ليبيا.. تعطل 29 موقعا بمصفاة الزاوية جراء اشتباكات مسلحة
قالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، السبت إن مصفاة الزاوية النفطية تعرضت إلى أضرار متفاوتة بسبب اشتباكات مسلحة جرت مساء الجمعة.
وأضاف البيان أن الإحصاءات الأولية تشير إلى تضرر 29 موقعا من ضمنها خزانات المشتقات النفطية وخزانات أخرى متعددة وأن فرق الصيانة بالشركة ما زالت تقوم بأعمال التقييم والحصر والمعالجة حتى اللحظة.
وطالبت المؤسسة الوطنية للنفط جميع الأطراف بضرورة ضبط النفس وإبعاد المنشآت النفطية عن أي أعمال مسلحة من شأنها أن تعرض حياة العاملين للخطر وتضر بالبنية التحتية لقطاع النفط المتهالك أصلا.
وأوضحت المؤسسة أن مجمع الزاوية النفطي قد تعرض إلى أضرار جسيمة ومتكررة نتيجة الاشتباكات المسلحة التى حدثت بجواره خلال السنوات الماضية الأمر الذي أدى ولا زال يؤدى إلى تعريض حياة المستخدمين للخطر ويهدد سلامة العمليات وسلامة الأصول والمنشآت.
ومصفاة الزاوية هي مصفاه لتكرير النفط تدار من قبل شركة الزاوية لتكرير النفط التابعة للمؤسسة الوطنية وافتتحت المصفاة عام 1974، وتنتج حاليا ما يقدر بنحو 120 ألف برميل من منتجات النفط في اليوم الواحد، وغالبية إنتاجها يتم تصديره عبر خطي النفط والغاز الرابطين مع إيطاليا وميناء مليتة.
تأتي الاشتبكات في وقت يعاني قطاع النفط الليبي، من إغلاقات قسرية ووقف لتصدير من عدد من الموانئ والحقول بسبب سياسات حكومة الدبيبة، أفقدت البلاد نحو 50% من إنتاجها الذي يبلغ في الأوقات العادية مليون و200 ألف برميل يوميا.
وتجددت الاشتباكات بين مليشيات بمدينة الزاوية غربي ليبيا، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف العناصر المسلحة من مليشيات القصب والفار اللتين تسيطران على المدينة.
ورغم أن المليشيات المتناحرة تابعة لحكومة عبدالحميد الدبيبة "المقالة"، إلا أنها لم تحرك ساكنًا تجاهها، فيما كانت في الجهة المقابلة وزارة الداخلية في حكومة فتحي باشاغا، تندد وتطالب الجميع بضبط النفس والتوقف عن القتال.
وقالت وزارة الداخلية في حكومة باشاغا، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنها تابعت عن كثب وقلق بالغ الأحداث "الدامية" التي تجري في مدينة الزاوية إزاء المواجهات المسلحة.
وناشدت المليشيات المنخرطة في أعمال العنف بضبط النفس والتوقف عن القتال فورا وتغليب صوت العقل واللجوء إلى الحكمة درءًا للدماء، مؤكدة أنه "من غير المقبول على الإطلاق أن يتقاتل الإخوة لفرض مصالح أشخاص وإحكام سيطرتها خاصة في المناطق السكنية، مما أدى ذلك إلى ترويع السكان الآمنين".
وتأتي هذه الاشتباكات بعد ساعات من مواجهات مسلحة اندلعت فجر الجمعة، بين مليشيات "دعم الدستور" التابعة لحكومة عبدالحميد الدبيبة "المقالة"، ومليشيات "دعم الاستقرار" في طريق المطار بالعاصمة طرابلس.
وتعد أزمة انتشار السلاح أحد أهم التحديات التي تقوض الأمن في ليبيا، فيما قدرت الأمم المتحدة في تقارير سابقة عدد الأسلحة المنتشرة خارج سلطة الدولة بنحو 20 مليون قطعة.
وتشهد مناطق غرب ليبيا خاصة العاصمة طرابلس توترا أمنيا ملحوظا وتحشيدا من المليشيات، بعد إعلان رئيس حكومة تسيير الأعمال المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة تمسكه بالسلطة ورفضه تسليمها للحكومة الجديدة برئاسة فتحي باشاغا الذي نال ثقة مجلس النواب.