكن لا يزال بإمكانهم ممارسة حياتهم كالمعتاد، على عكس المصابين بالخرف.
ومع ذلك، فإن المصاب بالاختلال المعرفي المعتدل (MCI) أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 5 إلى 20% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما يعانون من الاختلال المعرفي المعتدل، وفقا لجمعية ألزهايمر.
واستخدم الباحثون اختبار الشخصية لتسجيل الأشخاص على السمات الخمس الكبرى التالية المألوفة بين خبراء الصحة العقلية:
الضمير: يصف هذا الشخص المسؤول، والحذر، والذي يملك هدفا، ولديه سيطرة عالية على الاندفاع ويميل إلى التنظيم والانضباط.
الوفاق: هذا يصف الشخص الذي يكون محترما ورحيما وواثقا ومتسامحا ويحاول تجنب المشاكل. ويميل إلى أن يكون أكثر تعاونا ومفيدا.
العصابية: يصف هذا الشخص الذي ينجذب نحو مشاعر مقلقة، مثل القلق والاكتئاب، وينزعج بسهولة.
الانفتاح: يصف هذا الشخص المنفتح على التجارب الجديدة والفضولي لمعرفة العالم. إنه مبدع وسعيد للحديث عن الأفكار المجردة.
الانبساط: يصف هذا الشخص الذي يبحث عن الإثارة ويكون نشطا ومؤنسا للغاية. وهو ثرثار ولديه الكثير من التعبير العاطفي ويتمتع بالطاقة حول الآخرين
ووجدت الدراسة أن كبار السن الذين حصلوا على درجة عالية من الضمير انخفض لديهم خطر الإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل بنسبة 22%، وخطر الإصابة بالخرف بنسبة 4%.
كما أنهم كانوا أقل عرضة للوفاة في وقت لاحق من المرض.
وعلى العكس من ذلك، فإن المشاركين الذين يعانون من عصابية أعلى لديهم مخاطر متزايدة بنسبة 12% للإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل والخرف.
والمشاركون ذوو الانبساط العالي قللوا من احتمالاتهم في عدة مجالات. وإذا طوروا الاختلال المعرفي المعتدل، فإن لديهم خطرا متزايدا بنسبة 12% لتطوير الحالة.
وقالت الورقة البحثية: "الأفراد الأعلى في الضمير والانبساط، والأقل في العصابية، لديهم سنوات أكثر من الصحة المعرفية، وخاصة المشاركات الإناث".
وقال الدكتور توميكو يونيدا، المؤلف المشارك في الدراسة، لموقع Medical News Todayإن الشخص البالغ من العمر 80 عاما، والذي يتمتع بضمير كبير، قد يكسب عامين إضافيين دون إعاقة معرفية.
ولذلك، قال الدكتور يونيدا إن زيادة مستويات الوعي "هي إحدى الإستراتيجيات المحتملة لتعزيز الشيخوخة الإدراكية الصحية".
وأسباب الخرف متعددة الأوجه، فهي تجمع بين خيارات نمط الحياة والنظام الغذائي وعلم الوراثة وبيئتنا.
وكان لدى الدكتور ديفيد ميريل، وهو طبيب نفسي للبالغين وكبار السن، لم يشارك في الدراسة، نظرية للنتائج. واقترح أن الإجهاد المستمر الذي قد يكون أكثر شيوعا لدى المصابين بالعُصابية قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول.
وتسبب مستويات الكورتيزول المرتفعة انكماشا سريعا للدماغ، مرتبطا بخطر الإصابة بمرض ألزهايمر - الشكل الأكثر شيوعا للخرف.
قال: "إن المشاركة في العلاج النفسي هي التراجع عن الضغوطات ومحاولة النظر إلى الأشياء من منظور مختلف لزيادة مرونتك المعرفية. لقد ثبت أن زيادة المرونة المعرفية ترتبط بصحة عامة أفضل وقد تكون طريقة فعالة للمساعدة في حماية جسمك من تسارع شيخوخة الدماغ".
وليست هذه هي المرة الأولى التي يربط فيها العلماء بين العصابية واحتمالات الإصابة بالخرف.
ومن المرجح أن يكون لدى هذه الأنواع من الأشخاص تراكم للبروتينات في الدماغ والتي ترتبط بموت الخلايا وفقدان الذاكرة بمرور الوقت.
وعلى العكس من ذلك، أظهر فريق من كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا علامات أقل على هذه البروتينات في تصوير الدماغ.
وقالت الدكتورة كلير سيكستون، مديرة البرامج العلمية والتوعية في جمعية ألزهايمر، والتي لم تشارك في الدراسة، إن الأفراد الذين يتمتعون بضمير عال ثبت أنهم يتمتعون بأنماط حياة صحية ويميلون إلى ممارسة الرياضة والنوم بشكل أفضل، بينما هم أقل عرضة للاكتئاب أو التدخين.
وشرحت الدكتورة سيكستون: "هناك مجموعة قوية من الأبحاث تربط نمط الحياة، وخطر الإصابة بالخرف، والمؤشرات الحيوية".